أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمام الأمم المتحدة الجمعة 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2015 أن الحكومة السورية تقبل المشاركة في مباحثات تمهيدية اقترحتها الأمم المتحدة للتحضير لمؤتمر سلام.
إلا إنه نبه إلى وجوب عدم توقع كثير من الليونة من جانب دمشق في هذه المباحثات، وقال "لا يظنن أحد أيًا كان أنه وبعد كل هذه التضحيات والصمود 4 سنوات ونيف، يستطيع أن يأخذ بالسياسة ما لم يستطع أن يأخذه بالميدان، وأنه سيحقق على طاولة المفاوضات ما فشل في تحقيقه على الأرض".
المعلم أوضح أن هذه اللجان، في إشارة إلى " 4 لجان خبراء" اقترحها وسيط الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا لإجراء "مشاورات تمهيدية غير ملزمة"، لتبادل الأفكار، وهي مشاورات تمهيدية غير ملزمة، يمكن الاستفادة من مخرجاتها التي يتم التوافق عليها للتحضير في ما بعد لإطلاق جولة ثالثة من مفاوضات السلام(جنيف-3).
وانتهى المؤتمران السابقان في جنيف بالفشل في 2014، بسبب الخلاف على مصير الرئيس بشار الأسد في أي عملية انتقالية.
مكافحة الإرهاب أولاً
المعلم أكد أن "مكافحة الإرهاب أولوية للسير بالمسارات الأخرى وسوريا مؤمنة بالمسار السياسي عبر الحوار الوطني السوري – السوري دون أي تدخل خارجي".
وشدد على أنه "لا يمكن لسوريا أن تقوم بأي إجراء سياسي ديموقراطي يتعلق بانتخابات أو دستور أو ما شابه والإرهاب يضرب في أرجائها ويهدد المدنيين الآمنين فيها".
وعين دي ميستورا قبل 10 أيام رؤساء مجموعات العمل الأربع بين السوريين بهدف إحياء المفاوضات الهادفة إلى وضع حد للنزاع المستمر منذ 4 أعوام ونصف عام. لكن أي مؤشر لم يصدر عن موعد بدء هذه المجموعات اجتماعاتها.
الضربات الجوية غير مجدية
واعتبر المعلم الضربات الجوية الروسية في سوريا، والتي جاءت بناء على طلب من الحكومة السورية وبالتنسيق معها، مشاركة فعالة في دعم الجهود السورية في مكافحة الإرهاب.
مكرراً تأييد دمشق للاقتراح الروسي بتشكيل تحالف واسع لمكافحة الإرهاب يشمل النظام السوري ويحظى بموافقة الأمم المتحدة.
في المقابل، أكد المعلم أن الضربات الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة "غير مجدية ما لم يتم التعاون مع الجيش السوري، بوصفه القوة الوحيدة في سورية التي تتصدى للإرهاب، على حد قوله.
لافتاً إلى أن "الإرهاب لا يحارب من الجو فقط وكل ما سبق من عمليات لمكافحته لم يؤد إلا إلى انتشاره وتفشيه".
الغارات مستمرة
إلى ذلك واصلت موسكو الجمعة غاراتها، واستهدفت للمرة الأولى معقل تنظيم الدولة الإسلامية، في حين تطالبها واشنطن وحلفاؤها بالكف عن استهداف فصائل اخرى معارضة للنظام السوري.
واعلنت وزارة الدفاع الروسية الجمعة أن مقاتلات روسية استهدفت للمرة الأولى الخميس محافظة الرقة التي تعتبر عاصمة "داعش".
المرصد السوري لحقوق الانسان قال إن "الضربات الروسية استهدفت مساء الخميس الأطراف الغربية لمدينة الرقة والمنطقة التي يقع فيها مطار الطبقة إلى الجنوب الغربي، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 12 جهاديا".
الشيشان تعرض المشاركة
دولياً طلب الرئيس الشيشاني رمضان قديروف الجمعة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السماح للجنود الشيشانيين بالذهاب إلى سوريا، لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية الذي يعد في صفوفه مقاتلين ينحدرون من هذه الجمهورية الروسية.
قديروف قال لإذاعة روسية، بعد يومين على أولى غارات الطيران الروسي ضد أهداف في سوريا "أطلب بأن يسمح لنا بالتوجه إلى سوريا والمشاركة في العمليات".
مشيراً إلى أن الجهاديين لن يصمدوا أمام جنوده الأكثر خبرة على حد وصفه.
وأضاف "نعرفهم جيدًا وسحقناهم هنا في الشيشان وحاربناهم ويعرفوننا".
ويقاتل نحو ألفي روسي في صفوف تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا وفقا لأرقام أجهزة مكافحة الإرهاب الروسية في حين يقدر الخبراء بأن عددهم 5 آلاف. وغالبيتهم يتحدرون من الشيشان أو هم مقاتلون سابقون من المجموعات التي حاربت الروس في القوقاز مطلع عام 2000.