في الوقت الذي يفر فيه مئات الآلاف من اللاجئين السوريين من جحيم الحرب التي تدور رحاها في البلاد منذ 4 سنوات، كانت سوريا ذاتها يومًا ما ملاذًا للاجئين آخرين دفعتهم اضطرابات المشهد السياسي في بلادهم إلى اللجوء إلى سوريا.
مليون لاجئ عراقي في سوريا في عام 2010
بنهاية عام 2010، وقبل أحداث الربيع العربي والتي اندلعت في 2011، بلغت أعداد اللاجئين وطالبي اللجوء إلى سوريا نحو 1،3 مليون شخص من بينهم مليون عراقي، وهو ما عادل 6% من التعداد السكاني للبلاد في ذلك الوقت ، إضافة إلى طلبات لجوء من جنسيات أخرى، من بينها الصومال وأفغانستان والسودان وإيران.
فبعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، مثلت سوريا وجهة أساسية للاجئين العراقيين، خاصة في ظل العلاقات التاريخية التي تربط البلدين، وتسهيل إجراءات دخول العراقيين إلى سوريا بدون تاشيرة.
وفي عام 2007، قدرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أعداد اللاجئين العراقيين في سوريا بحوالي 1.2 مليون شخص في حين كان التعداد السكاني في سوريا 18 مليون نسمة.
مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين
أيضا فتحت سوريا أبوابها أمام الفلسطنيين وقامت بتأسيس مخيم اليرموك عام 1957 لاستيعاب الفلسطينيين الفارين من الصراع العربي الإسرائيلي. في الوقت الذي قامت فيه الثورة السورية في عام 2011، كان هناك أكثر من مليون لاجئ فلسطيني يعيشون بالمخيم الذي يعد أحد أكبر التجمعات للاجئين الفلسطينيين في سوريا.
33 ألف لاجئ في سوريا عام 2015
وتستضيف سوريا حاليًا أكثر من 33,000 طالب لجوء ولاجئ، معظمهم من العراقيين، إضافة إلى مجموعات صغيرة من الصوماليين والأفغان. ورغم الانخفاض الملحوظ في الاعداد مقارنةً بالسنوات الماضية،لكن من الممكن أن ينعكس هذا الوضع خلال العام 2015 في حال وصل وافدون جدد من اللاجئين العراقيين.
وفي شهر أغسطس/آب 2014، دخل حوالي 95 ألف نازح بسبب العنف في العراق إلى شمال شرق محافظة الحسكة.
وبينما تقدر أعداد اللاجئين السوريين الذين تقدموا بطلبات للجوء لدى دول الاتحاد الأوروربي، بحسب بيانات رسمية، بحوالي 450 ألف لاجئ، تتضاءل هذه الجهود مع سياسة فتح الحدود التي كانت قد تبنتها سوريا في فترات سابقة، أو مع الجهود التي تبذلها بعض الدول النامية في عام 2014 لإيواء اللاجئين السوريين.
ووفقًا لمفوضية شئون اللاجئين، فإن الغالبية العظمى من اللاجئين السوريين في عام 2014 وفدوا إلى دول مجاورة لسوريا وليس إلى دول الاتحاد الأوروبي. وتقدر نسبتهم بحوالي 86% من اللاجئين السوريين ممن تم استضافتهم في لبنان، التي تحتضن مليون ومائة ألف لاجئ سوري تقريبًا، وتركيا التي تستضيف ما يوازي مليوني لاجئ، فيما بلغ عدد السوريين في الأردن 629 ألف و249 ألف لاجئ في العراق.