مصدران فرنسي وأميركي: الضربات الروسية في سوريا موجهة للمعارضة ولا تستهدف “داعش”

كشف مصدران فرنسي وأميركي الأربعاء 30 سبتمبر/ أيلول 2015 أن الضربات التي وجهتها روسيا إلى سوريا، هدفها دعم الرئيس السوري بشـار الأسد، من خلال استهداف جماعات المعارضة، وليس مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش).

عربي بوست
تم النشر: 2015/09/30 الساعة 12:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/09/30 الساعة 12:09 بتوقيت غرينتش

كشف مصدران فرنسي وأميركي الأربعاء 30 سبتمبر/ أيلول 2015 أن الضربات التي وجهتها روسيا إلى سوريا، هدفها دعم الرئيس السوري بشـار الأسد، من خلال استهداف جماعات المعارضة، وليس مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش).

وقصفت طائرات روسية الأربعاء مواقع عدة في ثلاث محافظات سورية بالتعاون مع الطيران الحربي السوري، وفق ما أعلن مصدر أمني رفيع المستوى في دمشق لوكالة الصحافة الفرنسية.

مصدر دبلوماسي فرنسي قال بحسب وكالة رويترز "إذا كانت حمص – وهو ما يبدو (هي المستهدفة) فإنها ليست داعش التي يستهدفونها، لكن ربما جماعات معارضة، وهو ما يؤكد أنهم يدعمون نظام بشار ولا يقصدون قتال داعش."

في ذات السياق أكد مسؤول أميركي "أن الضربات الجوية الروسية في سوريا لا تستهدف فيما يبدو المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو الدولة الإسلامية، وهو أمر حاسم قد يعوق أي تعاون محتمل مع الولايات المتحدة في الحرب".

المنطقة المحيطة بحمص

وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "إن روسيا تنفذ الضربات في المنطقة المحيطة بحمص، وربما أيضا مناطق أخرى في سوريا".

المسؤول الأميركي أشار إلى أن روسيا حذرت الولايات المتحدة لإخلاء المجال الجوي السوري قبل الضربات، وأضاف أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة "مستمر في القيام بمهام في سوريا."

واستهدفت الضربات، مناطق غمام وجبل زويد ودير حنا في شمال شرق اللاذقية، وبلدتي اللطامنة وكفرزيتا في محافظة حماة ومدينتي الرستن وتلبيسة في ريف حمص.

وحقق القصف الجوي وفق مصدر أمني في دمشق "نتائج مباشرة وإصابة دقيقة للأهداف" من دون تحديد حصيلة القتلى، مضيفاً "سبقت هذه الغارات طلعات لطيران الاستطلاع (فوق المناطق المستهدفة) عبر طائرات من دون طيار، روسية الصنع".

إصابة 8 من قوات مدعومة من الغرب

الرائد جميل الصالح قائد إحدى الجماعات السورية المعارضة قال لوكالة رويترز إن الضربات الجوية الروسية في شمال غرب سوريا التي تقول موسكو أنها استهدفت مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، أصابت 8 من مقاتلي جماعته التي تتلقى الدعم من قوى غربية مناهضة لبشار الأسد الاربعاء.

وقال "إن المقاتلين تعرضوا لضربات في ريف محافظة حماة حيث يقع مقر الجماعة".

الصالح الذي انشق على الجيش السوري في عام 2012 قال "إن ريف حماة الشمالي ليس به وجود للدولة الاسلامية على الاطلاق ويخضع لسيطرة الجيش السوري الحر".

استهداف حمص وحماة

وأعلن التلفزيون الرسمي السوري من جهته أن القصف الجوي استهدف مناطق في محافظتي حمص وحماة.

ونقل عن مصدر عسكري "تنفيذاً للاتفاق بين سوريا وروسيا لمواجهة الإرهاب الدولي والقضاء على تنظيم داعش وبالتعاون مع القوى الجوية، نفذ الطيران الروسي اليوم عدة ضربات جوية استهدفت أوكار إرهابيي داعش".

وتسيطر قوات النظام السوري على مدينة حمص مركز المحافظة باستثناء حي الوعر، وعلى مناطق أخرى في المحافظة، فيما تمكن تنظيم الدولة الإسلامية في الأشهر الأخيرة من السيطرة على مناطق عدة في الريف الشرقي أبرزها مدينة تدمر الأثرية.

وتسيطر جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) على معظم المناطق التي استهدفها القصف الروسي في حمص، بينما تسيطر فصائل مقاتلة منضوية في إطار "جيش الفتح" على البلدات المستهدفة في اللاذقية.

تحت سيطرة المعتدلين

أما المناطق التي طالها القصف في حماة، فمعظمها تحت سيطرة فصائل إسلامية وأخرى "معتدلة"، فيما تسيطر جبهة النصرة وفصائل مبايعة لتنظيم الدولة الإسلامية على بعضها الآخر.

يأتي ذلك فيما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء أن روسيا "ستتقدم اليوم" في الأمم المتحدة بمشروع قرار لمكافحة الإرهاب.

وأوضح لافروف أمام مجلس الأمن الدولي أن القرار يرمي إلى "قيام تنسيق بين كل القوى التي تواجه تنظيم الدولة الاسلامية والبنى الآخرى الإرهابية".

المعارضة المعتدلة مدعوة للمشاركة

وأعلن لافروف أن "على القوات المسلحة السورية والعراقية والمعارضة السورية التي تواجه الآن تنظيم الدولة الاسلامية" أن تشارك في هذه الحرب في إطار ائتلاف واسع يضم الولايات المتحدة ودولاً في المنطقة مثل المملكة العربية السعودية.

وشدد الوزير الروسي على أن هذا العمل الجماعي المنسق "لا بد أن يقوم استنادا إلى القوانين الدولية وشرعية الأمم المتحدة".

ولتجنب الأخطاء بعد بدء الضربات الروسية في سوريا أعرب لافروف عن الأمل بإقامة "قنوات اتصال دائمة" مع الولايات المتحدة.

لافروف دعا أيضا إلى "تعزيز الحوار بين السوريين على أساس بيان جنيف" الصادر عام 2012 الذي يدعو إلى قيام فترة انتقالية سياسية في سوريا"، معرباً عن أمله في قيام "مناقشات صريحة" حول اقتراح موسكو، مضيفًا "علينا أن نتفاهم وأن نستمع إلى بعضنا البعض" في إشارة إلى أعضاء مجلس الأمن.

تحميل المزيد