غموض يكتنف الدور الروسي في سوريا، وبخاصة بعد اعتراف موسكو بوجود مستشارين عسكريين لها يقومون بتدريب قوات النظام السوري ودعمه بالأسلحة، وهو ما أثار مخاوف الولايات المتحدة من نوايا الروس في المسألة السورية، ويطرح التساؤل: "ضد من تحشد روسيا قواتها في سوريا؟".
كما جاء إعلان مسؤولين أميركيين عن ارسال روسيا لسفينتي دبابات وصلتا الأربعاء 9 سبتمبر/ أيلول 2015، إلى مرفأ طرطوس السوري على البحر المتوسط حيث توجد لروسيا قاعدة دائمة، إلى جانب 3 طائرات وجنود من مشاة البحرية إلى سورية، ليزيد قلق وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) التي اعتبرت أن موقف موسكو أصبح غامضا.
الإدارة الأميركية تخشى دخول روسيا إلى المعارك إلى جانب قوات حليفها الرئيس السوري بشار الأسد، وتعتبر أن ذلك سيؤدي لإضعاف جهود محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
ويكمن السؤال في معرفة ما إذا كان الروس يريدون الاكتفاء بدور إنساني أو أنهم سيشاركون في المعارك، وضد من سيوجهون جهودهم: تنظيم الدولة الإسلامية فقط، أم المجموعات المسلحة التي تقاتل نظام الأسد والجهاديين في وقت واحد؟
الحشد العسكري الروسي في سوريا
مسؤولون أميركيون أكدوا رصد نحو 10 آليات عسكرية إلى جانب وجود عشرات الجنود الروس شمالا في منطقة اللاذقية، يتمركزون في مطار باسل الأسد الذي يضم مباني مسبقة الصنع يمكن أن تحوي مئات الأشخاص ومعدات للمراقبة الجوية.
وقالوا إن الروس ربما يقومون ببناء قاعدة جوية متقدمة لكن ليست لديهم أسلحة حاليا، معتبرين وجود قوات من مشاة البحرية الروس أقرب حاليا إلى نشر قوة لحماية معدات موجودة إلى أن يتم تشكيل مجموعة قتالية.
مسؤول أميركي قال الأربعاء "ليس هناك توافق" في هذا الشأن داخل أجهزة الاستخبارات الأميركية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صرح أن مشاركة مباشرة في العمليات العسكرية في سوريا أمر غير وارد حاليا.
وقال مسؤول أميركي "لكننا نحكم على روسيا من خلال أفعالها وليس أقوالها"، مذكرا بنفي موسكو لتورط قوات روسية في المعارك في أوكرانيا.
محاولات أمريكية لعرقلة روسيا
وحاولت الولايات المتحدة تطويق التعزيزات الروسية بالطلب من اليونان عدم السماح لطائرات الشحن العسكرية الروسية بعبور أجوائها.
لكن الروس وجهوا رحلاتهم في نهاية المطاف باتجاه الشرق عن طريق القوقاز، وإيران، والعراق حليف الولايات المتحدة الذي قد يقرر رفض مرور هذه الطائرات.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي الجمعة أن الولايات المتحدة تأمل أن يطرح شركاؤها في المنطقة، بما فيهم العراق "أسئلة حازمة جدا" على الروس بشأن تورطهم في سوريا.
ونفت سوريا من جهتها المعلومات حول تعزيزات روسية واتهمت أجهزة "مخابرات عربية وأجنبية" بنشر معلومات كاذبة.
وتؤكد روسيا انها لم تخف يوما دعمها الجيش السوري بالأسلحة والتدريب "من أجل مكافحة الارهاب"، إلا أنها ترفض الكشف عما تنقله طائراتها إلى سوريا.