مهاجرون سوريون يدخلون كرواتيا ويفتحون بابا جديدا نحو أوروبا

دخلت مجموعة من المهاجرين السوريين هي الأولى منذ إغلاق الحدود المجرية، إلى كرواتيا العضو في الاتحاد الأوروبي، والتي أعلن رئيس حكومتها أن بلاده ستسمح بمرورهم إلى أوروبا الغربية بلا صعوبات، فيما تحدث سوريون عن وجود حقول ألغام في الطريق الجديد ما يشكل خطرا على حياة اللاجئين.

عربي بوست
تم النشر: 2015/09/16 الساعة 08:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/09/16 الساعة 08:01 بتوقيت غرينتش

دخلت مجموعة من المهاجرين السوريين هي الأولى منذ إغلاق الحدود المجرية، إلى كرواتيا العضو في الاتحاد الأوروبي، والتي أعلن رئيس حكومتها أن بلاده ستسمح بمرورهم إلى أوروبا الغربية بلا صعوبات، فيما تحدث سوريون عن وجود حقول ألغام في الطريق الجديد ما يشكل خطرا على حياة اللاجئين.

وكان أحد السوريين قد اقترح على الشبكات الاجتماعية خياراً جديداً أمام المهاجرين وهو السفر إلي كرواتيا، وهو الطريق الذي يختصر على اللاجئين معاناة تجاوز الحدود المجرية.

وأشار في نفس الوقت إلى وجود ألغام في المناطق غير المأهولة بكرواتيا، تعود لأيام حرب البلقان في التسعينيات والتي لم تتم إزالتها، محذرا اللاجئين من الوقوع فيها.

ولقد انتشرت خريطة الألغام هذه بشكل كبير بين السوريين في الشبكات الاجتماعية، تداولوها فيما بينهم بهدف تنبيه من ينوي خوض هذه الرحلة.

181 مهاجرا يصلون كرواتيا

شرطة توفارنيك شرق كرواتيا قالت إن 181 مهاجرا وصلوا صباح الأربعاء، وأكد صحافيون من وكالة فرانس برس أن مجموعة من 30 أو 40 شخصا معظمهم من السوريين والأفغان عبرت الحدود في توفارنيك بعد مرورها في مدينة شيد الصربية.

الباكستاني وقار (26 عاما) قال إن "المجر أغلقت حدودها لذلك جئنا إلى كرواتيا".

واحتجزت الشرطة الكرواتية المهاجرين بعد عبورهم "الحدود الخضراء" في الحقول واقتادتهم إلى توفارنيك ليسجلوا أسماءهم ويتلقوا الرعاية الصحية.

رئيس وزراء كرواتيا يسمح بعبور اللاجئين

رئيس الوزراء الكرواتي من جانبه قال ردا على سؤال نواب بالبرلمان إن المهاجرين يمكنهم المرور عبر كرواتيا، وأضاف أن بلاده مستعدة لاستقبال اللاجئين أيا كانت ديانتهم ولون بشرتهم، ونقلهم إلى الوجهات التي يرغبون الذهاب اليها سواء كانت ألمانيا أو الدول الإسكندنافية.

من جهتها، دعت رئيسة كرواتيا كوليندا غرابار كيتاروفيتش مجلس الأمن القومي في بلادها إلى الانعقاد لبحث إدارة أزمة المهاجرين.

كما حذرت في نفس الوقت من تزداد الأزمة ومن نتائج موجة المهاجرين وانعكاساتها الاجتماعية والاقتصادية والأمنية.

كرواتيا البديل بعد إغلاق المجر حدودها

وتوجه المهاجرون إلى كرواتيا بعدما أغلقت المجر ليل الاثنين الثلاثاء حدودها مع صربيا التي اجتازها القسم الأكبر من حوالي200 ألف شخص منذ بداية 2015.

الشرطة في المجر التي تعد واحدة من أبرز بلدان العبور في أوروبا الوسطى للمهاجرين الراغبين في الوصول إلى أوروبا الغربية، قالت إن 367 مهاجرا فقط دخلوا الثلاثاء إلى أراضيها بطريقة غير قانونية في اليوم الأول لتطبيق قانون جديد يهدف إلى منع دخول المهاجرين، وبدأت في حقهم جميعا إجراءات قانونية.

المجر تحاكم 316 مهاجرا

ويحاكم 316 من 367 مهاجرا بتهمة إلحاق الضرر بالشريط الشائك المقام على الحدود المجرية الصربية، و51 لأنهم فقط اجتازوه، وبات يحكم على هذه الجنح بالسجن 5 و3 سنوات على التوالي.

