أكدت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في تقرير نشر الثلاثاء 22 سبتمبر/ أيلول 2015 عشية قمة أوروبية أن أزمة المهاجرين يمكن أن تطول وتؤدي إلى "شعور بالقلق" في عدة دول لكن أوروبا "تملك القدرة والخبرة" اللازمتين لمواجهتها.
المنظمة التي تتخذ من باريس مقراً لها ذكرت أن "الأزمة الإنسانية الحالية غير مسبوقة وكلفتها البشرية مروعة وغير مقبولة" مضيفة أن عدد اللاجئين "لا مثيل له حالياً" وقد يقدم مليون طلب لجوء في 2015 في دول الاتحاد الأوروبي مع ضمان حماية "ما بين 350 و450 ألف" شخص على الأرجح.
وأشارت إلى "تنوع كبير في الرحلات ودول الأصل والدوافع للهجرة" ما يجعل "من الصعب معالجة" هذه الأزمة.
وذكرت مثلاً أن السوريين يشكلون 21 % من طالبي اللجوء العام الماضي والكوسوفيين 9,6 % والإريتريين 6,4 %.
صعوبات أخرى
ومن الصعوبات الأخرى تذكر المنظمة العدد "المرتفع" للقاصرين الوحيدين والذي وصل إلى 4% العام الماضي، والأزمة الاقتصادية والوضع المختلف جداً في الدول الأوروبية والتطور "السريع" لطرق الهجرة، بينما يتكيف المهربون الذين يملكون قدرات اتصال كبيرة، بسرعة مع التغيرات السياسية.
رئيس إدارة الهجرات الدولية في المنظمة جان كريستوف دومون قال "في هذه الأزمة، توجد أزمات كثيرة وهذا يجعل القضية معقدة". مضيفاً أن "جزءاً كبيراً من الأزمة يكمن في أننا لا نرى نهاية لها ".
ومن النزاع في سوريا إلى الوضع الغامض في ليبيا وعدم الاستقرار في أفغانستان والعراق، قالت المنظمة "في الأمد القصير تبدو احتمالات استقرار الوضع تدريجياً في دول المصدر ضئيلة".
وأضافت "في المقابل، ستواصل العوامل الاقتصادية والديموغرافية في دول أفريقيا جنوب الصحراء في التسبب بالهجرة وكذلك نسبة الفقر المرتفعة والبطالة في غرب البلقان".
وقالت المنظمة إنه لهذه الأسباب "ليس الوضع مجرد ضرورة ملحة في الأمد القصير، بل هو وضع بنيوي مع تدفق عدد كبير في السنوات المقبلة ما يغذي شعوراً بالقلق بشأن الهجرة في دول عدة".
لكن جان كريستوف دومون صرح أن "الرسالة الأساسية هي أن أوروبا تملك الوسائل والخبرة لمواجهة هذه الأزمة"، مشيراً إلى عدد للاجئين "يمكن إدارته" بالمقارنة مع عدد السكان في أوروبا والترسانة القانونية والقضائية التي اقرها الاتحاد الأوروبي في السنوات الأخيرة.
وأضاف أن "التصريحات العلنية حاسمة في هذا المجال"، مشيراً إلى أن "الوقائع واضحة: ليس للهجرة تأثير سلبي على سوق العمل وهي لا تعزز العجز في الموازنة والمهاجرون يساهمون في أرباح الأفراد أكثر مما يتلقون".
السوريون أكثر كفاءة
وأكد التقرير أن اللاجئين السوريين "أكثر كفاءة من المهاجرين الآخرين" ومن الذين هاجروا من يوغوسلافيا السابقة في تسعينيات القرن الماضي.
وقال دومون أن "هذا لا يهدد هويتنا لكن هذه رسالة لا تجدي بين ليلة وضحاها بل يجب توضيحها وتكرار ذلك".
وترى المنظمة أنه يجب الذهاب أبعد من التحركات على الأمد القريب المحددة بعمليات الإنقاذ وتوزيع الواصلين على دول الاتحاد الأوروبي و"التركيز على إجراءات عاجلة لاستقبال اللاجئين وتسريع معالجة طلبات اللجوء".
وبينما يواجه الأوروبيون صعوبة في إيجاد رد مشترك على الأزمة، دعا معدّو التقرير إلى "معالجة بعض جذور الأزمة وتقديم رد سياسي منسق وكامل بشكل عاجل".
التقرير أكد ان "استراتيجية سياسية شاملة هي أمر ضروري " لأن "عدم التحرك في مواجهة الوضع الملح يمكن أن يؤثر على الجهود الهادفة إلى تحسين الوضع على الأمد الطويل".
وقال جان كريستوف دومون أن الخطر يكمن في أن "تصبح أزمة اللاجئين أزمة ترتدي طابعاً بنيوياً أكبر"، مؤكداً أن "عدم إيجاد حل ليس خياراً لأن الكلفة الاقتصادية ستكون كبيرة جداً".