في الوقت الذي تكاد فيه أن تطرق الانتخابات المحلية أبواب المغاربة، حاولت الأحزاب السياسية المغربية تقديم الشباب على رأس لوائحها الانتخابية التي تجري الجمعة 4 سبتمبر/ أيلول المقبل.
وخلال الحملة الانتخابية الجارية في البلاد، أثار انتباه المغاربة حداثة سن مرشحين حيث لم تتجاوز أعمار بعضهم العقد الثاني، بل إن لائحة أحد الأحزاب وضع على رأسها طالب يبلغ من العمر 19سنة.
يذكر أن الفصل 33 من الدستور المغربي ينص أنه على السلطات العمومية "اتخاذ التدابير الملائمة لتوسيع مشاركة الشباب في التنمية الاجتماعية والإقتصادية والثقافية والسياسية للبلاد".
رضا.. من أجل الثقة بالسياسة
رضا الفقير، 19 سنة، اختار أن يدخل غمار السياسة في عمر مبكر جدا، فهو اليوم وكيل لائحة تمثل حزب "الديموقراطيين الجدد" المعارض، عن منطقة الفداء درب السلطان بمدينة الدار البيضاء،وهو أول حزب يؤسس بعد حراك 2011.
يقول رضا في حديثه لـ"عربي بوست" إن "كل أمله أن يمثل الشباب أحسن تمثيل". وعن إمكانية رغبة الحزب استغلال عمره لاستمالة الشباب لا غير، أكد رضا أن الهدف من ترشحه "ليس انتخابيا فقط، بل يسعى إلى مصالحة أبناء جيله مع السياسة"، على حد تعبيره.
ويرى رضا أن ترشح شاب من عمره "يمكن أن يمنح المواطنين نظرة أخرى عن المسؤولين في المغرب، وأن يزيد ثقتهم بالمشهد السياسي في البلاد بصفة عامة".
وعن برنامجه الانتخابي والوعود التي يقدمها لمن يحاول إقناعهم بالتصويت لصالحه، يؤكد رضا أنه لا يعرض برنامج الحزب "بل يفسر إرادته في تحقيق ما يسمح له عمره وطاقته"، مضيفا أن جل اهتمامه هو المنشآت التربوية والترفيهية في منطقته، إلى جانب المشاريع الاجتماعية، "التي ستعود بالنفع على الشباب والأطفال".
المشاركة عوض المتابعة
علي أخراز، 21 سنة، شاب آخر من الذين اختاروا العمل السياسي عوض تتبع الأحداث في البلاد فقط، قرر أن يترشح ضمن لوائح حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، بعدما أمضى داخل الحزب ما يزيد عن 6 سنوات من النضال، على حد قوله.
بخصوص طريقة اختياره ليمثل حزب "العدالة والتنمية" مع أعضاء آخرين في منطقته، أكد علي في تصرح لـ"عربي بوست" أن ذلك حصل "بفضل الديموقراطية الداخلية التي تسود داخل حزب رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران"، مضيفا أن كل من أدرج اسمه في اللائحة الانتخابية "قد حظي بأصوات الأغلبية، والتي اختارت بعد ذلك الوكيل الرئيسي لها بعد جمع عام".
أصغر مرشح
حزب الإستقلال المعارض رشح بدوره تلميذا لا يتجاوز عمره الـ18 ربيعا، حيث اُدرج اسمه في لائحة الحزب بمدينة المحمدية، القريبة من الدار البيضاء.
الشاب زهير الذي انخرط في صفوف حزب الإستقلال منذ سنة ونصف، قبل أن يصبح كاتبا لفرع الشبيبة المدرسية التابعة للحزب في مدينته، يقول إن ترشيحه "جاء بتزكية من القيادات التي تثق فيه وفي قدراته، بسبب انضباطه ".
عن برنامجه الإنتخابي، يؤكد أصغر مرشح للانتخابات المحلية بالمغرب، أنه يهدف إلى مساعدة الشباب والأطفال، "من خلال تقديم حلول لمشاكلهم".
توفيق احجيرة، رئيس اللجنة المركزية للانتخابات بحزب الإستقلال، قال في ندوة بالرباط قبل أكثر من أسبوع، إن حزبه "يعمل على تشبيب طاقاته، وهو أمر انعكس على لوائحه، التي وصلت نسبة تمثيلية الشباب فيها خلال هذه الانتخابات إلى 37٪".
ملء للفراغ فقط
من وجهة نظر محمد بودن، المحلل السياسي المغربي، فإن "الأحزاب غير القادرة على استقطاب محترفي الانتخابات، هي التي تلجأ للشباب".
وأوضح محمد بودن، في تصريح لـ"عربي بوست" أن هذا يظهر على مستوى اللوائح الانتخابية، مؤكدا أن "معظم لوائح الأحزاب الكبرى، في المناطق الاستراتيجية، متوسط أعمارها متقدم سواء على مستوى الجهة أو الجماعة، ويبقى اللجوء للشباب، غالبا ما يتم في حالة عدم توفر حزب على حضور قوي في المنطقة".
المحلل السياسي الشاب أضاف أن أمر "تشبيب سن الترشح الانتخابي، مسألة تأتي بعد إنهاء عملية التنشئة والتأطير، ومواكبة من يريد تولي مهام سياسية"، وهو ما أسماه "الكوتشينغ السياسي".