اعتبر محللون سياسيون فلسطينيون أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلن في خطابه المتلفز مساء الأربعاء 14 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، تغيير قواعد اللعبة السياسية مع إسرائيل وبداية مرحلة جديدة، لافتين إلى أنه أول خطاب له يخلو من أي ذكر لخيار المفاوضات.
فشل المفاوضات
وقال أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت عبد الناصر النجار لوكالة فرانس برس إن "خطاب الرئيس عباس هذه الليلة هو إعلان عن تغيير قواعد اللعبة السياسية مع إسرائيل التي كانت تعتمد خيار المفاوضات فقط من أجل تكريس حل الدولتين الذي فشل فشلاً ذريعاً بسبب العدوان الإسرائيلي الذي لم يتوقف ضد الشعب الفلسطيني".
وأضاف "دخلنا مرحلة جديدة بدأت منذ خطاب الرئيس عباس في الأمم المتحدة الذي فتح الباب واسعاً لانطلاق الهبة الشعبية العارمة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية سيما أنه أعلن في خطابه عدم نهاية الالتزام الفلسطيني بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل".
النجار اعتبر أن "الرئيس عباس كأنه يقول أنه لا عودة للوراء وأن الهبة الجماهيرية خلقت واقعاً جديداً وأنه سينظر للأمام ويسير مع خيارات شعبه الذي سئم المفاوضات".
وأضاف أن الرئيس الفلسطيني "رمى الكرة في الملعب الدولي وقال إن اللعبة تغيرت تماماً، وكان حاسماً بذلك. لقد شدد على أن الاتفاقيات انتهت عملياً وإسرائيل تتحمل مسؤولية إنهائها وفشلها ومسؤولية فشل خيار تحقيق حل الدولتين وفق صيغة المفاوضات السابقة، الذي أصبح تنفيذه غير واقعي".
الدفاع عن النفس
وأكد عباس في خطاب مسجل بثه التلفزيون الرسمي وهو الأول له منذ اندلاع موجة العنف الراهنة أن الفلسطينيين ماضون في "الكفاح الوطني المشروع للدفاع عن النفس والمقاومة الشعبية السلمية"، وذلك في وقت سقط فيه أكثر من 30 قتيلاً في أسبوعين من المواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وحذر الرئيس الفلسطيني من أن استمرار "الإرهاب" الإسرائيلي "ينذر بإشعال فتيل صراع ديني يحرق الأخضر واليابس، ليس في المنطقة فحسب، بل ربما في العالم أجمع"، مشدداً على أنه "يدق ناقوس الخطر أمام المجتمع الدولي للتدخل الإيجابي قبل فوات الأوان".
وهذه أول مرة منذ انتخابه رئيساً للسلطة الفلسطينية في كانون الثاني/ يناير 2006 لا يأتي فيها عباس في خطاب مماثل على ذكر خيار المفاوضات، علماً بأنه كان مهندس اتفاق أوسلو الذي وقع بين الفلسطينيين والإسرائيليين في 1993.