فيما يشبه العثور على كنز، أعلنت الحكومة المصرية وشركة إيني الإيطالية الأحد 30 أغسطس / آب 2015 اكتشاف ما قد يصبح واحداً من أكبر حقول الغاز الطبيعي في العالم، في المياه الاقليمية المصرية في البحر المتوسط، ليساعد في تلبية احتياجات مصر من الغاز بعد 4 سنوات.
الشركة أعلنت في بيان صحفي أن الكشف الجديد يتضمن احتياطيات تقدر بنحو 30 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي (تعادل حوالي 5.5 مليار برميل من المكافئ النفطي).
الحقل الذي أطلق عليه "ظهر" ويبعد 190 كيلو متر عن السواحل المصرية، يغطي مساحة تصل إلى 100 كيلومتر مربع، ويتراوح عمقه ما بين 1450 و4131 مترا.
وهو ثاني كشف هام في حوض البحر المتوسط بعد اكتشاف حقل ضخم هذا العام في إسرائيل، والكشفان سيؤديان إلى تغييرات في سيناريوهات امداد الطاقة في كل من الشرق الأوسط واوروبا، وقالت شركة يني إنه قادر على "تلبية احتياجات مصر من الغاز الطبيعي لعقود"، لكنها اوضحت ان عمليات تطوير الكشف ستستغرق نحو اربع سنوات لتبدأ بتلبية احتياجات السوق المحلي.
وتعد شركة ايني المملوكة للحكومة الإيطالية، أكبر منتج أجنبي للطاقة في إفريقيا وتعمل في مصر منذ 60 عاماً، وقد وقعت في يونيو/ حزيران الماضي، اتفاقاً مع وزارة البترول المصرية قيمته مليارا دولار وذلك عقب توقيع مذكرة تفاهم في مارس/ أذار تتيح لها التنقيب في سيناء وخليج السويس والبحر المتوسط ومناطق في الدلتا.
وقال وزير البترول المصري شريف إسماعيل "إن اكتشاف الحقل يفتح آفاقا جديدة لاكتشافات أخرى، ويسهم في جذب المزيد من الاستثمارات، لتكثيف عمليات البحث، لدعم الاحتياطيات، وزيادة معدلات الإنتاج، لتأمين احتياجات البلاد من المنتجات البترولية والغاز الطبيعي".
والسبت، التقى كلاوديو دِسكالزي، المدير التنفيذي لشركة "إيني" الإيطالية بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لاطلاعه على هذا "النجاح الهام" حسب ما افادت الشركة في بيانها.
وتحاول مصر التي تعاني من وضع اقتصادي متدهور منذ الثورة التي اطاحت مبارك في العام 2011 اجتذاب استثمارات اجنبية لتنشيط اقتصادها خاصة في مجال الاكتشافات البترولية.
وعانت مصر خلال السنوات القليلة الماضية من انقطاعات طويلة في خدمة الكهرباء خاصة في فصل الصيف وهي تعمل على تعديل عدد كبير من محطات الكهرباء لتعمل بالغاز الطبيعي عوضا عن المازوت.
وفي تناوله للإعلان عن الكشف الجديد، ذكر موقع قناة I24 الإسرائيلي أن شركة بريتيش بتروليوم BP عملاق صناعة الطاقة كانت أيضا قد أعلنت في مارس الماضي عن خطط لاستثمار نحو 12 مليار دولار للتنقيب عن حقول الغاز في المياه الإقليمية المصرية بالتعاون مع الشريك الروسي DEA وذلك رغم التردي العالمي لأسعار النفط.
ونقلت عن الشركة قولها إن استثماراتها في منطقة غرب دلتا النيل تهدف إلى توفير ٥ تريليونات قدم مربع من موارد الغاز متوقعة بدء الانتاج في عام 2017.
وذكر الموقع أن وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز كان قد أصدر تعليقا على ذلك الإعلان في حينه قال فيه إن تلك الاكتشافات "تعد تذكيرا مؤلما بأننا نضيع الوقت (في إسرائيل) فيما تتغير الأوضاع من حولنا".
وفي وقت مبكر من أغسطس، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتينياهو عن اتفاقات كبرى بين حكومته ومجموعة من شركات الطاقة من بينها شركة نوبل الأمريكية لإنتاج الغاز من حقول البحر المتوسط معلنا أنها ستدر على مواطني إسرائيل مليارات الشواكل خلال السنوات القادمة (الشيكل يساوي $0.26