عيد أضحى حزين للاجئين السوريين على حدود صربيا

حاول شقيق سيسيليا مواساتها حين غطت وجهها بيديها قائلة "كان عيد الأضحى من أهم واسعد المناسبات لعائلتي، لكنه لم يعد كذلك"، فيما جلسا في حقل واسع وسط المجهول في كرواتيا على طريقهما للهجرة من سوريا إلى أوروبا الغربية.

عربي بوست
تم النشر: 2015/09/24 الساعة 08:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/09/24 الساعة 08:24 بتوقيت غرينتش

حاول شقيق سيسيليا مواساتها حين غطت وجهها بيديها قائلة "كان عيد الأضحى من أهم واسعد المناسبات لعائلتي، لكنه لم يعد كذلك"، فيما جلسا في حقل واسع وسط المجهول في كرواتيا على طريقهما للهجرة من سوريا إلى أوروبا الغربية.

الطالبة الدمشقية البالغة 23 عاما عبرت سيرا على الأقدام الحقول التي تفصل صربيا وكرواتيا ووصلت إلى قرية بابسكا حيث جلست ترتاح في ظل شجرة جوز.

وقالت طالبة الأدب الفرنسي "كل ما نريده هو الوصول إلى نهاية طريقنا في أسرع وقت، إلى إنكلترا، لندن إذا أمكن، نحن يائسون جدا، في عيد الأضحى".

عند حلول المساء بدأ صبرها ينفد، قائلة "منذ الصباح يطلب منا الشرطيون الانتظار هنا حتى وصول الحافلات" التي تنقل اللاجئين إلى مراكز استقبال ثم إلى الحدود المجرية.

في مكان قريب تحدث حسام باسم وحوالي 15 شابا أتوا مثله من البصرة جنوب العراق التي مزقتها سنوات من الحروب.

الرجل الثلاثيني قال "نشعر بحزن شديد، فعائلتي كلها في العراق وأنا هنا بعيدا عنهم".

وأضاف المهندس المدني "سنصلي من اجل السلام في العراق وفي سوريا ومن أجل حماية عائلاتنا" بمناسبة العيد.

على بعد كيلومترات في بلدة أوباتوفاتش (شرق كرواتيا) حيث أقامت السلطات مركز استقبال قادر على إيواء 4000 شخص، لا تبدو أي من مظاهر الاستعداد للاحتفال بهذا العيد المهم جدا للاجئين المسلمين بأغلبيتهم الساحقة، الفارين من مناطق النزاع في العراق وسوريا وأفغانستان.

وأوضح المتحدث باسم المفوضية العليا للاجئين بابار بلوش أن "هؤلاء أشخاص فقدوا الأمل، هذا واضح على وجوههم، لا أحد يتحدث عن العيد ولو أنهم تذكروا موعده".

وأضاف "أنهم على الأرجح يتوقعون أن ننظم شيئا لهم، لكنني لم أر أي مؤشر على ذلك، أعتقد أن أهم هدية يمكن تقديمها إليهم هي التضامن معهم".

وقف هانس برات القس اللوثري الذي أتى لتقديم الدعم المعنوي، والتعرف إلى اللاجئين السوريين الذين لديهم أقارب في السويد، وقال لهم إن "السويد كما تعلمون تستقبل السوريين، هناك جالية سورية كبيرة في بلادنا".

في بابسكا بدأت الحافلات بالوصول أخيرا، وكانت سيسيليا وشقيقها من أول من صعد على متنها، وقالت مبتعدة "والدي ووالدتي وشقيقتاي بقوا في سوريا، هناك الحرب مشتعلة، لا كهرباء ولا ماء، ولا يمكننا فعل أي شيء من أجلهم".

وسط الظلام وصل مئات اللاجئين سيرا على الأقدام من الحدود الصربية بمواكبة كثيفة من القوات الخاصة الكرواتية، في الوقت المناسب للصعود إلى الحافلات.

والثلاثاء دخل نحو 9 آلاف مهاجر كرواتيا في رقم قياسي جديد، وسجل في الأسبوع الماضي دخول أكثر من 44 ألف لاجئ إلى كرواتيا من صربيا التي لا تنتمي إلى الاتحاد الأوروبي.

تحميل المزيد