تظاهر مئات اللاجئين الغاضبين الثلاثاء 1 سبتمبر/ أيلول 2015 أمام محطة للقطارات في العاصمة المجرية بودابست مطالبين بالسماح لهم بالسفر إلى ألمانيا فيما توشك قواعد أوروبية خاصة بطلب اللجوء على الانهيار تحت وطأة موجة هجرة لم يسبق لها مثيل.
ولوح نحو 1000 لاجئ أغلبهم سوريون، بتذاكر القطارات التي معهم وأخذوا يصفقون ويصرخون "ألمانيا .. ألمانيا" خارج المحطة. وجلسوا فيما بعد وهم يحدقون في حاجز أقامته الشرطة عند المدخل.
وأغلقت السلطات المجرية محطة القطارات بالكامل ثم أعادت فتحها لكنها منعت اللاجئين من الدخول.
في الوقت نفسه احتشد نحو 100 من أفراد الشرطة وهم يحملون الهراوات ويلبسون الخوذات لحراسة المحطة، وأجبروا عشرات اللاجئين الذين كانوا بالمحطة على الخروج.
قرار مخالف
ويعد قرار منع اللاجئين من ركوب القطارات المتجهة غربا يخالف ما حدث الاثنين عندما سمحت المجر والنمسا لقطارات مكدسة بالمهاجرين الذين لا يحملون وثائق بالذهاب إلى ألمانيا في انتهاك لقواعد أصدرها الاتحاد الأوروبي ولا تملك الدولتان سلطات كثيرة لتطبيقها.
وأربك وصول مئات الآلاف من المهاجرين أوروبا التي عززت ضوابط السفر على الحدود بين 26 من دول منطقة شنجن لكنها تلزم طالبي اللجوء بالبقاء في الدولة التي وصلوا إليها في بادئ الأمر إلى أن يتم النظر في طلباتهم.
وتصل الأغلبية العظمى من اللاجئين الفارين من العنف أو الفقر إلى الأطراف الجنوبية والشرقية لأوروبا في البداية لكنهم يسعون للجوء إلى دول أغنى وأكثر كرما شمالا وغربا.
المجر تعتبر نقطة عبور برية رئيسية من الشرق الأوسط وافريقيا وصولا إلى ألمانيا مرورا باليونان ودول البلقان.
ومنذ مطلع العام 2015 عبر أكثر من 140 ألف شخص الحدود بين صربيا والمجر.
ويرغب الزعماء الأوروبيون أن يبذل الاتحاد الأوروبي مزيدا من الجهود لتنظيم طوفان اللاجئين الذي لم يسبق له مثيل والمساعدة في التفرقة بين من يستحقون اللجوء وبين من يمكن إعادتهم إلى مسقط رأسهم بسلام والمشاركة في تحمل عبء استقبالهم في الدول الأعضاء البالغ عددها 28 دولة.
توزيع عادل للاجئين
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنه يجب أن يكون هناك توزيع عادل للاجئين الذين يحملون طلبات لجوء سليمة في دول الاتحاد الأوروبي وفقا لقدرتها على استضافتهم.
وأضافت في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي "بالنسبة لهؤلاء اللاجئين المعرضين للاضطهاد أو الفارين من الحرب يجب أن يكون هناك توزيع عادل في أوروبا وفقا للقوة الاقتصادية والانتاجية وحجم كل دولة."
وحتى الآن لا توجد آلية لتوزيع اللاجئين أو تطبيق ما يعرف باسم "قواعد دبلن" التي تلزم طالبي اللجوء بتقديم طلباتهم في أول دولة عضو في الاتحاد يصلون إليها.
وقالت برلين إن قواعد دبلن لا تزال سارية.
ومن جانبه قال متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية "من يصل إلى المجر يجب أن يسجل هناك ويمر بإجراءات طلب اللجوء هناك."
إعانات اجتماعية إضافية
وقالت وزيرة العمل الألمانية أندريا ناليس إن تدفق اللاجئين والمهاجرين يعني أن ما يتراوح بين 240 ألفا و460 ألفا سيحق لهم الحصول على الإعانات الاجتماعية في ألمانيا العام المقبل مما سيكلف الحكومة 3.3 مليار يورو.
وبالنسبة للمجر أول نقطة لدخول الاتحاد الأوروبي من دول البلقان فإن الأزمة دفعت الحكومة إلى تعزيز الحدود بأسلاك شائكة ونشر الآلاف من قوات الشرطة الإضافية.
وردا على سؤال عن سبب إغلاق محطة السكك الحديدية قال زولتان كوفاكس المتحدث باسم حكومة المجر إن بلاده تحاول تطبيق قانون الاتحاد الأوروبي الذي يلزم كل من يرغب في التنقل بين دول الاتحاد الأوروبي بحمل جواز سفر صالح للاستخدام وتأشيرة سفر شنجن.
وقالت مرح وهي سورية من مدينة حلب تبلغ من العمر 20 عاما إن أسرتها اشترت ست تذاكر لقطار كان من المقرر أن يغادر إلى فيينا في الساعة التاسعة صباحا اليوم.
وأضافت "عليهم إيجاد حل. نحن بالآلاف هنا. إلى أين نذهب؟"
وأحدثت الأزمة استقطابا في أوروبا التي تلتزم من ناحية بمبدأ توفير الملجأ للأشخاص المعرضين للخطر لكن من ناحية أخرى هناك قطاع عريض من الرأي العام فيها يرى في الهجرة سببا لتدني الأجور وإضعاف الثقافات الوطنية.