في الوقت الذي تتداول فيه أنباء عن دخول عسكريون من روسيا ميدان الصراع في سوريا بالقتال إلى جانب القوات الموالية للرئيس بشار الأسد، ورغم نفي موسكو الرسمي لهذه الأنباء، إلا أن تسريب صور جديدة لجنود روس عبر الشبكات الاجتماعية في مدن وبلدات وقرى سورية عديدة، يعيد الفرضية إلى دائرة الضوء.
ونشر موقع by24.org المختص بأخبار روسيا البيضاء (بيلاروسيا) ويديره –بحسب الموقع– صحافيون مستقلون، تقريرا قال فيه إن الجنود الروس ينشرون صورا بشكل واسع من سوريا عبر الشبكات الاجتماعية.
الموقع الذي نشر نحو 40 صورة، قال إن الجنود الروس "برهنوا مجدداً أنهم غير قادرين على حفظ سرية مهامهم، وغير قادرين على كبح هوسهم بالشبكات الاجتماعية.
ويبدو أن الجنود الروس ارتكبوا خطأ تقنيا لدى نشر صورهم بأن تركوا خيار تحديد الموقع فعالا، الأمر الذي كشف موقعهم، هذا فضلا عن الخلفيات في بعض الصور التي تكشف أنها أخذت في سوريا.
وبدأت القصة مع ما نشره المدون الروسي "نيكولاي ماخنو" حول ما كشفه في الموقع الاجتماعي الأشهر باللغة الروسية vk.com -وهو بمثابة "فيسبوك" روسيا- من صور لعشرات الجنود الروس لأنهم لم يلغوا خيار تحديد المواقع الجغرافية تلقائيا عبر الموبايل لدى نشر صورهم على الشبكات الاجتماعية.
الصور التي نشرت على صفحات الجنود الروس لا تمكن من الوصول إلى استنتاجاتٍ حول توزعهم الجغرافي فحسب داخل سوريا، بل تكشف أيضاً حجم تلك القوات. فسابقاً، كان يمكن الحديث عن أخصائيين ومدربين روس مكلفين بتدريب الجيش السوري، لكن الآن تصل إلى وحداتٌ كاملة، بكامل عدتها وعتادها. وتوزعت الصور على عدة جبهات مثل حمص وحماة واللاذقية ودمشق وعين السودا.
وبحسب ذات الصور، بات من السهل الآن وضع تصور لكيفية وصول تلك القوات إلى سوريا؛ فالقسم الأكبر من القوات يأتي عبر البحر، والباقي محمولاً على طائرات. وهكذا يصل جزء من "الفيلق البحري" محمولاً على سفن روسية إلى ميناء طرطوس ثم يتوزع جنوده في اللاذقية، السويداء، حماة وحمص، حيث تدور الآن معارك طاحنة بين الكتائب المعارضة والقوات الموالية للحكومة إلى جانب القوات الروسية تقاتل مع قوات النظام كما توضح الصور.
Фотоподборка "Нас там нет – 2" или российская армия в Сирии. **************************************************Наканун…
Posted by Nikolay Mahno on Friday, September 4, 2015
ورغم أن الصور كثيرة، إلا أنه لم يتسن لـ"عربي بوست" التأكد من صحتها أو التأكد من تاريخ نشرها، خاصة أن العملية لا تزال غير رسمية.
وتناقلت وسائل الإعلام الروسية والعالمية خلال الأيام القليلة الماضية أنباء تتحدث عن دخول القوات الروسية ميدان الصراع في سوريا، ومشاركتها في القتال إلى جانب النظام.
وتشكل هذه الأنباء -في حال ثبوتها- تغيرا نوعيا في طبيعة الدور الروسي تجاه الأزمة السورية.
وأشارت صحيفة "التايمز" البريطانية إلى تقرير عرضته إحدى قنوات التلفزة الحكومية السورية يظهر معارك تخوضها قوات النظام، وقد سُمعت خلالها أوامر عسكرية صادرة باللغة الروسية.
الأصوات المزعومة تظهر بين 02:00 – 02:15 دقيقة
يظهر في التقرير أيضا مدرعات روسية حديثة من طراز أي 82، أدخلتها روسيا الخدمة عام 2013 ولم تكن موسكو قد أرسلتها من قبل إلى سوريا.
وفي وقت لاحق، أفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية نقلا عن مصادر دبلوماسية خاصة لم يُكشف عنها، أن روسيا تنوي إرسال بضعة آلاف من جنودها إلى سوريا، لتوجيه ضربات لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
مستشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشؤون الإعلام، ديمتري بشكوف، نفى هذه المعلومات رسمياً.
لكن سبق أن حدث بشكل متكرر أن جنوداً روس نشروا صورهم في أوكرانيا على الشبكات الاجتماعية، لكن الكرملين واصل بعناد تظاهره بأنه "لا وجود لجنود روس هناك".
ومنذ أن تسربت الصور يتزايد الجدل وتبادل الصور على الشبكات الاجتماعية الروسية، حول جدوى تدخل القوات الروسية في سوريا.