احتج طلاب كليات الطب بالمغرب، على قانون"الخدمة الصحية الوطنية الإجبارية" الذي يجبر كل خريج على العمل لمدة عامين في المناطق النائية، حاملين مناديل ورقية، وأدوات لغسل السيارات.
الطلاب يعتبرون القانون"بداية للرمي بهم إلى متاهات البطالة بعد انتهاء الخدمة الاجباربة"، فيما يرى وزير الصحة أن القانون ضرورة لتقديم خدمات صحية للمغاربة القاطنين بالمناطق النائية.
طريقة احتاج الطلبة المغاربة لقيت معارضة من نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبروها "إهانة للأفراد الذين يزاولون مهن بيع المناديل الورقية وغسل السيارات".
شكل جديد للاحتجاج
نقل الطلاب المقاطعون للدراسة بكلية الطب بالدار البيضاء، احتجاجاتهم إلى الشارع مرة أخرى،إلا إنهم ابتكروا هذه المرة أسلوبا جديدا، إذ عمدوا إلى بيع المناديل الورقية والصحف، بالاضافة إلى غسل السيارات لكل المارين بالقرب من إشارات المرور، مقابل الحصول على دريهمات معدودات، كما يفعل ممتهنو هذه الحرف البسيطة.
الهدف من الاحتجاج بهذه الكيفية، حسب ما أعلنه الطلبة الأطباء عبر صفحاتهم على فيسبوك، لفت انتباه الجميع إلى "ظروف العمل المزرية" التي تنتظرهم بعد سنوات من الدراسة، موضحين أن الأمر مجرد خطوة نضالية من برنامج طويل، يشمل مقاطعة الدراسة في جميع كليات الطب، وتنفيذ وقفة احتجاجية بالعاصمة الرباط، بالإضافة إلى حمل الشارات الحمراء، وتنفيذ إضراب وطني إنذاري عن العمل بالمراكز الاستشفائية الجامعية.
اليوم و بفضل بيع المناديل و قارورات الماء و الجرائد و غسل السيارات تمكن كل طالب من البيضاء بجني أكثر من 110 درهم (التي ت…
Posted by Conseils Des Étudiants en Médecine au Maroc on 11 سبتمبر، 2015
تبريرات الوزير
من جانبه يبرر وزير الصحة المغربي مشروعية قانون "الخدمة الاجبارية الصحية" باعتباره "خدمة وطنية" ستساهم في الحد من تفاوتات الخدمات الطبية بين المناطق الحضرية، والنائية.
وحسب مسودة القانون، فأن "الخدمة الإجبارية الصحية" لن تحتسب في المسار المهني للخريجين الجدد أو في التقاعد أو التقادم الوظيفي.
وأكد وزير الصحة المغربي أن التعويض المالي للأطباء الذين سيخضعون للخدمة الاجبارية سيكون كما هو متعارف عليه، "فالطبيب العام سيتقاضى أجرة الطبيب العام، والطبيب المختص سيتقاضى أجرة الطبيب المختص".
الحسين الوردي تساءل في فيديو موجه للطلبة المحتجين، منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، عن ما "إذا كان سكان القرى والمناطق النائية مغاربة غير مستحقين للعلاج، وبالتالي تركهم للموت"، و عن ما إذا كان عيبا "لو أن طبيبا مغربيا كونته الدولة أعطى سنتين من عمله من أجل علاج المغاربة بمقابل مادي؟".
#. #وزير_الصحة #الحسين_الوردي ينتظر أجوبة طلبة #كلية_الطب الذين احتجو ب "بمهن بيع كلينكس ومسح السيارات" على سؤاله :)يالاَّه جاوبوه وكل واحد "يTag" شي صاحبو تايقرا "الطب" يجاوب.حملة: #التربية_على_المواطنة
Posted by Samy Souhail on samedi 12 septembre 2015
أسباب رفض القانون
في المقابل يرى الطلاب أن الوزارة "تحملهم مسؤولية فشلها في تدبير قطاع الصحة"، مؤكدين أن فرض الخدمة الإجبارية على 1500 متخرّج سنويًا دون ضمانات، هي "محاولة صريحة من الوزارة للاستغناء عن التوظيف بشكل نهائي".
