أعلنت وزارة الدفاع الروسية الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الأول 2015 أنها قد تقبل مقترحات البنتاغون بشأن التنسيق في محاربة "داعش" بسوريا، مشيرة إلى أن الخبراء سيبحثون هذه التفاصيل اليوم.
ممثل الوزارة إيغور كوناشينكوف قال بحسب موقع قناة روسيا اليوم: "ردت وزارة الدفاع الروسية على طلب البنتاغون، وقامت بالنظر في مقترحات الجانب الأميركي حول تنسيق الأعمال في إطار مكافحة تنظيم داعش على أراضي سوريا، وبشكل عام، يمكن قبول المقترحات للتنفيذ".
بحث التفاصيل اليوم
وأضاف: "لم يبق سوى توضيح بعض الأشياء التقنية التي سيتم بحثها اليوم من قبل ممثلين عن وزارة الدفاع الروسية والبنتاغون على مستوى الخبراء".
وكان أناتولي أنطونوف نائب وزير الدفاع الروسي ذكر للصحفيين الاثنين الماضي، بعد لقائه مع الملحقين العسكريين لعدد من الدول، بما فيها الولايات المتحدة، أن المؤتمر الثاني بين وزارتي الدفاع الروسية والأميركية سيجري عبر دائرة تلفزيونية مغلقة في الأيام القريبة المقبلة.
وأشار إلى أنه "من الأفضل أن يأتي زملاؤنا إلينا لنجلس هنا في وزارة الدفاع لنناقش وجها لوجه جميع المسائل التي نواجهها".
وأفاد بأن موسكو تعول على أن يعلن الجانب الأميركي عن موقفه بشأن المقترحات الروسية التي "وضعناها على الطاولة".
كما أعلن أن قدرة تعاون العسكريين الروس مع نظرائهم الأميركيين أوسع نطاقا مما تعرضه واشنطن في موضوع محاربة تنظيم "داعش".
تحقيق التعاون العسكري
وأضاف: "مع ذلك أود التشديد على أننا لا نفرض أنفسنا كشركاء في مهمة عامة يواجها المجتمع الدولي"، موضحا أن روسيا مهتمة بتحقيق "التعاون العسكري مع أية دولة بقدر اهتمامها في ذلك من جهتها".
وكان الكرملين قد أعلن الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول أن التسوية السياسية هي الهدف النهائي لجميع خطوات روسيا في سوريا.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري "تعد التسوية السياسية هي الهدف النهائي وراء جميع خطوات روسيا (بشأن سوريا)، وهو، طبعا، الهدف المشترك الوحيد للمجتمع الدولي برمته".
وجاء هذا الموقف ردا على تصريحات المعارضة السورية التي تناقلتها وسائل إعلام قالوا فيها أن العملية الجوية الروسية في سوريا تدفعهم إلى التخلي عن المفاوضات الخاصة بالتسوية السياسية.
تفادي الاحتكاك
وكان مسؤولون أميركيون وروس بحثوا الأسبوع الماضي بطلب من روسيا سبل تفادي اي احتكاك يمكن ان يحصل في المجال الجوي السوري.
وفي وقت يشن كل من البلدين غارات جوية في سوريا كان الهدف من المحادثات تنسيق توقيت هذه الغارات لمنع حصول أي تصادم نتيجة وجود طائرات للبلدين في الجو في الموقع نفسه، غير أنها لم تفض إلى نتيجة حتى الآن.
وشهد الثلاثاء أيضا تصاعد التوتر بين موسكو وأنقرة التي تتهم روسيا بانتهاك مجالها الجوي.
واستدعت تركيا المعارضة بشدة للرئيس السوري بشار الأسد، مرتين السفير الروسي لإبلاغه بأن بلاده "ستتحمل المسؤولية" في حال تكرار هذه الحوادث.
وتؤكد موسكو أن ضرباتها الجوية تستهدف منذ الأربعاء المجموعات "الإرهابية" في سوريا، ولكن على غرار النظام السوري، يصنف الكرملين كل فصيل يقاتل نظام الأسد بـ"الارهابي" بخلاف دول الغرب التي تواصل انتقاد روسيا لشنها ضربات ضد مواقع فصائل مقاتلة تصنفها بالـ"معتدلة".
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أكد في وقت سابق إن الولايات المتحدة وروسيا اتفقتا على "بعض المبادئ الأساسية"، من بيها يجب أن تكون سوريا دولة موحدة وعلمانية، وأن هناك حاجة إلى التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية، وإنه يجب أن تكون هناك عملية انتقال سياسي موجهة.
ضربات جديدة
وشنت الطائرات الحربية الروسية الأربعاء 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2015 غارات "مكثفة" على مناطق عدة من محافظتي حماه (وسط) وادلب (شمال غرب) في سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
مدير المرصد رامي عبد الرحمن قال لوكالة الصحافة الفرنسية إن "طائرات حربية يعتقد انها روسية" استهدفت 4 مواقع على الأقل في محافظة حماه وثلاثة في محافظة ادلب.
ووصف المرصد الغارات الروسية الاخيرة بانها "أكثر كثافة من المعتاد"، مشيراً إلى أنها وقعت ليل الثلاثاء الأربعاء وفي وقت مبكر اليوم.
ولفت عبد الرحمن إلى أنها "المرة الأولى التي تترافق فيها الغارات مع اشتباكات ميدانية بين قوات النظام والفصائل المقاتلة".
وأوضح المرصد أن الاشتباكات وقعت في محافظة حماه "إثر هجوم عنيف لقوات النظام والمسلحين الموالين لها"، وكانت "مدعومة" بقصف عنيف لطائرات حربية روسية.