بعد إعلان واشنطن مخاوفها من التواجد العسكري الروسي بسوريا، حث البيت الأبيض الثلاثاء 15 سبتمبر/ أيلول 2015، روسيا على مزيد من التواصل مع التحالف الدولي للمشاركة البناءة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بسوريا، بدلا من أن تزيد وجودها هناك.
وردا على تصريحات الرئيس الروسي الثلاثاء حول أهمية دور الرئيس السوري فى قتال داعش، حذرت واشنطن روسيا من أن بشار الأسد لا دور له في عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية وعليه التخلي عن السلطة ليتيح تسوية سياسية.
جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الأبيض، قال إن الرئيس باراك أوباما لم يتحدث إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين بشأن المشاركة في قتال داعش، مؤكدا أنه سيحاول لاحقا، معتبرا أن ذلك سيعزز مصالح البلدين.
ايرنست أضاف إن ما تفضله واشنطن هو أن ترى الروس يتواصلون بطريقة بناءة وبشكل أكبر مع الائتلاف الدولي الذي يضم 60 عضوا والذي تقوده الولايات المتحدة، ويركز على إضعاف تنظيم الدولة الإسلامية وتدميره في نهاية المطاف.
الاتصال الثالث بين كيري ولافروف
ومن ناحية أخرى قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الوزير جون كيري أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي سيرجي لافروف الثلاثاء في ثالث محادثة منذ 5 سبتمبر/ أيلول، ليكرر له الموقف الأميركي بعدما وعد الرئيس فلاديمير بوتين بمواصلة الدعم العسكري للأسد.
وزارة الخارجية الروسية من جانبها قالت إن لافروف أكد الحاجة إلى تشكيل جبهة متحدة لمحاربة الجماعات الجهادية في سوريا.
كيري قال بشكل واضح إن استمرار دعم روسيا للرئيس الأسد يمكن أن يؤدي إلى تأجيج النزاع وإطالة أمده وتقويض جهود مكافحة الجهاديين.
مكتب كيري أضاف أيضا أن الوزير الأميركي أكد أنه ليس هناك حل عسكري للنزاع في سوريا، ولا يمكن حله إلا بانتقال سياسي بدون الأسد.
وكانت الولايات المتحدة تأمل في إقناع روسيا حليفة دمشق بالمساعدة على إقناع الأسد بالتنحي وإتاحة إقامة نظام انتقالي للتفاوض لإنهاء الحرب في سوريا.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما انتقد الجمعة الاستراتيجية الروسية بدعم نظام الأسد في سوريا.
وردا على هذه التصريحات، دافع الرئيس الروسي عن استراتيجيته هذه، وقال إنه يدعم الحكومة السورية في كفاحها ضد العدوان الارهاب ونقدم وسنقدم مساعدة عسكرية فنية لها، في اشارة إلى العقود الموقعة مع دمشق لتسليمها أسلحة.
وقال جون برينان مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) للصحفيين في أوستن بولاية تكساس، إنه يوجد "اختلاف أساسي" بين واشنطن وموسكو بشأن الدور الذي لعبه الأسد في جعل سوريا منطقة استقطاب للمقاتلين الأجانب والجماعات الجهادية.
زيادة التواجد العسكري الروسي فى سوريا
مسؤولون أمريكيون كانوا قد أبدوا قلقا من وجود عسكري متزايد لروسيا في سوريا قائلين إنه يهدف فيما يبدو إلى تعزيز حكومة الرئيس بشار الأسد حليف موسكو.
ووضعت روسيا سبع دبابات تي-9 ومدفعية في مطار قرب اللاذقية معقل الأسد، ونشرت أيضا 200 من مشاة البحرية الروسية في المطار مع وحدات إسكان مؤقتة، ومحطة مراقبة جوية متنقلة، ومكونات لمنظومة للدفاع الجوي.
ديبورا جيمس وزيرة سلاح الجو الأمريكي وصفت التعزيز العسكري الروسي في سوريا بانه "سلسلة أحداث مزعجة أخرى تنطلق من روسيا".
وأضافت قائلة "لا أظن اننا ندرك بشكل كامل المقصد منها، وغني عن القول إن أي مساعي لمحاولة دعم نظام يتسبب في كل هذا الموت والدمار ليست سلسلة أحداث مرحب بها."