استنكر البيت الأبيض الثلاثاء 22 سبتمبر/ أيلول 2015، تصريحات المتنافس لترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية لعام 2016 "بن كارسون"، الذي قال إنه لا يؤيد ترشح مسلم لمنصب رئيس الولايات المتحدة، لكون الإسلام لا يتفق مع الدستور الأمريكي.
المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إيرنست قال إن تلك التصريحات ما هي إلا رغبة لدى المتنافسين الجمهوريين لتشجيع وجهات النظر المسيئةهذه، للحصول على الدعم السياسي.
إيرنست في الموجز الصحفي من واشنطن اعتبر تصريحات "بن كارسون" مخيبة لأماله وللعديد من المراقبين، وأكد على أنها لا تتلاءم مع الأغلبية الساحقة للأمريكيين، ولا مع الدستور الأمريكي الذي يضمن حرية الدين.
تصريح كارسون المثير للجدل
وكان كارسون، الجراح المتقاعد الأسود بنجامين سولومون كارسون الذي يعتبر من بين الأوفر حظا بين المرشحين الجمهوريين، قال الأحد "أنا لا أؤيد أن يتولى مسلم قيادة هذه الأمة".
وقال كارسون الذي يعد أحد 15 متنافس على ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية لعام 2016 "إذا كان (دين المرشح للرئاسة) غير متفق مع قيم ومبادئ أمريكا، فعندها يجب أن يكون (دين المرشح) مهماً (للانتخاب)، لكن إذا كان متفقاً مع الطبيعة الأمريكية والدستور فهو ليس بمشكلة".
وأضاف في رد على سؤالٍ إذا ما كان الإسلام يتفق مع الدستور قائلاً "كلا..لا أعتقد– كلا".
وعقّب كارسون مؤكدا عدم معارضته لترشيح المسلمين لعضوية الكونغرس الأمريكي بقوله "الكونغرس قضية مختلفة، لكن تعتمد على من هو ذلك المسلم، وماهي سياساته، بنفس الطريقة التي تتعلق بأي شخص آخر (من دين مختلف)".
ودافع بن كارسون عن تصريحاته وقال الاثنين إنه يتمسك بها "قطعا" لكنه سيكون منفتحا لفكرة مرشح معتدل ينبذ الإسلاميين المتطرفين.
وسألت قناة فوكس نيوز كارسون أمس الاثنين إن كان يتمسك بتصريحاته بشأن المسلمين فقال "قطعا".
وتابع كارسون وهو مسيحي أن عقيدة الرئيس ينبغي أن "تتماشى مع الدستور" وقال إنه لا يعتقد أن هذه المعايير تنطبق على المسلمين.
حملة المرشحين على بن كارسون
تصريحات بن كارسون لاقت موجة من النقد من جانب بعض الأوساط الأمريكية، كما استغلها مرشحون للانتخابات الرئاسية للحصول على الدعم الجماهيري بتأكيدهم على احترام الدستور الأمريكي الذي يقر حق الجميع دون النظر إلى ديانته للترشح لرئاسة الولايات المتحدة.
هيلاري كلينتون: نعم طبقا للدستور
هيلاري كلينتون ردت الاثنين بـ"نعم" حاسمة وواضحة على سؤال حول ما إذا كان يمكن لمسلم أن يصبح رئيسا للولايات المتحدة، لتتميز بذلك عن مرشحين آخرين حاولوا التهرب من الإجابة على هذا السؤال الذي يحتمل أن يصبح اختبارا لسائر المرشحين إلى السباق الرئاسي.
المرشحة الديموقراطية قالت في تغريدة على تويتر "هل يمكن لمسلم أن يصبح رئيسا للولايات المتحدة الأميركية؟ بكلمة واحدة: نعم. الآن، لننتقل إلى موضوع آخر".
وزيرة الخارجية السابقة أرفقت تغريدتها بمقتطف من المادة السادسة من الدستور الأميركي والتي تقول "لا يجوز أبدا اشتراط امتحان ديني كمؤهل لتولي أي منصب رسمي أو مسؤولية عامة في الولايات المتحدة".
وردت السيدة الأولى السابقة بذلك على ما قاله المرشح الجمهوري إلى البيت الأبيض بن كارسون الذي شكك الأحد في مدى توافق الإسلام والدستور الأميركي.
لعبة دونالد ترامب
وكان دونالد ترامب الذي يتصدر بفارق كبير عن بقية منافسيه السباق لنيل بطاقة الترشيح الجمهورية إلى السباق الرئاسي أشعل سجالا الخميس، حول هذا الأمر حين سمح لأحد المشاركين في مهرجان انتخابي بأن يقول، من دون أن يقاطعه أو يتبنى رأيه، إن الولايات المتحدة لديها مشكلة مع "المسلمين" وإن باراك أوباما مسلم وليس أميركيا، وهي مقولة ترددها بعض الأوساط اليمينية وتصدقها أقلية من الأميركيين.
والاثنين دافع ترامب عن نفسه، وقال في مقابلة مع شبكة "إن بي سي" إنه لم يواجه مشكلة مع المسلمين"، مضيفا أنه لم يقاطع السائل أو يعلق على كلامه لأنه كان يظن أنه يقصد بقوله المتشددين، مشيراً إلى أنه يمتلك "عدة أصدقاء مسلمين، وأنهم أناس رائعون وجيدون ومعظم المسلمين مثل الآخرين".
رد الجمهوري تيد كروز
من جهته قال أحد منافسي كارسون على المنصب نفسه، وهو المرشح الأمريكي، تيد كروز، في تصريحات صحفية الثلاثاء إن "الدستور ينص على أنه لا يجب أن يكون هنالك إجبار على تبني معتقد من أجل شغل منصب عام، وأنا أؤمن بالدستور".
الديمقراطي بيرني ساندرز
فيما قال المرشح الديمقراطي وعضو مجلس الشيوخ بيرني ساندرز في مقابلة تلفزيونية مع قناة ان بي سي نيوز الإخبارية الأمريكية "يجب أن نحكم على المرشحين للرئاسة من خلال ما يحملونه من أفكار يمثلونها وليس على أساس دينهم أو لون بشرتهم، هذا هو ما يجب أن تكون الديمقراطية عليه. لذا فقد خيب د. كارسون ظني، وأنا لا أوافقه الرأي".
"كير" تهدي بن كارسون نسخة من القرآن الكريم
من جانبها قامت منظمة مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية المعروفة بـ "كير"، الثلاثاء، ببدء حملة لتوزيع نسخ من القرآن بالعربية والإنجليزية في رد على تصريحات بن كارسون.
وقال نهاد حداد، المدير التنفيذي للمنظمة، التي تعد إحدى أكبر المؤسسات الإسلامية في الولايات المتحدة، في تصريحات صحفية، أن "كير مستعدة لأي لقاء مفتوح مع بن كارسون لتبديد أي سوء فهمٍ لديه عن الإسلام، وسوف ترسل له نسخة من القرآن لكي يثقف نفسه في الدين".
هذا ودعا كوري سيلر، أحد ممثلي المنظمة، المرشح الأمريكي إلى التخلي عن ترشيحه للانتخابات الرئاسية.