لم تقف المشاكل الأمنية في اليمن والقريبة من الشريط الحدودي الجنوبي في السعودية أمام طلاب مدارس تلك المناطق من متابعة تعليمهم، حيث وجد المسؤولون في كل من جازان وعسير ونجران وسراة عبيدة في التعليم الافتراضي حلاً للحفاظ على أمن وسلامة الطلاب.
فصول الكترونية وصفوف افتراضية!
أكثر من 31 ألف طالب وطالبة في مدارس الشريط الحدودي هم اليوم جزءاً من عملية تعليمية افتراضية تتيح لهم متابعة تعليمهم من جهة والحفاظ على سلامتهم من جهة أخرى، وحول ذلك يقول يحيى عطيف المتحدث الرسمي في التعليم بجازان لـ "عربي بوست" تم "إدراج فصول افتراضية وهي عبارة عن غرف الكترونية يلتقي فيها الطلاب بمعلميهم وفق جداول محددة لتلقي العلوم والمهارات، وذلك باستخدام مجموعة من الأدوات المساعدة للتعلم كالمحادثة الكتابية والصوتية والمرئية".
وأضاف "عطيف" أنّ عدد المدارس المشمولة بالبدائل التعليمية في جازان هي 147 موزعة بين 83 بنين، و64 بنات، وقد تلقى مجموعة من المعلمين التدريب على هذا النمط من التعليم لخلق تواصل وتفاعل مع الطلاب تماماً وكأنهم في صف دراسي.
ولا يتوقف أمر البدائل التدريس عند الغرف الافتراضية بل أيضاً تم إطلاق نحو 12 قناة تعليمية بهدف تحقيق استمرارية العملية التعليمية في حال واجهت المنطقة عقبات في توفير التغطية للإنترنت، وتغطي هذه القنوات كافة المراحل الدراسية يقدّمها مدرسون من مختلف إدارات التعليم في المملكة.
10 مدارس ذكية
تسير العملية الدراسية في المدرسة الافتراضية تماماً كما الصف الدراسي، واجبات ومنهاج دراسي وامتحانات، هذا الأمر الذي أكده ناصر المنيع المدير العام للتعليم في نجران لـ "عربي بوست" حيث قال "يتم تنفيذ الواجبات المدرسية عبر بوابة الإدارة وبالتنسيق والمتابعة مع مديري المدارس التابعين لها"، مشيراً إلى أن تعليم نجران وبعد عقد اجتماعات عدة للجنة الاستعداد المدرسي أطلقت 10 مدارس ذكية تبدأ عملها في مدارس النطاق الأحمر في نجران، وهي تغطي جميع المراحل الدراسية بما فيها الصفوف الأولية التي كانت تمثل عقبة نحو التعلم عن بعد في الخطة البديلة التي أعلنتها الإدارات التعليمية في الحد الجنوبي.
وسبق أن أقيمت ورش عمل عن التعليم الإلكتروني لمديري ومديرات الإدارات والأقسام والمشرفين والمشرفات التربويات، والتحدّث خلالها عن التعريف والمميزات، وأشكال استخدام التعليم الإلكتروني، وأنواعه، وأهميته للطلاب والمعلمين والمؤسسة التعليمية، وما أنجزته الوزارة في شأن مبادرة الفصول الافتراضية لمدارس الحد الجنوبي، ودليل استخدام برنامج WiZiQ، وكيفية العمل عليه، ودور الإدارات والمدارس في ذلك، وتطرقت للبدائل التعليمية الأخرى المتاحة للطلاب والطالبات.
هل المعلمون مؤهلون؟!
السؤال الذي ردده عدد من سكان الحد الجنوبي هل سينجح المعلمون في إيصال المعلومة عن بعد، وهل سيكون المعلمون والمعلمات على قدر كاف من المعرفة والتدريب لتسهيل التعامل مع الطلبة وإيصال المعلومات لهم بطريقة سهلة وغير معقدة؟!.
وعن ذلك تقول "فاطمة حاتم" معلمة في الصفوف الافتراضية "نأمل أن تكون المدارس جيدة ومفيدة للطرفين، وخاصة أننا في الآونة الأخيرة أمرا مرعباً لما نسمعه من أصوات انفجارات قريبة تجعلنا نعيش برعب وخوف وعدم القدرة لا على التدريس أو التعلم".