اللاجئون السوريون على قائمة اهتمامات الحزب الفائز بانتخابات كندا

عربي بوست
تم النشر: 2015/10/20 الساعة 06:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/10/20 الساعة 06:56 بتوقيت غرينتش

حقق الحزب الليبرالي الكندي بزعامة "جوستن تريدو" فوزاً كبيراً في الانتخابات البرلمانية الكندية محرزاً الأغلبية في البرلمان بإجمالي 184 مقعداً تمثل نسبة 39,5%.

وحصل حزب المحافظين بقيادة رئيس الوزراء السابق ستيفن هاربر على 99 مقعداً بنسبة 30%، فيما حصل الحزب الديمقراطي الجديد على 44 مقعداً في البرلمان بنسبة 21%، وحصل حزب كتلة كيبيك على 10 مقاعد بنسبة 4,9%.

بعد 9 أعوام من حكم المحافظين تتحول كندا إلى سلطة الليبراليين بقيادة سياسي شاب لم يكن يراهن أحد على فوزه في الحملة التي استمرت 78 يوماً في مواجهة خصمين أكثر حنكة هما: المحافظ ستيفن هاربر والاشتراكي الديمقراطي توماس ماكلير.

تريدو وزوجته وابنه يترقبون إعلان النتيجة

اللاجئون ضمن البرنامج

قراءات الشارع الكندي قبل ظهور النتائج الرسمية كانت تشير إلى فرصة الحزب الليبرالي الكبيرة في الفوز، وهو ما تطرق له أيضاً بعض السياسيين مثل ستيفن لويس من الحزب الوطني، عندما بيّن عدم رغبة الشارع الكندي في إعادة انتخاب المحافظ هاربر، خصوصاً لما قدمه الحزب الليبرالي من برنامج مميز يتعلق بتقليل الضرائب المفروضة على الكنديين وزيادة فرص العمل، وتقليل نسب البطالة.

ومن أهم ما طرحه الحزب الليبرالي في برنامجه أيضاً ما يتعلق بتوفير برامج استيعاب اللاجئين السوريين وزيادة فرص قبول لجوئهم إلى كندا.

فقد جاء ضمن برنامج الحزب الانتخابي أن "الكنديين تأثروا بعمق بمعاناة اللاجئين السوريين، وأن كندا لها تاريخ عميق ومميز في مساعدة المحتاجين من اللاجئين، كما حدث عام 1950 باستقبالها للاجئين الهنغاريين، واستقبالها المسلمين الإسماعيليين الفارين من جنوب شرقي آسيا بين عامي 1970-1980.

البرنامج الانتخابي للحزب أكد أن الكنديين يرحبون بمساعدة الفارين من سوريا، وأن الوقت قد حان لكي تقدم الحكومة الاتحادية الكندية المساعدة واحتضان المزيد من ضحايا الحرب.

الملاذ الآمن

وكندا ستكون الملاذ الآمن للسوريين ضمن برنامج الحزب الذي يسعى لاستقبال 25 ألف لاجئ من خلال رعاية مباشرة من قبل الحكومة بميزانية تقدر بنحو 250 مليون دولار، منها 100 مليون دولار من ميزانية العام المالي الحالي لزيادة التجهيز وتقديم الخدمات والرعاية وتمكينهم من الاستقرار.

وتتميز نظرة الحزب الليبرالي للمسلمين الكنديين بأنهم جزء حيوي ومهم من النسيج الكندي الذي يتميز بتنوع أصوله وأعراقه وأديانه، وهو ما عبر عنه الحزب من خلال رئيس الوزراء المنتخب جوستن تريدو في البيان الذي أصدره في رأس السنة الهجرية 15 أكتوبر/تشرين الأول ،2015 حيث قال: "اليوم المسلمون في كندا وحول العالم يحتفلون باليوم الأول من محرم ورأس السنة الهجرية، وعلينا كأسر وأصدقاء وجيران أن نترك التفكير بما حدث العام الماضي، وأن نتطلع إلى المستقبل، ونحن نغتنم هذه الفرصة للاعتراف بأن للمجتمع الكندي المسلم إسهامات مهمة في المجتمع الكندي، ونحن في اليوم الأول من محرم نقف لنتذكر التنوع الكندي الذي هو سبب قوتنا، ولنتذكر أيضاً القيم والمبادئ التي يقام عليها الأساس الكندي الذي تضمنه ميثاق الحريات والحقوق".

ويختم تريدو بيانه بالقول: "نيابة عن الحزب الليبرالي الكندي أتمنى للجميع سنة سعيدة وصحة جيدة".

الحملة الانتخابية لتريدو

رئيس الوزراء الجديد

جوستن تريدو رئيس وزراء كندا الجديد الذي يحمل الرقم 23 في تاريخ رؤساء الوزراء الذين حكموا كندا والبالغ من العمر 43 عاماً، نجح في تجاوز الهزيمة الساحقة التي لحقت بالليبراليين في انتخابات 2011، بعد عامين فقط على توليه قيادة الحزب.

تريدو معروف في الحياة العامة منذ ولادته في 25 ديسمبر/كانون الأول 1971 واحتل عناوين الصحف عندما كان والده في السلطة.

وقد نشأ في المقر الرسمي لرئيس الوزراء في أوتاوا الذي شغله والده بلا انقطاع تقريباً من 1968 إلى 1984، ثم في مونتريال، حيث استقر والده مع أبنائه الثلاث بعد طلاقه.

وفي العشرينات من عمره حصل تريدو على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية، وتقرب من والدته على الساحل الغربي للبلاد، حيث عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية)، ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح، ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وفي عام 2005 تزوج من مقدمة برامج تلفزيونية تدعى صوفي غريغوار صديقة طفولة أخيه ميشال ورزق منها بثلاثة أولاد هم صبيان وبنت.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007 وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال لكن الحزب رفض طلبه.

واختاره الناشطون لدائرة بابينو المجاورة وتعد من أفقر المناطق الكندية وأكثرها تنوعا إثنياً في كندا، وانتخب نائباً عنها في 2008، ثم أعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

تريدو هو الابن الأكبر لرئيس الوزراء الكندي بيير تريدوا الذي حكم كندا في الفترة من 1968- 1984، والذي أضيف في عهده ميثاق الحقوق والحريات إلى الدستور الكندي عام 1982، وهو الأمر الذي يفخر الكنديون به كثيراً لأنه يتضمن مبادئ مميزة كفلها الدستور للمواطن الكندي.

ويتميز غالبية رؤساء الوزراء الذين حكموا كندا أنهم تولوا هذا المنصب وهم شباب كآرثر ميغن الذي حكم 1920 وكان عمره 46 عاماً، وويل ماكنزي كنك الذي حكم عام 1921 وكان عمره 47 عاماً، وبير تريدو وكان عمره 48 عاماً عندما حكم كندا، وجون كلارك 39 سنة عندما حكم سنة 1979، وستيفن هاربر رئيس الوزراء السابق الذي حكم من 2006 – 2015 وكان عمره وقت توليه المنصب 46 عاماً.

علامات:
تحميل المزيد