اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأربعاء 16 سبتمبر/ أيلول 2015 الدعم المستمر الذي تقدمه روسيا لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد النزاع في سوريا.
وقال كيري في مؤتمر صحافي غداة محادثة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف أن "الولايات المتحدة تسعى إلى "حل سياسي" في سوريا وتؤيد اضطلاع موسكو "بدور بناء" في هذا المجال.
يأتي ذلك فيما تسعى روسيا من خلال تعزيز وجودها العسكري في سوريا إلى دعم النظام الذي يواجه تحديات ميدانية عدة، وفي الوقت ذاته توجيه رسالة واضحة إلى الغرب حول الدور المحوري الذي تتطلع للقيام به لحل النزاع.
وأشار كيري إلى أن روسيا اقترحت عقد محادثات عسكرية مع الولايات المتحدة بشأن سوريا وإن واشنطن تبحث الخطوات القادمة.
وأضاف يجري مناقشات مع البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بشأن الاقتراح في أعقاب محادثات أجراها في الآونة الأخيرة مع نظيره الروسي سيرجي لافروف.
روسيا تستعرض تحالفها
روسيا تحرص أكثر من أي وقت مضى على استعراض تحالفها القوي مع نظام الرئيس بشار الأسد على وقع تراكم الخسائر العسكرية التي مني بها الأخير منذ اندلاع النزاع قبل أكثر من 4 أعوام.
وعززت روسيا من وجودها العسكري في الأيام الأخيرة في محافظة اللاذقية (غرب)، معقل عائلة الأسد، ما أثار ريبة المسؤولين الأميركيين.
مصادر أميركية ومتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، أكدت على نشر قطع مدفعية وآليات عسكرية في مطار في محافظة اللاذقية، وعن وجود العشرات من مشاة البحرية الروسية ومبان جاهزة لإيواء المئات من الاشخاص.
ويقول مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية بسام ابو عبد الله لوكالة الصحافة الفرنسية أن هدف روسيا من خلال هذه التعزيزات يتمثل في "حماية وجودها على البحر المتوسط، ومضاعفة الدعم العسكري لسوريا".
وبدوره يوضح مدير المعهد الالماني للعلاقات الدولية والأمن فولكر بيرتس أن روسيا تود التأكيد انها "لا تتخلى عن حلفائها".
وتعد موسكو حليفة تقليدية لدمشق وتعود العلاقات بين الطرفين الى مرحلة الحرب الباردة منذ أكثر من نصف قرن.
وتعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء بالاستمرار في دعم سوريا، وقال "سنواصل تقديم مساعدة عسكرية فنية لها" في إشارة إلى العقود الموقعة مع دمشق لتسليمها أسلحة.
ويأتي تعزيز الوجود الروسي في سوريا بعد اعتراف الاسد في يوليو/ تموز الماضي بـ"نقص في الطاقة البشرية" لدى الجيش الذي يخوض منذ اكثر من 4 اعوام مواجهات على جبهات عدة في البلاد.
بشار يفقد نصف قواته
ويقدر محللون عسكريون أن يكون الجيش السوري الذي بلغ عديده 300 ألف قبل بدء النزاع، قد خسر نصف عناصره الذين فروا أو قتلوا خلال المعارك.
وعوضت الحكومة السورية هذا النقص بمضاعفة عدد المسلحين الموالين لها وبالاعتماد على حلفائها من حزب الله اللبناني وخبراء عسكريين إيرانيين.
وبرغم ذلك، منيت قوات النظام بخسائر ميدانية أبرزها فقدان سيطرتها على معظم محافظة ادلب في شمال غرب البلاد بعد التقدم الذي أحرزه تحالف فصائل اسلامية يضم جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا.
ويوضح ابو عبد الله، وهو استاذ جامعي قريب من النظام، أن روسيا أرسلت عددا اضافيا من المستشارين لتدريب عناصر الجيش السوري على استخدام اسلحة جديدة، وتحديداً "منظومة دفاع جوي قصيرة المدى ودبابات حديثة، لقلب المعادلات العسكرية ميدانياً".
وإلى جانب البعد العسكري، ترى المحللة لدى مؤسسة فيرسك مابلكروفت الاستشارية داراغ مكدويل أن التدخل الروسي "يهدف بالدرجة الاولى إلى دفع الولايات المتحدة والغرب إلى الأخذ بالاعتبار موقف موسكو بشأن مستقبل سوريا".
داعش في المعادلة
وترى مكدويل أن روسيا تريد اقناع هذه الدول بأنه "لا يمكن تهميش الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية ووضعها في المرتبة الثانية" بعد البعد السياسي.
واقترحت روسيا في وقت سابق توسيع التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم الدولة الاسلامية ليشمل حليفها السوري. لكن الرفض الذي لاقته موسكو دفعها الى العمل بشكل احادي الجانب، وفق ما يوضح مسؤول سياسي سوري قريب من النظام.
ويقول المحلل العسكري المستقل في موسكو الكسندر غولتز "ترى القيادة الروسية ان لفكرة تشكيل تحالف واسع ضد الجهاديين ايجابيات عدة، وهي