الحلفاء يهجرون الحرب الجوية التي تقودها أميركا ضد داعش في سوريا

عربي بوست
تم النشر: 2015/10/22 الساعة 02:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/10/22 الساعة 02:59 بتوقيت غرينتش

باتت الولايات المتحدة الأميركية حالياً شبه وحيدة في حربها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سوريا، فما الذي حدث لـ"التحالف الواسع" الذي تحدث عنه الرئيس أوباما؟

محلل في موقع فوكاتيف أفاد بأن الولايات المتحدة تجد نفسها وحيدة في السماء فوق سوريا، رغم تأكيدات البيت الأبيض أن التحالف الجوي القوي الذي تم تشكيله بهدف القضاء على داعش لا يزال قائماً.

95% حجم الضربات الجوية الأميركية ضد داعش في سوريا

ومع ذلك، تقلص عدد الضربات الجوية التي يقوم بها حلفاء أميركا ضد داعش بشكل ملحوظ، رغم أن الحرب في سوريا شهدت تصعيداً، ورغم أن أميركا تكافح للضغط أكثر على التنظيم الإرهابي هناك.

تساهم الطائرات الأميركية بحوالي 95% من مجموع الضربات الجوية ضد داعش في سوريا، وهو ما لم يكن مخططاً لحملة كان من المفترض أن تحصل على دعم أقوى من الشركاء العرب والغربيين.

في البداية، وصف البيت الأبيض حلفاءه في الحملة الجوية بأنهم محور قوي في استراتيجية الولايات المتحدة الهادفة إلى القضاء على التنظيم الإرهابي. وتحدث الرئيس أوباما عن "تحالف واسع" وراء الضربات الجوية التي بدأت بقصف مواقع داعش في سبتمبر/أيلول 2014.

كانت مشاركة الدول العربية التي يُفترض أن تتعاون مع الولايات المتحدة في هذه الضربات غير مسبوقة، إذ ضمت المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، الأردن، البحرين وقطر. كما انضمت دول غربية إلى التحالف مؤخراً مثل كندا، تركيا، أستراليا وفرنسا.

القوة الجوية لدول التحالف (عدا أميركا) قد تراجعت بشكل مطرد

الميجور تيم سميث، المتحدث باسم رئاسة أركان القوى الجوية الأميركية قال في تصريحات لموقع فوكاتيف، "تحالفنا قوي للغاية وكل بلد مشارك فيه حريصٌ على هزيمة هذا العدو البربري".

غير أن الإحصائيات العسكرية الأميركية تُظهر أن القوة الجوية لدول التحالف (عدا أميركا) قد تراجعت بشكل مطرد منذ بداية الحملة.

تشكل نسبة الضربات الجوية التي تقوم بها طائرات غير أميركية فقط 5% من مجموع الضربات الجوية في سوريا، أي أن النسبة انخفضت من 10% في يناير/كانون الثاني و13% في ديسمبر/كانون الأول 2014، ليقع عبء بقية الضربات على عاتق الطائرات الأميركية، حسب بيانات غرف عمليات التحالف.

في الواقع، كانت ثمة أشهر لم تقم فيها طائرات حلفاء أميركا بأي ضربة ضد داعش في سوريا، ففي أغسطس/آب من عام 2015، فقط اثنتان من أصل 217 ضربة نُفذت من قبل طائرات غير أميركية، أي أقل من 1%.

قام حلفاء أميركا بتنفيذ 139 ضربة من أصل 2658 ضربة تم تنفيذها حتى السادس عشر من أكتوبر/تشرين الأول 2016، حسب ما تُظهره الأرقام.

69% حجم الضربات الجوية الأميركية ضد داعش في العراق

أما في العراق فيبدو الوضع مختلفاً تماماً، حيث تقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها بحرب جوية أكثر شراسةً على التنظيم.

فحتى أكتوبر/تشرين الأول من عام 2016، قام حلفاء أميركا- بما فيهم فرنسا، بريطانيا، بلجيكا، هولندا، أستراليا، الدنمارك، كندا والأردن- بتنفيذ 1503 ضربة من أصل 4869 (أي 31%) ضد داعش في العراق.

كما تُظهر الإحصائيات أن المشاركة اليومية لحلفاء أميركا في الضربات لم تقل عن 20% طوال فترة الحملة الجوية.

لا توفر الولايات المتحدة إحصائيات مفصّلة لضربات كل دولة على حدة، وهو ما يصعِّب معرفة مدى فاعلية الدول الأعضاء في الحملة الجوية. لذا قامت منظمة "حروب جوية" بجمع البيانات من الحكومات، المصادر العسكرية خارج أميركا، التقارير الإعلامية والمنظمات على الأرض في سوريا لمحاولة الوصول إلى هذه البيانات التفصيلية.

تراجع المشاركة العربية لصالح الحرب في اليمن

وفقاً لتحليلات هذه المنظمة، يبدو أن السعودية والإمارات والدول الخليجية الأخرى قد انسحبت من الحملة الجوية في سوريا منذ أبريل/نيسان الماضي لتركّز على حربها في اليمن.

حذر أوروبي وانسحاب كندي

كما أظهر حلفاء أميركا الغربيون الكثير من الحذر، فقد نفذت كندا أربع ضربات جوية في سوريا منذ انضمامها إلى التحالف في أبريل/نيسان الماضي، بينما قامت فرنسا، التي انضمت إلى التحالف الشهر الماضي، بتنفيذ ضربتين جويتين فقط على داعش في سوريا.

رئيس الوزراء الكندي الجديد، جاستين ترودو، أعلن أمس الثلاثاء أن بلاده ستنسحب من الحرب الجوية على داعش في كل من العراق وسوريا.

أسباب التراجع

يُعزى تردد حلفاء أميركا في الانضمام إلى قصف أهدافٍ في سوريا إلى تعقيدات الصراع في هذا البلد، خاصة بعد الفوضى الإضافية التي خلقها دخول روسيا في الحرب.

بعكس العراق- حيث الحكومة، الأكراد، والتحالف الدولي يركزون كل جهودهم على هزيمة داعش- تدفع الأجندات والتحالفات المتقلبة في سوريا إلى تحريض فصائل المعارضة ضد بعضها البعض.

يقول كريس وودز، رئيس منظمة "الحروب الجوية" وهي منظمة مقرها في لندن ترصد الضربات الجوية للتحالف ضد داعش، بالإضاقة إلى الضحايا المدنيين الذين يسقطون بسبب هذه الضربات، "حين يقوم التحالف بقصف داعش في العراق، توجد نتيجة واحدة لهذا القصف: هزيمة داعش وانتصار الحكومة العراقية والأكراد. في سوريا، لا نعرف كيف ستتجه الحرب، وحين نقوم بقصف داعش، نجازف بتغيير مسار الحرب باتجاه أو بآخر".

تحميل المزيد