طلبت إيران الجمعة 25 سبتمبر/ أيلول اشراكها في التحقيق حول أسباب التدافع المفجع الذي أودى بحياة 717 شخصًا بينهم 131 إيرانيا بالقرب من مكة خلال مناسك الحج الخميس.
النائب الأول للرئيس الإيراني اسحاق جهانغيري قال للتلفزيون الرسمي بعد اجتماع استثنائي للحكومة أن "بلدانا مثل إيران عانت كثيرًا، يجب أن يكون لها ممثلوها أثناء التحقيق لتحديد أسباب الكارثة والحصول على تأكيد بأن هذا الامر لن يتكرر في المستقبل".
في ذات السياق دعا أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله لمشاركة مندوبين في التحقيقات، عن الدول التي لحقت برعاياها هذه الكارثة، كإيران والمغرب، وأغلبية الدول التي تأذت من الحادث.
وقال نصر الله في لقاء تلفزيون على قناة المنار التابعة لحزب الله، إن "أخذ حادثة منى إلى الصراع السياسي يسيء إلى الحجاج، ومن المنطقي أن تتحمل الحكومة السعودية مسؤولية ما حصل".
وكان حادث التدافع الذي وقع بمشعر "منى" بمكة المكرمة الخميس 24 سبتمبر / أيلول 2015 وخلف مئات حالات الوفاة والمصابين، قد اعاد الحديث عن المطالبات بتدويل شعائر الحج بتقديم المساعدة والإشراف على المناسك من قبل "منظمة التعاون الإسلامي".
رئيس الشؤون الدينية التركية محمد غورماز، قال الخميس 24 سبتمبر/أيلول 2015، إن إدارة الحج تواجه مشكلة واضحة، داعيا إلى "عقد اجتماع دولي لمناقشة تأمين أمور الحج".
وقال غورماز إن تنظيم مؤتمر دولي من قبل العالم الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي "أمر ضروري لبحث كيفية ضمان أمن أداء مناسك الحج"، ومناقشة ما اعتبره "تقديم المساعدة للسعودية التي تبذل مجهودا كبيرا لتيسير أداء فريضة الحج".
غورماز أشار إلى أن "إهمالا وقع من القائمين على إدارة وتوجيه الحجيج هناك"، إلاّ أنه لفت في الوقت ذاته أن رئاسة الشؤون الدينية التركية، لا تملك معلومات تفصيلية عن كيفية وقوع الحادث.
ودعا إلى ضرورة إعادة النظر في تدابير أمن الحج، وتوجيه دعوة إلى وزراء الحج أو رئاسات الشؤون الدينية، أو المؤسسات المعنية في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، لبحث الأمر.
وقال محمد علي شاهين نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي (الحاكم) أن بلاده يمكن أن تنظم الحج بشكل أفضل من السعودية.
وقال في تصريحات نقلتها وكالة الانباء التركية "دوغان" "هل يمكننا ان نتحدث عن القضاء والقد في ما يحدث؟ هناك اهمال في مجال السلامة وهذه الوفيات نجمت عن هذا الاهمال".
وأضاف هذا الوزير السابق الذي تولى سابقا رئاسة البرلمان "لو كلفت تركيا الحج لنظمته بدون ان يصاب أحد بأذى بإذن الله".
إلا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان له رأيا مخالفاً، إذ قال "من الخطأ توجيه الاتهام إلى السعودية التي تفعل ما بوسعها، لضمان حسن سير مناسك الحج".
وأضاف أردوغان في تصريحات لصحافيين ردا على سؤال حول حادث التدافع أن "اجراءات ستتخذ على الارجح لتجنب تكرار مثل هذه المأساة"، مؤكدا انه "لا يتعاطف مع التصريحات المعادية للسعودية".
التحقيقات السعودية
لكن المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية منصور التركي، كان قد قال إن الحادث وقع بسبب تعارض حركة الحجاج في الشارع 204 مع حركة الحجاج في الشارع 223 ما تسبب في التزاحم والتدافع وسقوط العديد منهم، معتبراً أن ارتفاع درجات الحرارة والإجهاد الذي تعرض له الحجاج بعد الوقوف في عرفة والنفرة من المزدلفة، ساهم أيضا في وقوع الحادث.
