قالت وزيرة الخارجية المكسيكية إنها ستلتقي بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة الأربعاء 16 سبتمبر/ أيلول 2015، وطالبت بإجراء تحقيق شامل في حادث مقتل ثمانية سياح مكسيكيين بالخطأ على يد الجيش في منطقة الصحراء الغربية.
ووسط إجراءات أمنية مشددة، وصلت وزيرة خارجية المكسيك "كلاوديا رويس ماسيو" إلى القاهرة في وقت مبكر الأربعاء للوقوف على ملابسات مقتل 8 مواطنين مكسيكيين عندما قصف الجيش المصري قافلتهم السياحية بطريق الخطأ فيما يبدو.
وقتل 12 شخصا وأصيب 10 آخرون في الحادث الذي وقع في منطقة الواحات بالصحراء الغربية المصرية المتاخمة لحدود ليبيا، الأحد الماضي، في واقعة أعرب رئيس المكسيك إزاءها عن "الغضب" و"الحزن".
وقالت الخارجية المكسيكية في بيان أن دبلوماسيين مكسيكيين عاينوا جثث الضحايا و"تمكنوا من تأكيد مقتل 6 مكسيكيين آخرين" يضافون إلى قتيلين تم التعرف إليهما في وقت سابق، بجانب إصابة 6 آخرين.
وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية قالت إن الوزيرة وصلت على طائرة خاصة برفقة 4 من أهالي ضحايا الحادث وستجري محادثات مع مسؤولين مصريين.
الرئاسة المصرية في بيان لها قالت إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس المكسيكي "إنريكي بينا نييتو" قدم تعازيه في وفاة السائحين المكسيكيين، وأكد على متابعته سير التحقيقات في الحادث.
وحملت السلطات المصرية مسؤولية الحادثة إلى المنظمين المصريين للرحلة السياحية مؤكدة أنهم دخلوا "منطقة محظورة" في وقت كانت فيه قوات الأمن تطارد مسلحين.
ناجون من الحادث قالوا إن قافلتهم تعرضت للقصف من طائرة حربية وطائرات هليكوبتر، في هجوم قالت الحكومة المصرية إنه وقع بطريق الخطأ أثناء ملاحقة الجيش لجهاديين في منطقة الواحات بالصحراء الغربية.
وقالت مصادر أمنية مصرية إن قوات على الأرض أطلقت النار على السياح أثناء محاولتهم الفرار من المنطقة.
المصادر أضافت أن الفوج السياحي المؤلف من 22 فردا ترك طريق الرحلة يوم الأحد، ودخل في الصحراء قليلا وأوقف مركباته الـ4 الرباعية الدفع لإعداد طعام قرب الواحات البحرية وهي موقع سياحي معروف وفجأة تعرض لنيران من الجو.
نقيب المرشدين السياحيين المصريين حسن النحال قال في بيان أصدره بعد ظهر الاثنين إنه "اطلع على الإخطار الأمني لتحرك المجموعة السياحية وبرنامج الرحلة كان يشمل الواحات البحرية والطريق يمر بكمائن شرطة وتفتيش".
وأوضح أنه لدى وصول المجموعة إلى الكيلو 260 على طريق القاهرة-الواحات "كانت هناك سائحة تعاني مرض السكر وشعرت بالجوع ولم تتحمل باقي المسافة حتى الواحات البحرية ولذا اضطرت المجموعة إلى الخروج إلى جانب الطريق المرصوف إلى الصحراء حوالي 2 كلم من دون علم منهم أن هذه المنطقة محظورة".
وشدد على أنه "لا توجد أي لافتات تحذيرية" تحظر التواجد في المنطقة وعلى أن المجموعة "لم تتلق أي تعليمات (بتجنب مناطق محددة) من كمائن الشرطة على الطريق أو من فرد شرطة السياحة المرافق لها".
ومن شأن هذا الحادث أن يثير القلق على قطاع السياحة الحيوي للاقتصاد المصري والذي يعاني أصلا من تراجع كبير بسبب الاضطرابات السياسية التي تشهدها مصر منذ أكثر من 4 سنوات.
وتمتد الصحراء الغربية من ضواحي القاهرة حتى الحدود الليبية غربا وهي منطقة يتردد عليها السياح من هواة رحلات السفاري ولكنها كذلك منطقة يتواجد فيها الجهاديون من تنظيم الدولة الإسلامية.
وأصدرت عدة دول غربية منذ أشهر تحذيرات إلى مواطنيها القادمين إلى مصر نصحتهم فيها بتجنب زيارة الصحراء الغربية.
وتكافح مصر جهاديين ازدادت أنشطتهم بعد أن أطاح الجيش بالرئيس محمد مرسي الذي ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين في عام 2013.