كيف يمكن لتكنولوجيا “ثلاثية الأبعاد” حماية ما تبقي من أثار سوريا والعرق؟

بينما يشنّ تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) حرباً على معالم الشرق الأوسط الأثريّة، هل يمكن لعلماء الآثار استخدام التقنيات الحديثة والتقاط صور مجسّمة لهذه المواقع، قبل أن يفوت الأوان؟

عربي بوست
تم النشر: 2015/09/06 الساعة 09:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/09/06 الساعة 09:02 بتوقيت غرينتش

بينما يشنّ تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) حرباً على معالم الشرق الأوسط الأثريّة، هل يمكن لعلماء الآثار استخدام التقنيات الحديثة والتقاط صور مجسّمة لهذه المواقع، قبل أن يفوت الأوان؟

في يونيو/حزيران الماضي، بعد 14 سنة من تفجير حركة طالبان لتماثيل بوذا في أفغانستان، قام زوجان صينيّان بتصميم مجسّمات للتماثيل بالحجم الطبيعي، وعرضها في مكانها الأصلي.

الآن يأمل علماء الآثار في تسجيل تفاصيل المواقع الأثرية في الشرق الأوسط بالتصوير ثلاثي الأبعاد، وإعادة طباعتها وتجميعها إن لحق بها أي دمار، وذلك بحسب ما ذكره موقع ذا دايلي بيست.

بينما تتهاوى المواقع الأثرية في سوريا والعراق تحت قذائف الهاون وانفجارات القنابل، يتسابق علماء الآثار والتقنيون لجمع ما سيمكنهم يوماً من إعادتها إلى الواقع.

ففي الشهور القادمة، سينشرون آلافاً من الكاميرات ثلاثية الأبعاد قليلة التكلفة عالية الجودة، في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

معهد علم الآثار الرقمي تقدّم بمبادرة مشتركة بين جامعتي أوكسفورد وهارفارد– هو مشروع بتكلفة 2.3 مليون دولار لحفظ أهمّ المواقع الأثرية حول العالم رقمياً.

منطقة الشرق الأوسط تعاني من الصراعات التي كانت سببا في تدمير عدد من المناطق الأثرية إحداها مدينة تدمر القديمة، التي كانت يوماً أحد أهم عوامل جذب السيّاح، تحوّلت إلى ساحة قتال في سوريا، بفضل قوات داعش، وكما فجّرت طالبان التماثيل البوذية، فإن الجهاديين يشنّون حملة هائجة لتدمير الثقافة.

وفي وقت سابق دمّر المسلحون تماثيل لا تقدّر بثمن، في متحف الموصل، وأزالوا مدينة "النمرود" التي يناهز عمرها 3 آلاف عام، في العراق.

والآن، بعد تدمير معبد بعل شمين، في مدينة تدمر القديمة، أواخر أغسطس/آب، ازدادت أهمّية مشروع تصوير الآثار وضرورة تنفيذه على عجل.

روجر مايكل، المدير التنفيذي لمعهد علم الآثار الرقمي، قال لـBBC: "علم الآثار الرقمي، من وجهة نظري، هو أفضل الآمال لدينا لحفظ المعمار، والتاريخ الفني لهذه المواقع"

أمضى المعهد 5 سنوات في تطوير المشروع، لكنّه الآن يسرّع من وتيرة عمله، كما قال مايكل، فإن تسجيل هذه الصور ثلاثية الأبعاد هو "سباق مع الزمن".

تتضمن خطة البرنامج إرسال 5000 كاميرا رقمية بحلول نهاية 2015، و5000 أخرى العام القادم.

مؤسسات عدّة وحّدت جهودها لإيقاف الحرب على التاريخ، معهد دراسات العالم القديم التابع لجامعة نيويورك سيساهم في تخزين الصور، التي ستستخدم أيضاً من قبل المحقّقين الموكلين بتتبع الأثريّات المهرّبة من سوريا.

ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا سيتمكّن من طباعة نماذج مصغّرة لهذه المواقع من خلال معمل الطباعة ثلاثية الأبعاد.

اليونسكو من جانبها ستتعاون مع المعهد، والمؤسسات غير الحكومة، والمسئولين المحليين لإيصال الكاميرات إلى الأماكن التي يتعذّر الوصول إليها.

والكاميرا، تكلفتها 30 دولارًا، سهلة الاستخدام وتتوفر مع البطاريات، وكروت التخزين، وتعليمات الاستخدام، ولذا فمن المأمول أن يخرج ذلك المجهود التعاوني بقاعدة بيانات تضمّ أكثر من مليون صورة.

في عام 2013، وضع اليونسكو 6 مواقع أثرية على قائمة أكثر المواقع الأثريّة المهددة في العالم.

من ضمنها قلعة حلب القديمة ذات الـ5 آلاف عام، أما اليمن لديها 3 مواقع مهددة، أفغانستان لديها موقعان، ومصر لديها موقع واحد.

ربّما دُمّر معبد تدمر، لكن عشرات المواقع الأثرية الأخرى ما زالت صامدة، وستظل كذلك حتى تصل إليها الكاميرات.

تحميل المزيد