المغرب تطوي صفحة خلاف دام عام مع فرنسا بشراكة أمنية واقتصادية

أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في اليوم الثاني من زيارته للمغرب بهدف ترسيخ المصالحة واستعادة العلاقات مع الرباط، أن الصعوبات بين البلدين لم تمح أو تم التغلب عليها فقط، بل أصبحت تماما من الماضي، مؤكدا على زيادة الشراكة بين البلدين فى النواحي الأمنية والاقتصادية.

عربي بوست
تم النشر: 2015/09/21 الساعة 01:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/09/21 الساعة 01:18 بتوقيت غرينتش

أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في اليوم الثاني من زيارته للمغرب بهدف ترسيخ المصالحة واستعادة العلاقات مع الرباط، أن الصعوبات بين البلدين لم تمح أو تم التغلب عليها فقط، بل أصبحت تماما من الماضي، مؤكدا على زيادة الشراكة بين البلدين فى النواحي الأمنية والاقتصادية.

ومتحدثا أمام الجالية الفرنسية في قنصلية بلاده، في مدينة طنجة، أكد هولاند أنه "بدأ" مع الملك المغربي محمد السادس، "مرحلة جديدة" من الشراكة الفرنسية المغربية.

الرئيس الفرنسي أكد نهاية الخلاف الدبلوماسي بين البلدين والذي استمر حوالي سنة بسبب ايداع شكاوى في فرنسا ضد المدير العام للأمن الوطني المغربي عبد اللطيف حموشي بتهمة "التعذيب"، وهو ما أثار غضب المغرب وعلق على أثره التعاون القضائي مع فرنسا لنحو عام تقريبا.

قضية ابتزاز الملك

زيارة هولاند إلى المغرب تزامنت مع اقضية ابتزاز الصحفيين الفرنسيين إيريك لوارن، وكاترين غارسييه، للملك محمد السادس، وهو ما دفع ممثلي الصحافة الفرنسية الذين رافقوا هولاند خلال زيارته إلى المغرب لإثارة هذه القضية المثيرة للجدل.

هولاند أكد في هذا الصدد أن القضاء في فرنسا "مستقل"، كما أن الصحافة الفرنسية تتمتع بـ"الحرية"، ويمكنها أن تناقش جميع الملفات، شريطة توفرها على معلومات ومعطيات دقيقة ومضبوطة"، مبرزا في ذات السياق أن العدالة هي التي ستقول كلمتها في الملف.

وأضاف بأن اعتقال الصحفيين دليل على أن القضاء الفرنسي قام بدوره، وحقق في المسألة، واتخذ القرار بناء على المعطيات التي توفرت لديه"، كاشفا في الوقت ذاته عن كون "قضية الابتزاز كانت موضوع نقاش بينه وبين الملك محمد السادس".

التعاون الأمني وتدريب الأئمة

كما تطرق هولاند إلى التعاون الأمني بين البلدين في مكافحة الإرهاب، وخصوصا تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

زيارة هولاند أتاحت توثيق العلاقات مع المغرب التي حافظت على استقرارها وسط انتفاضات "الربيع العربي".

إلا ان البلدين اللذين شددا في الفترة الأخيرة قوانينهما لمكافحة الإرهاب، قررا توحيد جهودهما لإعداد الأئمة في معهد محمد السادس الذي فتح أبوابه في مارس/ آذار في الرباط.

وتقول أوساط الرئيس الفرنسي أن "نحو 50 من الأئمة الفرنسيين" يمكن أن يتابعوا سنويا في هذا المعهد إعدادا دينيا يكتمل بدروس مدنية تؤمنها فرنسا.

الشراكة التجارية بين البلدين

وتشعر فرنسا أن إسبانيا تنافسها على مركز الشريك التجاري الأول للمغرب، لكنها تبقى الشريك الاقتصادي الأول للرباط بفضل أهمية استثماراتها التي "تناهز 12 مليار يورو"، كما يقول دبلوماسي فرنسي.

وفي هذا السياق، قال هولاند "نحن قادرون على الوصول إلى شراكة استثنائية" خصوصا في مجال "السيارات، والفضاء والبنية التحتية"، مذكرا بانه تم إنشاء "750 شركة فرنسية" في المغرب.

ولدى شركة رينو منذ العام 2012 مصنع ضخم قرب مدينة طنجة بقدرة إنتاج تتخطى 200 ألف سيارة سنويا.

وتفقد هولاند السبت، موقعا لصيانة العربات الجديدة لقطار المغرب السريع التي سلمتها شركة ألستوم.

وسيدخل الخدمة في 2017-2018، لتأمين المواصلات بين طنجة والدار البيضاء، وتشترك في استثماره الشركة الوطنية للسكك الحديد الفرنسية وشركة السكك الحديد المغربية.

"نداء طنجة"

ووقع الرئيس الفرنسي وملك المغرب الأحد "نداء طنجة" من أجل "نجاح" مؤتمر المناخ الذي يعقد في باريس بين 30 نوفمبر/ تشرين الثاني و11 ديسمبر/ كانون الأول، ومؤتمر آخر في مراكش مقرر في 2016.

والمغرب هو اول بلد في المغرب العربي يقدم مساهمته إلى مؤتمر باريس، بحيث يعتمد بنسبة 42% على الطاقات المتجددة بحلول 2020، ويخفض انبعاثات الغاز الدفيئة بنسبة 32% بحلول 2030 بالمقارنة مع 2010.

انتقادات للزيارة

ورغم هذه الحصيلة الجيدة، جرت زيارة هولاند وسط انتقادات لمنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان وحرية الصحافة.

وانتقدت منظمة أطباء بلا حدود التعرض "لحرية الإعلام" في المغرب، فيما انتقدت منظمات أخرى وعد وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف بمنح المدير العام للأمن الوطني المغربي وسام جوقة الشرف من رتبة ضابط، تقديرا لدوره في مكافحة الإرهاب.

تحميل المزيد