ملحوظة:
هذه التدوينة بالعامية الأردنية
صحيت من النوم وفتحت عيني وكان هناك قطار واقف أمامي والناس عم تطلع فيه, شفت الساعة بإيدي, كانت ٥:٣٠ فجراً, استذكرت اليوم اللي مضى..
وصلت فيينا أنا وصديقي, رحنا على فعاليّة شفتها عالنت قبل ما أسافر وتعرفت على واحد من برشلونة وحكينا عن الميول الإسبانية للشعب الأردني, طلعنا من الفعاليّة ورافقنا واحد يساعدنا نشوف ڤيينا بالليل والجو كان بارد جدا! لمّا خلصنا الجولة كان النيّة نرجع عالمطار لكن طلعت القطارات بتوقف عن العمل بعد الساعة ١٢ وقعدنا على باب المحطة لإنه كان بيطلع منها هواء دافئ, كانت ليلة جمعة يعني يوم شرب الجعة والحفلات عندهم, اجانا واحد سكران واحنا قاعدين, شاف إنه المحطّة مسكرة وبدأ يسب على الحكومة النمساوية التي لا توفّر للمواطنين وسيلة يرجعوا على بيوتهم بعد ال ١٢ بالليل, قال كلام ما بقدر أكتبه هون, طلع شعب لما بدّه يوسّخ بالحكي ببدع! لمّا هدي شوي فتحلنا قلبه وبدأ يسألنا عن حالنا, أنا عملت حالي مش فاهم عشان أختصر لكن صاحبي صار يحكي معاه وبالمختصر هاي كانت المحادثة:
– إنت من وين؟
– أنا من الأردن
– شو جاي تعمل هون؟
– سياحة
– حلو, طيب إنت من وين؟
– قبل شوي حكتلك إني من الأردن
– آه صح, سامحني شوي سكران, طيب شو جاي تعمل هون؟
واستمرت هاي المحادثة شي نص ساعة قبل ما نتركه ونروح نمشي بإتجاه محطة القطارات اللي بتروح عالمطار, نمنا على باب أحد المولات بالطريق وبعدها لقينا محطة قطارات فاتحة ورحنا نمنا فيها. الساعة ٥:٣١ الفجر, يلا عالطيّارة.
أكثر موقف ضايقني في الرحلة ببرلين, كان هناك ناس متجمعين حول ما يبدو إنه ساحر, أنا قربت فصاروا الناس يحكولي إذا معك ٥٠ يورو بتربح خمسين, أنا مخّي سكّر وكان معي بالمحفظة ٥٠ يورو فطلتهم, أخذهم الزلمة مني وصار يحرك صناديق عالأرض وقتها فهمت إنه قمار وحكتله ما بدي ألعب, صار الكل يحكيلي إقلب الصندوق بتربح وأنا أحكي ما بدّي, بالآخر قلبته وصاروا يحكولي إنه خسرت و مافي مصاري, كان قريب مني مجموعة ناس تعرّفت عليهم الصبح, وساعدوني بالمناوشة إلى أن رجعولي المصاري. بعد هاي الحادثة عرفت إنه يكثر في أوروبّا النشّالين وكل من حولهم يكونون جزء من الخطة للنصب على السائح المسكين! العبرة المستفادة, لا تخرج أموالك بالشارع لأي كان ولا تثق بأحد لا تعرفه, وأستشهد بهاي اللحظة بفلم Taken.
قبل ما أزور ألمانيا كنت أسمع عن برود الشعب الألماني وإنه شعب يصعب التعامل معه, وسمعت انه لو حاولت التكلّم معهم بالإنجليزية ما رح يرضوا يحكوا.. طلعت كلها إشاعات, لا تسمع من حدا ما جرّب يروح.. من المواقف اللطيفة التي عايشتها مع اثنين ختايرة هناك لمّا كنت داخل أحد المولات, فتحت الباب الخارجي وكان زوج الختايرة خلفي, بقيت ماسك الباب إلى أن دخلوا والموقف بالنسبة لي عادي جداً وأي حدا ممكن يعمله لكن اكتشفت إنه هاي المواقف نادرة الحدوث, كتير انبسطوا وصاروا يمدحوني وركضوا للباب الداخلي وفتحولي اياه وشكروني عاللي عملته ووقتها أنا شعرت بالسعادة.. إسعاد الناس يجلب أوتوماتيكيا السعادة.. فلا تنسى وإنت مسافر تترك بصمة ولو في شخص 🙂
النداء الأخير لركّاب الطائرة رقم: ٩٦٢ والمتوجّهة إلى: عمّان *الطائرة تقلع*
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.