وعشية البدء بتطبيق القانون، دخل المجر الاثنين رقم قياسي من المهاجرين بلغ 9380 شخصا.

تراجع المهاجرين على حدود النمسا

صدور هذا القانون المجري أدي إلى تراجع تدفق المهاجرين القادمين من المجر ليل الثلاثاء الأربعاء على الحدود النمساوية أيضا، حيث لم تسجل الشرطة مرور أكثر من 100 منهم مع دخول القانون المجري للحد من الهجرة حيز التنفيذ.

في الوقت نفسه، بدأت الشرطة النمساوية صباح الأربعاء أولى عمليات مراقبة الحدود خصوصا على المعبر النمساوي المجري الرئيسي في نيكلسدورف بدون أن يؤثر ذلك على حركة النقل البري.

الطريق الجديد نحو أوروبا

وعلى الحدود الصربية، باتت الحافلات التي كانت تنقل المهاجرين من مركز الاستقبال في بريشيفو إلى المجر، ترفع منذ مساء الثلاثاء لوحات تشير إلى وجهة جديدة هي مدينة شيد شمال غرب صربيا على بعد بضعة كيلومترات عن كرواتيا.

حافلة أولى من المهاجرين كانت وصلت الأربعاء إلى مدينة شيد الصربية القريبة من الحدود مع كرواتيا.

وذكر صحافي من وكالة فرانس برس أن هذه المجموعة التي تضم بين 30 و40 لاجئا وصلت حوالي الساعة 4,30 (2,30 تغ) إلى محطة شيد للحافلات، بعد رحلة طوال الليل بدأت مساء الثلاثاء، في بريشيفو جنوب صربيا على الحدود مع مقدونيا.

معظم المهاجرين الذي وصلوا فجر الأربعاء إلى شيد من السوريين والأفغان من رجال ونساء وأطفال من كل الأعمار، وقد دفع كل منهم 35 يورو للرحلة من بريشيفو إلى شيد.

ألف مهاجر في أدرنة ينتظرون الانتقال لليونان

وفي تركيا ما زال نحو 1000 مهاجر معظمهم من السوريين متجمعين تحت إشراف قوات الأمن في مدينة أدرنة شمال غرب تركيا بانتظار انتقالهم إلى اليونان.

حاكم المحافظة التركية الحدودية مع اليونان وبلغاريا "دورسون علي شاهين" قال للشبكة الإخبارية إن تي في "لا يمكنهم البقاء هنا. يمكنهم البقاء ربما ليوم أو يومين لكن بعد ذلك يجب أن يرحلوا".

أدرنة وصلها في الأيام الماضية مئات المهاجرين الراغبين في الانتقال برا إلى اليونان بعد نصائح على مواقع التواصل الاجتماعي بتجنب الرحلات البحرية.

ولتجنب تدفق للمهاجرين، قررت السلطات التركية إبقاءهم في محطة الحافلات في اسطنبول التي تبعد نحو 250 كلم ويحاصر فيها مئات الأشخاص الحافلات للصعود إليها، لكن بعضهم تمكنوا من الوصول إلى أدرنة بسيارات خاصة وحتى سيرا على الأقدام.

وقد تم تجميعهم في محطة للحافلات ومسجد في المدينة تحت رقابة صارمة من الدرك لمنعهم من الاقتراب من الحدود.

فيما يقوم الهلال الأحمر التركي والسلطات المحلية بتوزيع الغذاء والمياه والأغطية والخيام عليهم.

وقال حاكم أدرنة "استقبلنا العام الماضي 50 ألف لاجئ بينما لم يكن البرنامج ينص على أكثر من 25 ألفا".

وكالة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الحدود ذكرت أن عدداً قياسياً بلغ 156 ألف مهاجر دخل الاتحاد في أغسطس/ آب، مما يرفع إجمالي الأعداد التي دخلت هذا العام إلى أكثر من 500 ألف، وفي عام 2014 بأكمله عبر 280 ألف مهاجر حدود الاتحاد الأوروبي.

الولايات المتحدة واستقبال اللاجئين

وأخيرا، قالت منظمات غير حكومية أن الولايات المتحدة يمكنها استقبال لاجئين سوريين أكثر بـ10 مرات من الـ10 آلاف الذين ستسمح لهم بالاستقرار على أراضيها بحلول نهاية 2016، معتبرة أن هذه الاستجابة ضئيلة جدا ويمكن أن تؤثر على حصيلة أداء الرئيس الاميركي.

وكانت الولايات المتحدة المتهمة بالتقصير في مواجهة أزمة المهاجرين الناجمة عن النزاع السوري، أعلنت الخميس أنها ستستقبل 10 آلاف لاجئ.

تحميل المزيد