التركي أكد على ضرورة انتظار نتائج التحقيق لمعرفة أسباب الحادث، مشيرا إلى أن "السعودية لن تتوانى في معالجة الأسباب"، وسيتم إعلان نتائج التحقيق فور صدورها.
الاستفادة من التجارب السابقة
من جانبه، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن "حوادث الحج تتكرر مراراً"، معرباً عن أمله أن تتخذ السعودية "الخطوات اللازمة بهذا الخصوص وأن تستفيد من التجارب السابقة". وقال أن الأنباء الواردة من الحج "تبعث الحزن في النفوس تزامناً مع فرحة العيد".
إلا أن الموقف الإيراني من الحادث كان أكثر حدة خاصة أن أكثر من 122 حاجا إيرانيا ذهب ضحية الحادث فيما أصيب أكثر من 60 آخرين منهم.
اتهامات إيرانية
واتهمت الجهات الإيرانية السعودية بعدم الكفاءة في إدارة مراسم الحج.
رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي قال إن حادث "منى" نجم عن "القرار الخاطئ للحكومة السعودية في غلق طريقين يؤديان إلى الجمرات".
ودعا بروجردي الدول الإسلامية إلى "الإسراع في اتخاذ قرار تاريخي لحماية أرواح المسلمين خلال موسم الحج الحساس وتبني طرح جديد وقرار جاد".
مراجعة الخطط
وأعلن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أنه أمر الجهات المعنية بالتحقيق في ملابسات الحادث ورفع النتائج له في أسرع وقت ممكن.
وقدم الملك السعودي تعازيه في ضحايا حادث التدافع مضيفا "وجهنا الجهات المعنية بمراجعة الخطط المعمول بها في موسم الحج".
حملات حجاج إيرانية تجاهلت التعليمات
موقع سبق السعودي قال في تقرير " تتوالى روايات شهود العيان من موقع حادثة التدافع، فبعد روايات السير المعاكس والتدافع القوي هربًا من الدهس، كشفت معلومات أن الحادثة تزامنت مع اندفاع حملات حجاج ضخمة للإيرانيين عبر طريق سوق العرب حيث رفضوا العودة، قبل حدوث الكارثة، وفقًا لشهود عيان تحدثوا لسبق.. وفي رواية مشابهة قال مسؤول إحدى الحملات إن الحجاج الإيرانيين لم يستمعوا للتوجيهات وتجاهلوها وتصادموا معنا وكانوا يصرخون بشعارات قبل حادثة التدافع."
"الحادث مفتعل"
إلى ذلك، اعتبر سعوديون على الشبكات الاجتماعية أن الحادث وقع بفاعل، وذهب بعض المغردين إلى أن الحجاج الإيرانيين ساروا في الطريق المواجه للمتجهين إلى منى مما تسبب في عرقلة السير والتسبب في عمليه التدافع.
ولم يتسن لـ"عربي بوست" التأكد من صحة المعلومة المتداولة.
#تدافع_مشعر_منى
الخطأ وارد..
استغلاله فضيحة..
تسييسه خيانة لا تغتفر..
نقطة آخر السطر.
— سلمان الدوسري (@SalmanAldosary) September 24, 2015
مراسل الجزيرة عبدالصمد ناصر:
هنالك حجاج عكسوا السير عمداً
pic.twitter.com/Cm5AtLbiVb
من هم هؤلاء الحجاج الذين عكسوا السير عمدا..؟!!
— د. يوسف أحمد القاسم (@Yqasem) September 25, 2015
فتش عن مخطط ايران لتدويل #مكة
فعلوها سابقا و سرفوا الحجر الاسود
سقوط رافعة
احتراق فندق و سفوط حجر
#تدافع_الحجاج_بمنى pic.twitter.com/AK2NpfrvBX
— منشق عن حزب الله (@mahdi13203505) September 24, 2015
وكان تدافع للحجيج وقع عند مشعر منى تسبب في وفاة نحو من 717 شخص واصابه 863.