وهو المعنى الذي أكدت عليه الطبيبة وداد ازداد لـ"عربي بوست"، حيث أستشهدت بـما حدث في السنة الماضية، "حيث وظفت الدولة 15 طبيبا فقط من أصل 1000 متخرج على الأقل.
ومن أسباب رفض هذا المشروع حسب الدكتورة وداد، تمديده مدة تخرج الطبيب إلى عشر سنوات والطبيب المتخصص إلى 15 عاما، "إذ أن الأطباء كانوا يعينون في بداياتهم كموظفين في القرى والمناطق النائية، في حين أن هذا القانون سيجعل فترة مدة دراستهم مقابل راتب-منحة لمدة عامين إضافيين ومن ثَم سيتم رميهم في الشارع"، على حد تعبيرها.
الطريقة التي اختارها الطلبة للاحتجاج على القانون الجديد، لاقت انتقادات كثيرة على الشبكات الاجتماعية، إذ اعتبرها كثيرون "إهانة لمن يمتهنون بيع المناديل وغسل السيارات من أجل لقمة العيش".
سخرية من طريقة الاحتجاج
خالد كدار، رسام الكاريكاتور المغربي ، اختار التعبير على موقفه من أسلوب احتجاج أطباء المستقبل الذي لم يرقه، بطريقة ساخرة كما اعتادها متتبعوه، إذ صاغها على شكل بلاغ تضامني مع بائعي المناديل الورقية ومنظفي السيارات، الذين تعرضوا لما اعتبره "إهانة من طرف الأطباء".
ودعا كدار في تدوينته الأطباء "إلى احترام مهن الطبقة الكادحة التي لا تزور الطبيب طوال حياتها إلا لطلب شهادة الوفاة"، حسب تعبيره.
==== بلاغ تضامني ====يعلن حزب لمامصوقينش تضامنه اللامشروط مع بائعي الكلينيكس ومنظفي السيارات لما تعرضوا له من إهانة من …
Posted by Khalid Gueddar on samedi 12 septembre 2015
حسن الحافة، مدون مغربي، سأل الأطباء المغاربة، من خلال تدوينة على الفاسبوك، عن سبب "تحقيرهم للمهن التي احتجوا عبرها"، وطالبهم بالاعتذار من الفئة التي تعيش على امتهانها، مذكرا إياهم أنه من الواجب "أن يكونوا أكثر الناس إنسانية عوض التهكم على أحوال الغير".
وسخر المدون المغربي من طريق احتجاجه، قائلا إنه "بلغ إلى علمنا أن بائعي كلينيكس (المناديل الورقية) و غاسلي السيارات سينظمون زحفا عظيما لمدينة الرباط ، وهم يرتدون بدلا طبية مرقعة و يضعون سماعة صينية الصنع".
عاجل. .بلغ إلى علمنا أن بائعي كلينيكس و غاسلي السيارات سينظمون زحفا عظيما لمدينة الرباط ، وهم يرتدون بدلا طبية مرقعة و …
Posted by حسن الحافة on samedi 12 septembre 2015
وفي رد منها على هذه الانتقادات، قالت الطبيبة وداد أزداد، إن عددا كبيرا من المواطنين "ليس لديهم الوعي الكافي لفهم هذا النوع من الاحتجاج الناتج عن سوء الظن والاتهامات التي تكيلها الجموع للأطباء".
وترى أن الطلبة حاولوا فقط لفت انتباه الرأي العام إلى قضيتهم وتوضيح استعدادهم للقيام بأعمال لا يلجأ إليها عادة إلا العاطلون، و "أنهم يفضلون ذلك على أن يتم هضم حقوقهم"، مؤكدة أنها مبادرة تهدف للتعبير عن "القهر الذي يعيشه الأطباء إلى جوار فئة عريضة من المجتمع"، حسب تعبيرها.