تصريح “مصر علمانية بالفطرة” وقرار “حظر التدريس بالنقاب” يثيران جدلاً في مصر‎

أثار تصريح وزير الثقافة المصري "مصر علمانية بالفطرة" وقرار رئيس جامعة القاهرة "حظر التدريس بالنقاب" حالة من الجدل مؤخراً، في أوساط المصريين.

عربي بوست
تم النشر: 2015/10/03 الساعة 11:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/10/03 الساعة 11:14 بتوقيت غرينتش

أثار تصريح وزير الثقافة المصري "مصر علمانية بالفطرة" وقرار رئيس جامعة القاهرة "حظر التدريس بالنقاب" حالة من الجدل مؤخراً، في أوساط المصريين.

حلمي النمنم، وزير الثقافة المصري، قال في تصريح تلفزيوني على إحدى الفضائيات الخاصة مساء الجمعة الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2015، إن "مصر علمانية بالفطرة"، وهاجم الوزير تيارات ما يعرف بـ"الإسلام السياسي"، متهماً إياها بتخريب الدول العربية والإسلامية.

التصريح جاء ليسكب مزيداً من البنزين على النار الملتهبة بفعل قرار د. جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، الذي صدر منذ أيام، وحظر بموجبه إلقاء عضوات هيئة التدريس بالجامعة محاضرات للطلاب وهن منتقبات.

مصر دولة مسلمة بالفطرة

تصريح وزير الثقافة أثار حفيظة عدد من الإسلاميين، ومن بينهم المتحدث باسم الدعوة السلفية، علي حاتم، الذي قال لوكالة الأناضول "إن تصريحات الوزير غير مقبولة، فمصر دولة مسلمة بالفطرة وليست علمانية، وكلام الوزير لن ينتبه إليه أحد من الشعب المصري".

ورفض ناجح إبراهيم، القيادي السابق بالجماعة الإسلامية في مصر، تصريحات الوزير، قائلاً إنها "تنافي الواقع الذي يؤكد أن مصر دولة مؤمنة بالفطرة منذ القدم، ومن الخطأ الخلط بين الدين الإسلامي وأخطاء بعض التيارات السياسية".

وأضاف "هناك مشكلة مزمنة في وزارة الثقافة المصرية، وليست وليدة اللحظة".

وقلل إبراهيم من أهمية التصريحات قائلاً: "ظل وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني على رأس الوزارة 22 عاماً، رغم تصريحاته المتكررة المنافية لهوية مصر الإسلامية، لكنه مع ذلك لم يؤثر على تدين البلد، ولم يستطع تغيير قناعات المصريين".

وفي تدوينة عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وصف يونس مخيون، رئيس حزب النور (السلفي) والمتحالف مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تصريحات وزير الثقافة بـ"السقطات"، قائلًا: "ادعى سيادة الوزير أن الشعب المصري علماني بفطرته، وأنا أقول له إن الشعب المصري متدين بفطرته، وﻻ يعرف هذه العلمانية المستوردة الدخيلة على ثقافتنا، والمتعششة في رؤوس بعض النخب".

سقطات وزير الثقافة حلمي نمنمأسئلة تحتاج إلى إجابة:- هل يقبل أن يعبر وزير عن معتقداته ورؤاه الشخصية بعد أن أصبح وزيرا ي…

‎Posted by ‎الدكتور يونس مخيون‎ on‎ 3 أكتوبر، 2015

ليست حرباً على الإسلام

في المقابل، قال الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أحمد بان، إن "تصريحات الوزير تعبر عن قناعته الشخصية، فقد سبق وردد نفس الكلام قبل توليه منصب وزير الثقافة".

وأضاف "لا يمكن اعتبار تصريحات الوزير حرباً على الإسلام، أو تهديداً لهوية مصر الدينية، وربما يقصد الهجوم على تيارات الإسلام السياسي، وهو لا يعني بالضرورة مهاجمة الدين الإسلامي".

ويأتي تصريح وزير الثقافة المصري بعد أيام قليلة من قرار رئيس جامعة القاهرة جابر نصار، بحظر إلقاء عضوات هيئة التدريس بالجامعة محاضرات للطلاب وهن منتقبات.

واعتبر ناجح إبراهيم قرار رئيس جامعة القاهرة "في غير محله"، مشيراً إلى أنه "لا يمكن اعتبار نقاب بعض عضوات هيئة التدريس بجامعة ما سبباً في تأخر العملية التعليمية في مصر، ولا يتوقع أن ينصلح حال التعليم في البلد بمجرد منعهن من إلقاء المحاضرات".

لكن إبراهيم رفض ربط القرار بتصريحات وزير الثقافة، معتبراً أن الحادثتين منفصلتين، ولا يمثلان موقفاً رسمياً للدولة أو النظام السياسي.

وتتبني تيارات إسلامية سلفية وجوب ارتداء النقاب، وهو الأمر الذي يمس شريحة ليست قليلة في مصر، ومنذ ثورة يناير/كانون الثاني 2011، تمسكت تيارات سلفية بأهمية المرجعية الإسلامية في الدستور المصري، كون مصر دولة إسلامية، وهو الأمر الذي ثار حوله جدل كبير مع دستور 2012، الذي تم وضعه إبان تولى الرئيس الأسبق محمد مرسي الرئاسة.

حالة الجدل حول تصريحات وزير الثقافة المصري وصلت بطبيعة الحال إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وامتدت إلى خارج الحدود الجغرافية المصرية، إذ أدلى مغردون عرب بدورهم في القضية إلى جانب المصريين.

قرار منع المنتقبات من التدريس في الجامعة أثار هو الأخر حالة من الجدل بين مواقع التواصل الاجتماعي.

تحميل المزيد