فَن السعادة

هل عليّ أن أستمع للآخرين لأكون سعيدًا؟ ولأحقّق السعادة لنفسي؟ ببساطة.. لا! تعلّمنا أنّ إرضاء الناس غاية لا تُدرك لكننا اليوم نقول أن رضا الناس ليس بغاية لتدرك من الأساس. وإيماننا بهذا القَول يخفّف عنا أعباء نفسيّة بينما نحن نفكّر في إرضاء هذا وإسعاد ذاك والخوف من عتب صديق أو انزعاج زميل أو أو .

عربي بوست
تم النشر: 2015/09/18 الساعة 08:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/09/18 الساعة 08:00 بتوقيت غرينتش

عندما نبدأ يومنا بالعمل أو الدراسة نلتقي بأناسٍ الابتسامة والتفاؤل والسعادة سِمتهم الشخصية وهذا ما يبدو لنا من الوهلة الأولى، لكن.. هل هم سُعداءُ حقًّا؟

قد يشعر أحدهم بالحُزن في أعماقه.. وقد يحيا الألم في أيامه أو حتى في ذكرياته، لكنه يحاول أن يمضي تاركًا وراءه كل الهموم والآلآم التي من شأنها أن تُعكّر صفو يومه ليقرّر أن يُكمل يومه بسعادة.. نعلم جميعًا أن السعادة لا تنحصر بالمادّيات.. فليست السعادة مالًا أو شهادات عليا أو سيارة فارهة..

لسعادة ألوان وأشكال وأنواع كثيرة بعضها ماديّ والآخر معنويّ ولو حاولنا أن نحصر أشكال السعادة أو أن نعرّفها لما استطعنا ذلك.. لأن السعادة هي نِعم وعطايا ولو عددنا نِعم الله وهِباته لما استطعنا أن نُحصيها، لذا دعونا نتّفق ونعرّف السعادة على أنها قرار.. نعم السعادة قرار! وليس السعيد هو الذي ينتظر الآخرين ليسعدوه، بل السعيد هو المُبادر لإسعاد نفسه وإسعاد الآخرين ومَنحهم ولو جزءًا بسيطًا من السعادة التي حقّقها لنفسه بـ نفسه. ذاتك هي مصنع القرارات، فأنت الذي تقرّر سعادتك كما أنك أنت الذي تقرّر تعاسك وتقرّر متى يكون ذلك..

هل عليّ أن أستمع للآخرين لأكون سعيدًا؟ ولأحقّق السعادة لنفسي؟ ببساطة.. لا! تعلّمنا أنّ إرضاء الناس غاية لا تُدرك لكننا اليوم نقول أن رضا الناس ليس بغاية لتدرك من الأساس. وإيماننا بهذا القَول يخفّف عنا أعباء نفسيّة بينما نحن نفكّر في إرضاء هذا وإسعاد ذاك والخوف من عتب صديق أو انزعاج زميل أو أو .

إذن، كما تقرّر السعادة لنفسك فأنت أيضًا تقرّر مَن من الناس يمكنه أن يُسعدك ومَن يفعل عكس ذلك. والسعيد هو الذي ينزعُ عن نفسه رداء الكُراهية والحقد والضغينة، ويتجمّل بالحُب ويمنح الآخرين قدرًا من المحبّة والمودّة والاحترام ليُلاقي ذلك لنفسه وليعود عليه بالمحبّة أيضًا. صحيح أنه لا يجب علينا أن نكترث لـ آراء الناس دائمًا لكن علينا أن نتجرّد من الكره ومن كل شعور قد يضخّم المشاعر السلبية في دواخلنا.

يقول عليه الصلاة والسلام "أعظم الأعمال عند الله، سرور تدخله على قلبِ مسلم". بمجرد قيامنا بأعمال تفرح إخواننا فهذا أعظم عمل عند الله.

لكن ما الأمثله اليومية في حياتنا لاكتسابها أو حتى إدخالها على قلوب غيرنا. ابدأ بالبيئة المحيطة فأحط نفسك دائمًا بالإيجابيين المتفاءلين وابتعد عن المحبطين المثبطين. عش من أجل فكرة تؤمن بها وتسعى لتحقيقها فستمدك بالسعادة. عش تجارب جديدة ولا بأس في القليل من المخاطرة.

السعادة هي طاقتك للاستمرار في الحياة باندفاع جيد وبإنجازات حافلة يتحدث عنها كل من عرف حجم السعادة التي عشتها. قرر تسعد!

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع

تحميل المزيد