فى خطوة تصعيدية للأحداث فى القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأربعاء 16 سبتمبر/ أيلول 2015، تشديد العقوبات بحق رماة الحجارة، وذلك إثر تزايد عمليات رشق الشرطة الإسرائيلية، عقب يوم ثالث من المواجهات في باحة المسجد الاقصى بين قوات الأمن الاسرائيلية وشبان فلسطينيين.
المواجهات تجددت الثلاثاء بين شرطيين إسرائيليين وشبان فلسطينيين في باحة المسجد الأقصى ومحيطه لليوم الثالث على التوالي، ما أثار قلق الأمم المتحدة ودعوات للهدوء من المجتمع الدولي.
وبدعوة من المجموعة العربية في الأمم المتحدة يناقش مجلس الأمن مشروع بيان عربي حول المسجد الأقصى يدعو إلى احترام القانون الدولي.
وأعلن نتانياهو في اجتماع طارئ جمعه إلى العديد من الوزراء والمسؤولين الأمنيين "تعديل قواعد الاشتباك وإرساء عقوبة دنيا لرماة الحجارة وغرامات مهمة بحق القاصرين الذين يرتكبون هذه الجرائم ووالديهم".
كما أكد نتانياهو مجددا تمسكه بالحفاظ على الوضع القائم في المسجد الأقصى، مع تأكيده أنه لن يسمح بمنع زيارات يهود للموقع.
السنة العبرية بداية المواجهات
الأحد الماضي ومع بدء السنة العبرية الجديدة، شهد المسجد الأقصى مواجهات عنيفة بين شبان فلسطينيين وعناصر الشرطة الإسرائيلية.
وأصيب 26 فلسطينيا الثلاثاء نقل 2 منهم إلى المستشفى بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني بينما أصيب 5 من رجال الشرطة الإسرائيليين، وأعلنت الشرطة اعتقال 4 اشخاص.
نحو 1000 شخص من غير المسلمين زاروا المسجد الأقصى في البلدة القديمة منذ الأحد مع حلول السنة العبرية الجديدة.
وعززت هذه الزيارات مخاوف الفلسطينيين من قيام إسرائيل بتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا بين اليهود والفلسطينيين، في ساعات الصباح لليهود وباقي اليوم للفلسطينيين.
ومع فتح أبواب المسجد للزيارة صباح الثلاثاء في تمام الساعة 7,30، تجددت المواجهات بين شبان ملثمين يبيتون في المسجد منذ 3 أيام مع مئات من عناصر الشرطة الإسرائيلية في الموقع.
وفي خطوة نادرة، دخلت الشرطة الإسرائيلية صباحا المصلى القبلي داخل المسجد ووصلوا حتى منبر صلاح الدين.
والوضع الراهن الموروث من حرب 1967 يجيز للمسلمين الوصول إلى المسجد الأقصى في كل ساعة من ساعات النهار والليل، ولليهود دخوله في بعض الساعات، لكنه لا يجيز لهم الصلاة هناك.
وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الاردن في 1994 بإشراف الأردن على المقدسات الإسلامية في مدينة القدس.
إدانات عربية ودولية
الأردن ندد مجددا الثلاثاء بـ"اعتداءات" إسرائيل "المتكررة" على المسجد الاقصى، وطالبت الحكومة الإسرائيلية بـ"التوقف فورا عن استفزازاتها".
وطالب الملك الأردني عبدالله الثاني الثلاثاء في اتصال هاتفي برئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، "المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم حيال الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية على القدس وضمان وقفها".
من جانبها طالبت منظمة التحرير الفلسطينية المجتمع الدولي بالتصدي بحزم لـ "محاولات" الحكومة الإسرائيلية فرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى.
كما دعت إلى تدخل دولي لـ "إلزام الحكومة الإسرائيلية بالتوقف عن تنفيذ هذه المخططات الخطيرة التي تدفع المنطقة وشعوبها إلى دوائر العنف والفوضى والتطرف وإراقة الدماء".
حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة قالت إن "التصعيد الإسرائيلي هو بمثابة إعلان حرب"، بينما أكدت حركة الجهاد الإسلامي إن ما يحدث "نية مبيتة عند حكومة الاحتلال لفرض واقع جديد في المسجد".
ودعت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم الثلاثاء "الدول الإسلامية إلى إدانة العدوان على الأماكن المقدسة للمسلمين".
وحذر الاتحاد الأوروبي أن "تصعيد العنف (في الأقصى) يشكل استفزازا وتشجيعا على الكراهية وخصوصا خلال فترة الأعياد اليهودية ومع اقتراب عيد الأضحى لدى المسلمين".
فرنسا اعتبرت أن "هذه الاحداث تبرز ضرورة إحياء مفاوضات السلام" بين إسرائيل والفلسطينيين.
وأبدى المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي الاثنين "القلق الشديد" للولايات المتحدة وناشد الطرفين "الحفاظ على الوضع الراهن" في باحة المسجد الأقصى المستمر منذ العام 1967.
والحرم القدسي الذي يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين.
ويعتبر اليهود حائط المبكى (البراق عند المسلمين) الذي يقع أسفل باحة الأقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70.
ويستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الإسرائيلية بدخول السياح الأجانب لزيارة الاقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه، للدخول إلى باحة الأقصى.