حينما تكون الصورة أهم من الإنسان

بدءا بما يحدث في العراق ...مرورا بمصر واليمن ...توقفا عند لبنان بعض الشيء...دائما فلسطين  وانتهاءا بسوريا ...او بالمعنى الاكثر صحة ...اخيرا وليس اخرا ...سوريا

عربي بوست
تم النشر: 2015/09/20 الساعة 06:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/09/20 الساعة 06:10 بتوقيت غرينتش

عنوان لفتني اليوم …استوقفني ل دقيقتين او اكثر  قبل ان افتح محتوى الفيديو الذي يندرج تحته , وحينما تكون الصورة اهم من الانسان !!!

ربما لانني اعشق التصوير وخاصة الفوتوغرافي منه …لم أستطع ولو لمرة ان اكون حيادية حيال هذا الفن او اي مهنة ..يرتبط بها ,   ودائما كنت ارى ان الصور من الممكن ان تكون اكثر بلاغة من الكلام واكبر تأثير.

على مر العصور …وبعد اختراع هذا الاختراع كانت  للصورة اهمية تاريخية …لا يمكن نكرانها …وثقت شخصيات واحداث ولحظات … لن تتكرر ولا هناك من امكانية لاستعادتها .

ناهيك عن اهميتها المعنوية في حياتنا الشخصية , لكن دعونا نلق نظرة على الموضوع بصورة اعمق وأعم !

ما أعنيه اننا نخرج قليلا من إطار الصور الجميلة التي نصورها نحن في رحلات او مناسبات مميزة…او يصورنا اياها شخص ما مع من نحب واين نحب ونبدو فيها باجمل حلة …واحيانا كثيرة نبدو أننا لا نشبه حالنا بشيء!

اعتقد ان الامر ليس بهذه السخافة !

الموضوع اكبر من ذلك بكثير …فالصورة اليوم ليست لحفلة عيد ميلاد او ذكرى زواج خمسينية …مع رسم ابتسامات ربما قد تكون مزيفة في كثير من الاحيان …الصورة اليوم ليست لتجميل الواقع ولا لتغيير الحقائق
بل العكس تماما !

هي نقل للواقع بكل بشاعته ومرارته …واحيانا هي رسالة مبطنة بهدف ما …وكثيرا ما تكون  هي صدفة ربما خير من الف ميعاد…لتسليط الضوء على قضية  او حدث معين .

الغريب …كلنا لا يخفى علينا ما يحدث في بلداننا  العربية !!!

بدءا بما يحدث في العراق …مرورا بمصر واليمن …توقفا عند لبنان بعض الشيء…دائما فلسطين  وانتهاءا بسوريا …او بالمعنى الاكثر صحة …اخيرا وليس اخرا …سوريا

والاغرب اننا نعايش هذه الازمات في هذه البلدان وغيرها …يوميا

حتى اصبحت جزءا لا يتجزء  من روتيننا الملل …من احاديثنا المشتركة وكان ما يحدث  شيء مسلم به ولا نفكر حتى بتغييره او لا نرغب  !!

بلادة غريبة تسيطر على عقولنا وقساوة تجتاح قلوبنا وضمائرنا يوما تلو الاخر ! خبرا تلو الاخر !

صورة تلو الاخرى !!!
رغم احترامي الشديد لمن لديه قوة البأس تلك وهو يمارس مهنته او فضوله في المناطق الحذرة والخطرة …ولا يسلم سلاحه الاوحد…كاميرته الخاصة فهي بمثابة قلمه الذي لا يجف حبره …و بندقيته التي من المفترض ان يشهرها في وجه العدو فقط .

يمتزج شعور الاحترام ذاك بشيء من الاستغراب عندي واحيانا السخط !

نعم أننا ندرك ان هناك العشرات يموتون غرقا كل يوم على احدى ضفاف التهجير …قبل ان نشاهد صورة الطفل ايلان !

ونعم ندرك ايضا ما يتعرض له المهاجرون السوريون العراقيون على وجه الخصوص على الحدود …المتعددة…قبل ان نشاهد الكثير من الصور التي توثق هذه المعاناة

كذلك الامر في فلسطين فلا اظن ان هناك عربيا واحدا بعد يجهل حقيقة ما يحدث يوميا في الارض المقدسة !

وانواع الموت المختلفة التي اصبحنا جميعا ندرك طبيعتها في العراق !

وتلك الهمجية …الحيوانية في بورما !

واليمن …ومصر ..وليبيا …و الصومال ..والسودان والبحرين ولبنان و ….و و و

و تتراوح بشاعة الصورة …من سكون لا مبرر وراء الكاميرا…سلبية …الى ركل وعرقلة من اجل التقاط صورة تاريخية  

اعتقد اننا جميعنا نتفق على هذه الحقائق مع شديد الاسف !

هل من المعقول اننا تحلينا ببعض الانسانية او الوطنية او لبسنا ثوب الضمير ولو بشكل مؤقت حين شاهدنا تلك الصور وغيرها !

وهل اليوم يبقى للصورة اثر اكبر واهم من صاحبها !!!

واقصد بصاحبها ذلك ….الغريق…ذلك المذبوح…ذلك الشهيد  

المواطن المنهك …!  المرأة المعنفة….!  الطفل الضائع …! الجد المشرد !!

 وربما يختلط مفهوم احترام المهنة واحترافها مع …برودة المشاعر وغفوة الضمير !!

وهل المتاجرة بمصائبنا …هي اليوم مصدر للشهرة والنجاح !

وهل اصبحت الصورة اهم من الانسان !!

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع

تحميل المزيد