في خطوة دبلوماسية جديدة، تبنت الأمم المتحدة الخميس 10 سبتمبر 2015، قرارا يجيز رفع العلم الفلسطيني في مقار المنظمة الدولية في نيويورك في ما يشكل انتصارا دبلوماسيا للفلسطينيين في حملتهم المكثفة للحصول على اعتراف بدولتهم.
واعتمد القرار بأغلبية 119 صوتا ومعارضة 8 دول بينها إسرائيل وأميركا، بينما امتنعت 45 دولة عن التصويت على رفع العلم الفلسطيني أمام المقار الرسمية للأمم المتحدة بما في ذلك في جنيف وفيينا.
رفع علمي فلسطين والفاتيكان
ويسمح القرار برفع علمي فلسطين والفاتيكان وكلتهما تتمتعان بوضع "الدولة المراقبة غير العضو" إلى جانب أعلام الدول الأخرى الأعضاء.
ويمنح القرار الأمم المتحدة 20 يوما لرفع علم فلسطين الذي سيتزامن مع زيارة للرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى نيويورك للمشاركة في الجلسة السنوية للجمعية العامة وقمة حول التنمية المستدامة، كما سيلقي خطابا أمام الجمعية العامة في 30 سبتمبر/ أيلول الجاري.
ممثل فلسطين في الأمم المتحدة رياض منصور قال إنها "خطوة رمزية لكنها خطوة إضافية لتعزز اسس دولة فلسطين على الساحة الدولية".
من جهته، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله في باريس أن رفع العلم "خطوة على طريق حصول فلسطين على عضوية كاملة في الأمم المتحدة.
انقسام أوروبي
وبدت الدول الأوروبية منقسمة بشأن هذا التحرك إذ أيدت فرنسا وروسيا والسويد القرار بينما امتنعت بريطانيا وألمانيا والنمسا وفنلندا وهولندا وقبرص عن التصويت لصالحه.
السفير الفرنسي في الأمم المتحدة فرنسوا ديلاتر اعتبر أن رفع العلم يعد رمزا قويا وبارقة أمل للفلسطينيين مشيرا إلى توقف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الوقت نفسه الذي تواصل فيه إسرائيل "الاستيطان غير الشرعي" في الضفة الغربية المحتلة.
وصوتت الصين مع القرار الذي قال منصور إنه مبادرة يمكن أن "تعطي شعبنا بعض الأمل في أن الأسرة الدولية ما زالت تدعم استقلال دولة فلسطين".
وأضاف أن "الامور غير واضحة وغامضة وعملية السلام ماتت وغزة تختنق لذلك هذا القرار يشبه ضوءا صغيرا لشمعة لإبقاء الأمل حيا لدى الشعب الفلسطيني".
حملة مكثفة
الوزير الفلسطيني أكد أنهم قاموا بحملة مكثفة الاسابيع الماضية للحصول على الاصوات اللازمة لرفع علم فلسطين على مقار الأمم المتحدة.
وأصبحت فلسطين "دولة مراقبة غير عضو" في الأمم المتحدة في 29 نوفمبر/ تشرين ثاني 2012. وقد أقر منحها هذا الوضع في تصويت تاريخي بـ138 صوتا مقابل 9 أصوات وامتناع 41 آخرين عن التصويت في الجمعية العامة التي تضم 193 عضوا.
وبعد الحصول على وضعها الجديد في الأمم المتحدة انضمت دولة فلسطين إلى وكالات المنظمة الدولية وإلى المحكمة الجنائية الدولية لكنها لا تتمتع حتى الآن بعضوية كاملة في المنظمة الدولية بالرغم من اعتراف أكثر من 130 دولة بها.
انتقادات إسرائيلية وأميركية
وانتقدت إسرائيل وأميركا تبني قرار رفع علم فلسطين، واعتبرت السفيرة الأميركية سامنتا باور أن "رفع علم فلسطين خارج مقار الأمم المتحدة ليس بديلا عن المفاوضات (بين اسرائيل والفلسطينيين) ولم يقرب الأطراف من السلام".
بينما اتهم السفير الإسرائيلي رون بروسور الفلسطينيين "بالتلاعب بالأمم المتحدة لتسجيل نقاط سياسية". وقال إن "هذه الجمعية العامة ستصوت على أن الأرض مسطحة لو اقترح الفلسطينيون ذلك".
وأضاف "ما من تصويت يمكن أن يحول مبادرة رمزية جوفاء إلى دولة"، مؤكدا "على الأسرة الدولية أن تبلغ الفلسطينيين بوضوح أن الطريقة الوحيدة لتحقيق الدولة تمر عبر المفاوضات المباشرة"، معتبرا أن التصويت "قد يخدم مصالح القادة الفلسطينيين لكنه لن يساعد الشعب الفلسطيني".
نتائج عكسية
الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر قال إن تبني القرار محاولة "تأتي بنتائج عكسية" في جهود الدفع باتجاه إقامة دولة فلسطينية خارج إطار تسوية تفاوضية.
كما استفادت دولة الفاتيكان المستفيدة هي الأخرى من القرار، لكنها نأت بنفسها عن المبادرة الفلسطينية من دون معارضتها.
وقال مندوبها في الأمم المتحدة المونسنيور برنارديتو اوزا إن بلاده لا تنوي رفع العلم قبيل الزيارة التي سيقوم بها البابا فرنسيس إلى مقر المنظمة الدولية، لكنه لا يستبعد القيام بذلك في المستقبل.