طعن رجل يهودي 4 عرب فأصابهم بجروح في جنوب إسرائيل الجمعة 9 أكتوبر/ تشرين الأول 2015 فيما بدا أنه هجوم انتقامي من عمليات هجومية نفذها فلسطينيون خلال أسوأ موجة اضطرابات شهدتها المنطقة منذ عدة أعوام.
كما أعلنت الشرطة الإسرائيلية أن فلسطينيين نفذوا 3 عمليات طعن الجمعة، في القدس الغربية والعفولة والخليل.
وعلى مدى الأيام العشرة الماضية قتل 4 إسرائيليين بالرصاص أو طعناً في القدس والضفة الغربية المحتلة وأصيب أكثر من 10 بسبب هجمات نفذها فلسطينيون يحملون سكاكين أو مفكات في تل أبيب ومدن إسرائيلية أخرى.
يهودي عشريني يطعن 4
الشرطة الإسرائيلية قالت إن رجلاً يهودياً في العشرينات من عمره طعن 4 رجال عرب في مدينة ديمونة جنوب إسرائيل واصفةً الدافع لذلك بـ"الوطني".
وهذا أول هجوم بالسكين يقدم عليه يهودي ضد عرب منذ بدء موجة العنف، ونُقلوا جميعاً إلى المستشفى لتلقي العلاج، وحالتهم بين الطفيفة والمتوسطة.
وذكرت الشرطة أنه بعد ذلك بساعات طعن فلسطيني صبياً يهودياً يبلغ من العمر 14 عاماً فأصابه بجروح بمدينة القدس القديمة.
وحاولت امرأة يعتقد أنها فلسطينية بحسب مصادر إسرائيلية أن تطعن حارساً في محطة حافلات بشمال إسرائيل، وطعن فلسطيني شرطياً قرب مستوطنة يهودية بالضفة الغربية.
سبب التصعيد
وكانت مشاعر الاستياء وخيبة الأمل قد ثارت بسبب تقاعس الشرطة الإسرائيلية عن تعقب اليهود الذين نفذوا هجوماً أحرقوا فيه منزل أسرة فلسطينية قبل شهرين في الضفة الغربية مما أدى إلى مقتل طفل وأسرته.
وفي المقابل ثار توتر الإسرائيليين بسبب حوادث إلقاء الحجارة وقتل زوجين إسرائيليين في الضفة الغربية قبل عشرة أيام.
يشار إلى أن 7 إسرائيليين تعرضوا الخميس للطعن في 4 حوادث مختلفة في البلاد، بعضها في تل أبيب، الأمر الذي أجج المخاوف من انتفاضة أوسع في أعقاب الانتفاضتين اللتين كانت أولاهما في أواخر الثمانينيات والثانية في أوائل العقد الأول من القرن الحالي.
اتهام متبادل
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتهم من جانبه عباس وحركة فتح وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالتحريض على العنف في القدس الشرقية في الأسابيع الأخيرة.
وقال في مؤتمر صحفي الخميس "نحن في خضم موجة إرهاب بالسكاكين والقنابل الحارقة والحجارة وحتى الذخيرة الحية".
من جانبه دعا إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى تعميق الانتفاضة وتصعيدها" قائلاً إنه فخور بمن سماهم "أبطال السكاكين".
وأكد خلال صلاة الجمعة على ضرورة توفير كل وسائل الدعم للانتفاضة خاصة في القدس والضفة على حد وصفه، محذراً من محاولة الالتفاف عليها.
هنية لم يفته أن يوجه التحية لمن أسماهم أبطال السكاكين والعمليات الفردية، وقال "نقف بكل احترام للنماذج الفردية التي تصنع تاريخاً من البطولات، أفراداً وشباناً يدافعون عن القدس والمسجد الأقصى".
تعزيزات أمنية
ومع تصاعد الاشتباكات بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي بلغت ذروتها عقب منع الرجال الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً من صلاة الجمعة في المسجد الأقصى دفعت الشرطة الإسرائيلية بقوات كبيرة إلى المواقع العامة، ومحطات الحافلات والقطارات في إسرائيل.
وقال ميكي روزنفيلد، المتحدث بلسان الشرطة الإسرائيلية، في تصريح صحفي، الجمعة، إن "وحدات الشرطة تقوم بأعمال دورية في المناطق العامة، ومحطات الحافلات والقطارات، كجزء من الإجراءات الأمنية لمنع الهجمات والرد عند الضرورة".
بينما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية حالة الطوارىء في كافة مستشفياتها العاملة في الضفة الغربية تحسباً لاحتدام المواجهات.
وقال أسامة النجار المتحدث باسم الوزارة لوكالة الصحافة الفرنسية "بسبب تقديرات بارتفاع نسبة المواجهات اليوم بين الشبان وقوات الاحتلال، أعلننا حالة الطوارىء وطلبنا من كافة العاملين والأطباء الالتحاق بعملهم يوم الجمعة، رغم أنه عطلة رسمية".
الاشتباكات تصل غزة
وامتدت دوامة العنف بين إسرائيل والفلسطينيين الجمعة لتشمل قطاع غزة، حيث قتل 5 فلسطينيين وأصيب العشرات خلال مواجهات اندلعت بعد ظهر الجمعة قرب الحدود مع القطاع.
واندلعت مواجهات بين شبان وصبية فلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي في أعقاب تظاهرة شارك فيها مئاتٌ تضامناً مع القدس ووصلت إلى المنطقة الحدودية شرق غزة.
وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن نحو 200 فلسطينياً اقتربوا من السياج الحدودي وألقوا الحجارة والإطارات المشتعلة على قوات الجيش.
وقال شهود عيان ومصادر أمنية إن مواجهات اندلعت في عدة مناطق في الخليل، حيث ألقى شبان الحجارة على قوات إسرائيلية في مناطق أذنا ويطا ومدينة الخليل.