أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله الجمعة 25 سبتمبر/ أيلول 2015 التوصل إلى اتفاق هدنة في ثلاث بلدات سورية، يشمل وقفا لإطلاق النار لمدة 6 أشهر وإخلاء المدنيين والمسلحين، بإشراف الامم المتحدة ووساطة إيرانية، وفق ما أعلن في مقابلة تلفزيونية.
وبدأ ظهر الأحد العمل بوقف إطلاق النار في البلدات الثلاث المعنية بالاتفاق، في غياب أي إعلان رسمي من قبل الأطراف المعنية.
خروج المسلحين والجرحى
وقال نصر الله في مقابلة مع قناة "المنار" التابعة لحزب الله إن الاتفاق يشمل في مرحلته الاولى "خروج المسلحين والجرحى من الزبداني" مضيفا "لن يبقى أي مسلح في الزبداني وبالتالي سيدخل الجيش السوري إلى الكيلومتر المربع المتبقي" في المدينة التي ستصبح ومحيطها تحت سيطرة النظام.
وأوضح أن "المسلحين والجرحى (في الزبداني) سيخرجون إلى منطقة ادلب" في شمال غرب البلاد، مشيرا إلى أن "من يريد من المدنيين المتبقين في الزبداني أو في محيطها أو في مضايا او بلودان أو ريف دمشق أن يخرج مع المسلحين إلى ادلب، سيؤمن له هذا الخروج".
لكنه شدد على أن النظام السوري لا يشترط خروج المدنيين من المنطقة، موضحا أن حزب الله تعهد تسوية وضع عائلات المسلحين الذين نزحوا من الزبداني إلى لبنان مع الحكومة اللبنانية لتأمين عودتهم إلى بلادهم.
خروج 10 ألاف مدني
وعلى جبهة بلدتي الفوعة وكفريا في محافظة ادلب، قال نصر الله إن الاتفاق يشمل "خروج 10 آلاف مدني من الفوعة وكفريا، والنساء من مختلف الاعمار، والذكور ما دون 18 عاما وما فوق الخمسين، بالإضافة إلى الجرحى باتجاه مناطق سيطرة الدولة السورية".
ولفت نصر الله إلى أنه "بعد وقف إطلاق النار وتنفيذ المرحلة الاولى تبدأ هدنة لمدة 6 أشهر تشمل سرغين ومضايا بعد أن ينتفي وجود المسلحين في الزبداني، وتشمل في ادلب البلدات المحيطة بالفوعة وكفريا".
ويتضمن الاتفاق بحسب نصر الله تعهد الطرفين "بالا تقطع طرق الامدادات إلى الفوعة وكفريا وكذلك سرغين ومضايا" مشيراً إلى أن "الاتفاق بضمانة الامم المتحدة".
لقاء في تركيا
وبحسب نصر الله، عرض مبعوث الامم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا في طهران، القيام بوساطة بناء على طلب من الفصائل السورية المقاتلة.
وبعد اتصال الجانب الإيراني بالنظام السوري، حصل "لقاء في تركيا بين الوسيط الايراني والامم المتحدة ومندوبين عن الجماعات المسلحة"، وفق نصر الله.
وأوضح أن الوسيط الإيراني خلال عملية التفاوض "لم يكن مفوضا باتخاذ القرار" بل "كان معنيا فقط بالاتصال بالنظام في حين كانت الأمم المتحدة معنية بالاتصال مع المسلحين".
وبدأت قوات النظام وحزب الله اللبناني منذ الرابع من يوليو/ تموز هجومًا عنيفًا على الزبداني، آخر مدينة في المنطقة الحدودية مع لبنان لا تزال بيد الفصائل المقاتلة، وتمكنت من دخولها ومحاصرة مقاتلي المعارضة في وسطها.
وردا على تضييق الخناق على الزبداني، صعد مقاتلو المعارضة عمليات القصف على بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين واللتين يعيش فيهما مواطنون شيعة.
وسبق أن تم التوصل لمرتين إلى وقف لإطلاق النار لأيام معدودة في البلدات الثلاث خلال الشهر الماضي لكن الهدنتين انهارتا مع فشل المفاوضين في الاتفاق على كامل البنود المطروحة، خصوصا ما يتعلق بخروج المسلحين والمدنيين.