انتقد محمد عبد القدوس عضو المجلس القومي لحقوق الانسان في مصر التقرير الذي اصدره المجلس حول اوضاع سجن العقرب معتبرا انه جاء مختلفا للواقع ويحوي مغالطات كثيرة راصدا 6 ملاحظات على التقرير.
عبد القدوس الذي ظهر اسمه على التقرير قال إنه اعتذر عن حضور المؤتمر الصحفي الذي دعا إليه المجلس التقديم التقرير الخاص بزيارة سجن "العقرب" لأن له وجهة نظر مخالفة حول ما جاء في التقرير وملاحظات عدة ذكرها علي النحو التالي:-
1- ابلغنا المجلس القومي لحقوق الانسان بالاستعداد لزيارة سجن ابوزعبل يوم الاربعاء 26 اغسطس الماضي الموافق 11 ذو القعدة وقبل الانطلاق بدقائق قال لنا السيد رئيس المجلس ان الزيارة ستكون لسجن العقرب وكنا قد طلبنا زيارته اكثر من مرة ،لكن الرد كان دوما "ممنوع لأسباب امنية".
وعندما انطلقنا الي هناك كان واضحا جدا ان سجن العقرب تم اعداده تماما استعدادا لزيارة وفد حقوق الانسان، وهو تقليد قديم معروف في السجون بأن تأخذ زينتها وتتجمل عند علمها بزيارة مسئول او تفتيش او وفد حقوقي. وظهر واضحا جدا في مطبخ السجن، "فأنا رد سجون" ،واعلم تماما طعام السجن المقدم، لكن ما شاهدناه طعام فاخر وأكل لذيذ لا يوجد إلا في الفنادق الكبري ولا يعقل أن يوجد داخل أي سجن.
2- قدمت إدارة السجن للوفد عدة تقارير تتعلق بالرعاية الصحية للسجناء والجدير بالذكر أن هناك عدة سجناء ماتوا في المستشفيات بعد نقلهم من سجن العقرب لسوء حالتهم الصحية منهم المرحوم فريد اسماعيل والمرحوم عصام دربالة وعيرهم. ولفت نظري عند فحص ملفات الرعاية الصحية للسجناء التقارير الخاصة ب"خيرت الشاطر" حيث تم ابلاغنا بان الاشعة التي اجريت له في مستشفى خاص تكلفت 35 الف جنيه وهو رقم مبالغ فيه جدا ولا يصدقه عقل.
3- الامانات او "لكانتين" ما اعلمه انها كانت مغلقة لعدة اشهر ولكن ادارة السجن نفت ذلك وقالت ان احد السجناء ولم تذكر اسمه قام بسحب اشياء من "الكانتين" بمبلغ سبعة الاف جنيه ،وهو مبلغ خيالي لا يعقل ان يقوم به شخص بمفرده! بل يمكن ان تصدقه اذا اخبروك ان مجموعة من السجناء هي التي فعلت ذلك، اما واحد لوحده فهذا مستحيل، ويعني انه اشتري البضائع كلها لحسابه!!.
4- الزيارات: تلقطت شكاوي عدة من اسر سجناء الرأي بان باب الزيارة كان مغلقا طيلة الاشهر الماضية، خاصة بعد اغتيال النائب العام وابلغت المجلس بذلك، وكان هناك تلاعبا واضحا يتمثل في اخذ تصريح الزيارة واثباتها في دفاتر السجن ثم منع العائلة صاحبة التصريح من الدخول فيبدو وكأن الزيارة قد تمت ! لكن ادارة السجن نفت تماما ان يكون هناك منعا في اي وقت للزيارات وهذا يتنافى مع الواقع! وقدموا لنا ما يثبت قيام اسرة احد السجناء بزيارته ولم تذكر اسمه. وما اعلمه انه قبل ايام تم فتح باب الزيارة رسميا من جديد ولا تتجاوز بضعة دقائق وخلف ساتر زجاجي ويمنع سلام الاطفال او ادخال اطعمة وهي ذات الشكاوي التي كانت موجودة قبل اغلاق الزيارة منذ اشهر وابلغت بها المجلس.
5- مصيبة المحاكمات: ابلغنا القيادي بجماعة الاخوان احمد ابوبركة بأن هناك مصيبة اكبر من سوء المعاملة بالسجون وتتمثل في المحاكمات الظالمة وفبركة الاتهامات ووضع هؤلاء الذين تتم محاكمتهم في اقفاص زجاجية لا يسمعون شيئا مما يدور في الجلسة.
6- التعذيب: معلوماتي تؤكد وجود تعذيب في مقرات امن الدولة والدليل علي ذلك الاختفاء القسري حيث يوجد الضحية في امن الدولة يتعرض للبهدلة، وكذلك تلقي المجلس القومي لحقوق الانسان شكاوي عدة من تعذيب وسوء معاملة في بعض اقسام الشرطة، اما داخل السجون وفي سجن العقرب فلم يثبت وجود تعذيب بدني علي السجناء، والثلاثة الذين قابلناهم عند الزيارة لم يكن عليهم اي اثار لذلك ولم يتحدثوا معنا عن وجود حالات من التعذيب داخل السجن.
واخيرا فإنني اطلب معاملة سجناء الرأي بذات الطريقة التي يتعامل بها مع معظم الجنائيين حيث السجون تضمهم وحدهم بصورة محترمة ويراعي فيها حقوق الانسان بعكس الاماكن المحتجز فيها السياسيين وعليها ملاحظات عدة. وقد ادهشني مدير مصلحة السجون ومعي كل الحاضرين عندما قال: عندما يشكو هؤلاء السجناء فهذا معناه انني ناجح في عملي!!.
وفي انتظار وعد وزارة الداخلية بتحسين احوال سجن العقرب سواء فيما يتعلق بمعاملة الاهالي او الزنازين ومزيدا من الرعاية للسجناء.