أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد 4 أكتوبر/ تشرين أول 2015 أن إسرائيل "تخوض معركة حتى الموت ضد ما أسماه "الإرهاب الفلسطيني"، آمراً باتخاذ إجراءات شديدة بعد مقتل إسرائيليين اثنين في القدس المحتلة وذلك فيما تحولت شوارع المدينة القديمة إلى مدينة أشباح بسبب الإجراءات الأمنية الصارمة.
وقال نتانياهو في شريط مصور بثه مكتبه إن هذه الإجراءات تشمل خصوصاً تسريع وتيرة هدم منازل "الإرهابيين" في إشارة إلى منفذي الهجمات ضد الإسرائيليين.
وكان نتانياهو جمع وزيري الدفاع والأمن الداخلي ومسؤولين أمنيين كباراً لدى عودته من نيويورك حيث تحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأكد أنه أعطى تعليماته "لوقف الإرهاب وردع المهاجمين ومحاسبتهم".
والإجراءات المعلنة تتصل خصوصاً بلجوء أوسع إلى اعتقال المشتبه بهم إدارياً من دون محاكمة وتعزيز قوات الأمن في القدس والضفة الغربية المحتلة وفرض قيود على دخول "المحرضين لجبل الهيكل"، في إشارة إلى باحة المسجد الأقصى.
كما ستُعقد مساء يوم الإثنين جلسة طارئة للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية(الكابينت) لمناقشة الأوضاع الأمنية.
من جانب آخر منعت إسرائيل الفلسطينيين الأحد، من الدخول إلى البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة ليومين بعد هجومين بالسكين نفذهما فلسطينيان قتلتهما الشرطة فيما بعد، وأدى أحدهما إلى مقتل إسرائيليين 2 أحدهما جندي، كما سقط 77 جريحا فلسطينيا برصاص إسرائيلي فى مواجهات بالضفة والقدس خلال 24 ساعة.
البلدة القديمة، المزدحمة عادة، بدت مدينة أشباح صباح الأحد، مع المحلات التجارية المغلقة والشوارع المقفرة، إلا من بعض السياح ومئات من رجال الشرطة الإسرائيليين الذين يحرسون أبوابها.
غلق المدينة القديمة.. الأول منذ سنوات
وهذه المرة الأولى منذ سنوات التي تغلق فيها إسرائيل البلدة القديمة أمام الفلسطينيين.
الشرطة الإسرائيلية أوضحت أن هذا الإجراء الاستثنائي يشمل الغالبية الكبرى من فلسطينيي القدس الشرقية المحتلة غير المقيمين في البلدة القديمة.
وأكدت أنه على مدى يومين لن يسمح بالدخول سوى للإسرائيليين والمقيمين في البلدة القديمة والسياح وأصحاب المحلات والتلاميذ.
متحدثة باسم الشرطة قالت إن هذا الإجراء سيمنع الغالبية الكبرى من فلسطينيي القدس الشرقية المقيمين خارج البلدة القديمة من دخولها، لكنها أكدت أن بوسع عرب إسرائيل الدخول.
ومن أصل المسلمين الذين يسمح لهم بدخول البلدة القديمة أفادت المتحدثة أنه يمنع على الرجال ما دون الـ50 من العمر الدخول إلى باحة المسجد الأقصى، وفق إجراء غالبا ما تفرضه إسرائيل خلال فترات التوتر.
وعند التاسعة والنصف صباحا، لم يدخل أي فلسطيني إلى المسجد الأقصى، بحسب مراسلة لفرانس برس.
الشرطة الإسرائيلية نشرت تعزيزات في كافة مداخل البلدة القديمة، ولم يتمكن سوى حملة جوازات السفر الأجنبية أو حملة الهوية الإسرائيلية بصفة "مواطن" من دخول البلدة القديمة.
مواجهات الأحد فى القدس
واستخدمت عند باب الأسباط قنابل الصوت والرصاص المطاطي لتفريق تظاهرة شارك فيها العشرات الذين تمكنوا من الدخول الى البلدة القديمة للاحتجاج على القيود التي فرضتها السلطات الإسرائيلية.
وقالت أم احمد التي شاركت في التظاهرة وهي من عرب إسرائيل "الدفاع عن الأقصى واجبي الوطني والديني".
استنكار السلطة
من جانبها، استنكرت الحكومة الفلسطينية الأحد التصعيد الإسرائيلي مطالبة بتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني.
وقالت الحكومة في بيان إنها تستنكر "سياسة التصعيد الإسرائيلي التي تنتهجها سلطات الاحتلال ضد أبناء شعبنا في القدس المحتلة والضفة الغربية" مطالبة المجتمع الدولي "بالتدخل لإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها".
أزمة اقتحام الأقصى
وتشهد باحة المسجد الأقصى والمسجد نفسه منذ منتصف سبتمبر/ أيلول مواجهات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية خصوصا بسبب إصرار بعض المتشددين اليهود على الصلاة داخل المسجد.
كما اتسعت دائرة التوتر لتشمل أيضا البلدة القديمة من القدس الشرقية.
ويخشى الفلسطينيون محاولة إسرائيل تغيير الوضع القائم في المسجد منذ حرب 1967 والذي يسمح بمقتضاه للمسلمين بدخول المسجد الأقصى في أي وقت في حين لا يسمح لليهود بذلك إلا في أوقات محددة ومن دون الصلاة داخله.
توتر فى الضفة
وفي الضفة الغربية المحتلة، شن الجيش الإسرائيلي ليل السبت وفجر الأحد حملة مداهمات في مخيم جنين للاجئين في محاولة لاعتقال قيس السعدي القيادي في حركة حماس، بحسب ما أعلنت مصادر أمنية فلسطينية.
وأصيب فلسطينيان بجروح خطرة بالرصاص الحي بينما أصيب آخرون بالرصاص المطاطي عند اندلاع المواجهات هناك، بحسب مصادر أمنية وطبية.
واعتقل الجيش الاسرائيلي 3 فلسطينيين لكنه لم يعتقل قيس السعدي.
ويأتي التوتر بعد الهجومين بالسكين.
هجومان فى الضفة
ووقع الهجومان في وقت تشهد البلدة القديمة صدامات يومية وبعد يومين على مقتل زوجين من المستوطنين بالرصاص في شمال الضفة الغربية المحتلة.
وفي الهجوم الأول، قتل إسرائيليان أحدهما حاخام من سكان الحي اليهودي والثاني مستوطن من الضفة الغربية، فيما أصيب 2 آخران بجروح هما طفل عمره سنتان وامرأة نقلت إلى المستشفى في حالة "الخطر".
وقتلت الشرطة المهاجم وهو فتى في الـ19 من العمر من قرية قرب رام الله في الضفة الغربية ويدعى مهند الحلبي، وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي أنه من عناصرها.
وبعد ساعات من هذا الهجوم هاجم فلسطيني ثان بسكين أحد المارة في القدس الغربية وأصابه بجروح خطرة قبل أن يقتل برصاص الشرطة الإسرائيلية.
وقالت وسائل الإعلام الفلسطينية أن الشاب يدعى فادي علون (19 عاما) من بلدة العيسوية في القدس الشرقية المحتلة.
واندلعت مواجهات عنيفة في العيسوية حيث ألقى 200 شاب فلسطيني ملثم الحجارة على رجال الشرطة الإسرائيليين، بحسب مصور لفرانس برس.