رحبت السعودية، الإثنين 19 أكتوبر/تشرين الأول 2015، بقرار حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قبول دعوة الأمم المتحدة للمفاوضات مع جماعة أنصار الله الحوثي، وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، المتوقع إقامتها في جنيف نهاية الشهر الجاري.
السعودية التي تقود التحالف العربي ضد المتمردين الحوثيين أكدت أن هذا الأمر يعد خطوة في الطريق الصحيح لإنهاء الأزمة اليمنية بعد شهور من القتال الذي أسفر عن سقوط أكثر من 5000 قتيل.
وأعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، عن جولة مفاوضات جديدة في جنيف أواخر الشهر الجاري.
من جانبه كشف "جيتاجو ردا" المتحدث الرسمي باسم الحكومة الإثيوبية وزير مكتب الاتصال الحكومي، عن استعداد بلاده لاستقبال الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح إذا كان ذلك سيساعد في حل الأزمة اليمنية.
هادي يقبل التفاوض
الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً أكدت، الأحد، استعدادها للمشاركة في مفاوضات مع الحوثيين برعاية الأمم المتحدة من أجل إنهاء الحرب المستمرة منذ 7 أشهر، وذلك حسب ما أفاد المتحدث باسمها راجح بادي.
ولم تؤكد الأمم المتحدة الموافقة الرسمية للحكومة اليمنية على المشاركة في المحادثات، كما أنها لم تحدد مكان أو زمان انعقاد المحادثات المنتظرة.
إلا أن راجح بادي ذكر لوكالة "فرانس برس" أن المحادثات قد تتم في جنيف، مؤكداً إعطاء الأمم المتحدة موافقة حكومة بلاده على المفاوضات.
ولم يشأ بادي الإدلاء بأي تفاصيل إضافية حول الضمانات التي قد تكون حكومته حصلت عليها للموافقة على الحوار مع المتمردين الحوثيين الذين مازالوا يسيطرون على أجزاء من البلاد.
الرياض تقبل بالمفاوضات
من جهتها، رحّبت وزارة الخارجية السعودية بالقرار اليمني، كما رحّبت بما نُشر من معلومات في الصحافة حول قبول الحوثيين بقرار مجلس الأمن 2216 الذي ينصّ على انسحابهم من المناطق التي سيطروا عليها منذ 2014.
وفي بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية، أشاد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية بموقف الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي "الذي أكد فيه مجدداً للأمين العام للأمم المتحدة استعداد الحكومة اليمنية التام وجاهزيتها الكاملة للعمل السلمي واستئناف المشاورات السياسية".
وكان مصدر من الأمم المتحدة أكد، الأحد، أن النقاشات التمهيدية لإجراء محادثات السلام "تسير على قدم وساق"، إلا أن عقد هذه المحادثات "لم يتأكد" بعد، مضيفاً أنه يجب "الانتظار يومين أو 3 أيام" لتصل هذه النقاشات إلى نتيجة حاسمة.
شروط هادي
وكانت الحكومة اليمنية تشترط حتى الآن أن يوافق الحوثيون وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح على قرار مجلس الأمن 2216 الذي ينص على الانسحاب من الأراضي التي سيطروا عليها في 2014، لاسيما العاصمة صنعاء.
وانهارت أول محاولة لإجراء محادثات سلام في جنيف في يونيو/حزيران بين القوات الموالية للحكومة والمتمردين الحوثيين حتى قبل أن يجلس الطرفان في الغرفة نفسها.
والشهر الماضي رفضت الحكومة اليمنية المشاركة في محادثات بوساطة الأمم المتحدة في سلطنة عُمان، وأصرت على ضرورة انسحاب المتمردين من المناطق التي يسيطرون عليها.
بداية الصراع
وكان الحوثيون سيطروا على العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014 وقاتلوا للسيطرة على العديد من المناطق الأخرى بمساعدة قوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وفي يوليو/تموز الماضي تمكنت القوات الموالية للحكومة بدعم من التحالف العربي من إخراج المتمردين من 5 محافظات في الجنوب، وتتابع الضغط للوصول إلى صنعاء.