توافد الآلاف من الحجاج الأحد 20 سبتمبر/ أيلول 2015 على مشروع (السلام عليك أيها النبي) في مكة المكرمة بالسعودية كي يستمعوا ويشاهدوا في مكان واحد إلى كل ما يتعلق بسيرة نبي الإسلام محمد التي يتم تقديمها باستخدام أحدث وسائل التكنولوجيا المتقدمة في محاولة لنشر صورة تعزز الرؤية المعتدلة للإسلام.
يستطيع الحجيج والزوار أن يشاهدوا تصاميم كاملة لمدينتي مكة والمدينة ومن خلالها يرون المواقع المهمة في حياة النبي مثل بيته وبيوت زوجاته وبيوت صحابته المقربين وأشهر المعالم الإسلامية التي وردت في السيرة النبوية وما عليهم إلا أن يضغطوا على بعض الأزرار على لوح ألكتروني ليضيء المكان الذي يرغبون في رؤيته للتعرف على موقعه.
يقترن ذلك بشرح مفصل على لوحات إلكترونية للمعلومات التفصيلية الكاملة التي قد لا يستطيع الزائر أن ينتهي منها خلال عدة أيام، لكن الزيارة تستغرق ساعة واحدة فقط.
الدكتور ناصر الزهراني المشرف العام على المشروع الذي بدأ قبل حوالي خمس سنوات قال أن الفكرة جاءت من خلال سعيه لتأليف كتاب عن السيرة النبوية يهدف إلى تصحيح مفاهيم خاطئة حول الإسلام ويقدم سيرة النبي بشكلها الحقيقي.
أدوات تحاكي الحقيقة
وأضاف "الهدف هو تقديم صورة الإسلام الحقيقي للناس وأن الإسلام ليس بالصورة التي يشوه فيها والتي يقدم فيها على أنه دين إرهاب وجهل وغلو ومعاداة للإنسانية، إن الاسلام بريء من كل ذلك." مشيرا إلى "أن الإسلام هو دين حب ومحبة ومودة وتسامح وفكر ورقي ودعوة لكل ما يرتقي بالإنسانية."
وتستعد السعودية هذا الأسبوع لموسم الحج حيث توافد حتى الآن ما يربو على مليون ونصف المليون من ضيوف الرحمن لأداء فريضة الحج هذا العام من شتى أنحاء العالم.
ويضم المشروع أدوات تم تقليدها بطريقة متقنة جعلتها أقرب ما تكون إلى الحقيقة لتحاكي أدوات كانت تستخدم في عهد النبي ومنها زي النبي الذي كان يلبسه في المعارك وأدوات أخرى منها أدوات الطهي ويستطيع الزائر أن يقوم بنفسه بمشاهدة صور على تقنية ثلاثية الأبعاد لهذه الأشياء.
ويتضمن أيضا أقساماً مختلفة توضح نظرة الإسلام للمرأة والطفل وتأريخاً لنسب النبي وزوجاته وصحابته والتابعين بالإضافة الى الكثير من الأقسام الأخرى.
وعلى الرغم من استخدامهم لكل هذه التقنيات -التي تتضمن أيضا وسيلة الهولوجرام المتقدمة- يقول الزهراني إنها لا ترقى لـ30% مما يطمحون إليه وأنهم يقومون بعمل دراسات في دول أوروبية لتطويرها.
وتشترك السعودية في الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وترغب دائماً في توضيح موقفها من انحراف فكر تلك الجماعات التي تعرف بتشددها فيما يتعلق بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية.
وقال الزهراني "السيرة ليست مجرد غزوات ومعارك وحروب هذا غير صحيح لأن هذا جزء من السيرة فيما يتعلق بالجهاد."
الإسلام جاء لإحياء الناس وليس لإماتتهم
وأضاف "الإسلام جاء لإحياء الناس وليس لإماتتهم ولذلك لم ينزل على الرسول صلى الله عليه وسلم أن اقتل ولا حارب ولا دمر ولا فجر بل نزل عليه اقرأ فهو دين تعليم ودين رقي دين فكر وثقافة."
في هذا المعهد كل ما يحتاج المسلم وغير المسلم معرفته -حيث لا يمنع أحد من الدخول- عن حياة الرسول محمد وبعض من حياة الرسل والانبياء الآخرين.
وأوضح الزهراني الذي استنفد شخصيا 200 قلم و20 ألف ورقة في تأليف سيرة النبي محمد أن المشروع يهدف إلى "إظهار سيرة النبي وهذا الشمول في حياته في معاملاته وأخلاقه وعفوه ومعاملته للقريب والبعيد وللعدو والصديق."
وقال إن 20 دولة قد تقدمت بالفعل راغبة في أن يتم افتتاح فروع للمشروع في عواصمها وإن علماء أوروبيين وأمريكيين زاروا المشروع وطلبوا ترجمة لما يحتويه من قسم عن اهتمام الإسلام بالإنسان دون النظر إلى دينه.
وأضاف "لقد أثبتنا أن لغير المسلم 60 حقاً… وهذه من أهم المشاريع التي بدأنا بترجمتها كرسائل حضارية للعالم."
وأشار الزهراني إلى أنهم يخططون لإقامة معارض خاصة بالمشروع في أمريكا والصين في المستقبل القريب.
وقال "هو مشروع إنساني عالمي في أي بلد ممكن أن يقام لأنه ليس له أي أهداف سياسية.