انهار عدد من الأنفاق أسفل الحدود بين قطاع غزة ومصر بشكل جزئي، بعد تدفق المياه التي بدأ الجيش المصري بضخها، فجر الجمعة 18 سبتمبر/ أيلول 2017، بكميات كبيرة في أنابيب عملاقة مددها سابقًا على طول الحدود.
أصحاب أنفاق فلسطينيون، قالوا إن "المياه التي ضخها الجيش، تسببت في غمر عدد كبير من الأنفاق على الحدود مع مصر، ما أدى لحدوث انهيارات جزئية في عدد من الأنفاق.
تدمير انفاق التهريب
وحاول العمال في بعض أنفاق التهريب، تجنب إغراق المياه، لأنفاقهم من خلال نزحها باستخدام مضخات صغيرة ومتوسطة، ولكنهم فشلوا في ذلك بسبب كميات المياه الكبيرة التي تدفقت داخلها.
عاصف موسى (20 عامًا)، وهو عامل فلسطيني في أحد الأنفاق التي غمرتها المياه قال "نعمل منذ ساعة مبكرة من فجر الجمعة، على سحب المياه التي غمرت النفق، خشية من تعرضه للانهيار، ولكن كميات المياه التي ضخها الجيش المصري كبيرة جدًا".
وأضاف موسى "عندما بدأ الجيش بضخ المياه كنا نقوم بأعمال صيانة للنفق، فتفاجئنا بتدفق المياه بكميات كبيرة، فخرجنا مسرعين خشية على حياتنا، وأحضرنا بعد ذلك مضخة مياه متوسطة الحجم، وبدأنا بنزح المياه من داخل النفق إلى الأراضي القريبة".
وأعرب موسى، عن خشيته من أن كميات المياه الكبيرة التي ضخها الجيش المصري، قد تتسبب في انهيارات أرضية بالمنطقة الحدودية، ما قد يعرض حياة الفلسطينيين الذين يقطنون في تلك المنطقة للخطر فقد تنهار منازلهم في أية لحظة.
وبدأ الجيش المصري، في وقت مبكر من فجر الجمعة، بضخ كميات كبيرة من مياه البحر في أنابيب عملاقة مددها في وقت سابق على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر، في محاولة لتدمير الأنفاق أسفل الحدود، عبر إغراقها.
تدمير الخزان الجوفي
وكان مصدر أمني فلسطيني قال في 2 سبتمبر/ أيلول الجاري إن "آليات تابعة للجيش المصري مددت أنابيب مياه عملاقة يصل قطرها إلى (60 سم) داخل خندق ضيق يمتد على طول الحدود المصرية مع قطاع غزة".
وأوضح المصدر الأمني، الذي رفض الكشف عن هويته، أن "الهدف من تمديد الأنابيب العملاقة، تدمير أنفاق التهريب المنتشرة أسفل الحدود، دون الحاجة لاكتشاف مواقعها، عبر إغراقها بمياه البحر الأبيض المتوسط".
وسبق للحكومة في قطاع غزة قد حذرت من أن حفر السلطات المصرية لقناة مائية على الحدود مع القطاع، يشكل "تهديدًا خطيرًا على الأمن القومي المائي للمصريين والفلسطينيين على حدٍ سواء، لاشتراكهم في الخزان الجوفي ذاته".
وقال "مازن البنا" رئيس سلطة المياه، خلال مؤتمر صحفي عقده في غزة، في 6 سبتمبر/ ايلول الجاري: "إن أنشأت مصر بركًا مائية أو مدّت أنابيب في أعماق الأرض، تحتوي على مياه البحر شديدة الملوحة بدعوى تدمير أنفاق التهريب، فإن هذا يؤدي إلى تدمير الخزان الجوفي".
وأضاف:" تسرب مياه البحر إلى الخزان الجوفي، سيشكل تدميرًا للأمن الاقتصادي، والغذائي، والبيئي، لكلا الجانبين".
سياسة تدمير الأنفاق
يذكر أن المتحدث باسم الجيش المصري، العميد "محمد سمير"، قد أعلن في حوار مع صحيفة الأهرام (حكومية شبه رسمية)، بتاريخ 25 مايو/ أيار الماضي، أن الجيش دمر 521 فتحة نفق على الشريط الحدودي (مع غزة) بشمال سيناء، خلال 6 أشهر.
وقال المتحدث باسم الجيش في ذلك الوقت، إن "الهيئة الهندسية (إحدى أجهزة الجيش المصري) تعمل على وضع حل هندسي سيكون من شأنه القضاء نهائيًا على ظاهرة الأنفاق".
ومنذ الإطاحة بـالرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو/ تموز 2013 وما أعقب ذلك من هجمات استهدفت مقارًا أمنية في شبه جزيرة سيناء المتاخمة للحدود مع قطاع غزة، شددت السلطات المصرية من إجراءاتها الأمنية على حدودها البرية والبحرية مع القطاع، حيث طالت تلك الإجراءات، حركة الأنفاق المنتشرة على طول الحدود المشتركة، مع إغلاق معبر رفح البري وفتحه استثنائيًا على فترات زمنية متباعدة لسفر الحالات الإنسانية من المرضى، والطلبة، وأصحاب الإقامات، والجنسيات الأجنبية.
ومنذ أكتوبر/ تشرين أول الماضي، تعمل السلطات المصرية على إنشاء منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة، وتحديدًا في مدينة رفح، وبعرض 2 كيلو متر من أجل "مكافحة الإرهاب" كما تقول السلطات المصرية.