"و لولا الهوى ما ذلّ في الأرض عاشق ولكن عزيـز العاشقيـن ذليـل"
دندنها صديقي في أذني، أوجع بها قلبي لأن كلمات المتنبي وقعت على جرح غائر. ذلك الجرح الذي لا يزال ساخنا لم يبرد بعد، عندما وقفت أمامها، أحاول أن أصارحها بحبي، تأملتها كثيرا، قاومتني نفسي، تأبى علي أن أصارحها وأقول لها "أحبك".
تلك هي إحدى وسائل الزواج، فالأفضل أن توافق الفتاة أولاً، ثم يوافق أبوها.
مشكلة.. نعم مشكلة … لا تواجهني فقط.. بل تواجه مئات الشباب الذين نزحوا من أوطانهم بعد أن اغتصبها الطغاة، فأرادوا أن يبدأو حياة جديدة في مكان آمن. حياة لابد لها من زوجة تصلحها.
العرف القائم في بلادنا أن يزوجك أهلك أو أن تتزوج بمن أحببتها في الجامعة أو "ببنت الجيران" حيث ترعرعتما سويا في حارة واحدة.
تلك كانت كل أحلامنا عن الزواج في مجتمعاتنا الصافية الجميلة، لكن سرعان ما استيقظنا من الحلم على كابوس المنفى بوجهه القبيح. لم نختره، بل كان قدرنا أن نحياه. سرعان ما صدمنا واقع الغربة المرير في تلك التجربة – الزواج- بحلوها ومرها.
في المجتمع الغربي أغلب العائلات العربية حين تتقدم لخطبة كريمتهم لا يظنوا بك إلا الشر وحتى وإن كنت تحمل نفس الفكر والهوية.. بل وإن كنت مقيما عاملاً.. لن يظنوا بك الا أنك ما تريد إلا استغلال ابنتهم …
حقاً كارثة.. كل أبواب أبناء جاليتك أغلقت في وجهك، وسعت الدائرة لتشمل الجاليات العربية، أصبح الأمر أكثر صعوبة.
ما رويته لكم حقيقة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مشكلة تواجه العديد من الشباب الذين فرضت عليهم ظروف أوطانهم أن يغادروها إلى أوربا. حياة ليست سهلة. حياة أنت بطلها وحدك، لأنك من تصنع أحداثها بمفردك، حيث لا أم تحنو عليك أو أخ تتكأ عليه، حياة لابد فيها من زوجة تخفف عنك عناء الطريق.
لذلك نصيحتي لك صديقي المغترب، إذا أردت الزواج، لن ينفعك إلا لسانك وقلبك، فتحلّ بالشجاعة، اذهب إليها مباشرة، أبلغها بحبك ربما ترضى بك لأنك بحت بمشاعرك فهي من تمتلك قرارها أولاً وأخيراً، لكن عليك أولاً أن تتأكد أنها مستعدة لأن تفتح قلبها لك، وهذا يحتم عليك أن تعي قول تميم :
"ففي كل حرب ثم حق وباطل …و في الحب لا هذا ولا ذاك واضح "
عذرا تلك هي الحياة هنا ….
أما أنا فلازلت أحاول أن أقول لها "أحبك …." ولعلها تدرك…
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.