وصف الكاتب الصحفي المصري فهمي هويدي مستقبل مصر بأنه "مرتبك"، بسبب انشغال المؤسسة العسكرية بالداخل أكثر من حماية الحدود، وانتشار الإرهاب وتقلص سقف الحريات، وكذلك الضعف الشديد للإقتصاد إضافة إلى حالة الانسداد السياسي وتدخل العديد من الدول في الشؤون الداخلية لمصر، وخاصة دول الخليج.
هويدي اعتبر في حوار مع "عربي بوست أن "مشروع قناة السويس الجديدة في 5 أغسطس/ آب 2015، "مشروعا هاما"، داعيا الحكومة الحالية للحرص على أن تقوم بمشروعات حقيقية تمس المواطن البسيط كالصحة والتعليم والاهتمام بالبنية التحتية، والابتعاد عن "الإبهار العام" و"الفرقعة الإعلامية الكبيرة".
ولخص هويدي مشاكل مصر الداخلية بأنها تدور حول هيمنة المؤسسة العسكرية على الحياة السياسية، وهبوط سقف الحريات، والإفراط التشريعي حيث أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرابة 300 قانون في عام واحد، فضلاً عن التعامل "الأمني" لا "السياسي" مع الإرهاب.
واعتبر أن الاتفاق النووي الإيراني أحدث أزمة في منطقة الخليج وتأثيره على العالم العربي كبير وليس على السعودية وحدها لأنه يطرح معادلة جديدة.
وفيما يلي تفاصيل الحوار:
كيف ترى مستقبل مصر في ظل الظروف الراهنة وحالة الاحتقان السياسي التي سيطرت على الوضع وانتقال الإرهاب من سيناء للقاهرة؟
في رأيي أن المستقبل في مصر مرتبك، فهو مرتبط بعدة عوامل منها قضية الحريات والديمقراطية حيث أصبح المناخ غير مواكب الآن لممارستها، أيضا قضية الإرهاب أصبحت متفاقمة وخارج السيطرة، وأفرق هنا بين العمليات التي تتم في سيناء وتلك التي تتم في القاهرة فما يحدث في سيناء يمكن وصفه بأنه إرهاب أما عمليات القاهرة فيمكن أن يوصف من يقوم بها بأنهم هواة.
وهل العمليات العسكرية للقضاء على إرهاب سيناء نجحت في رأيك؟
لا أظن أنها نجحت فالوضع في سيناء يتفاقم ولذا أرى أنه يحتاج إلى إعادة نظر سياسيا قبل أن يكون أمنياً أو عسكرياً.
وما هو الحل السياسي للقضاء على الإرهاب في سيناء في رأيك؟
هناك أشياء متعلقة بتنمية سيناء وأخرى متعلقة بكيفية التواصل مع القبائل هناك ولابد أيضاً من الالتزام بالقانون والدستور حال تنفيذ العمليات العسكرية بسيناء بمعنى أن الإبادة والتدمير وإخلاء رفح وما إلى ذلك، هذا لا يجوز، فلابد أن نفكر عندما نتخذ قراراً بمداهمة أوكار الإرهابيين بسيناء أن هناك من هم غير إرهابيين يعيشون على أرضهم بسلام، فوضع الجميع في سلة واحدة دون الأخذ في الاعتبار ما سيعانيه هؤلاء من دمار وخراب وتدمير لمنازلهم وزراعتهم ومواشيهم وما إلى ذلك غير جائز.
ملف تنمية سيناء "تاريخي"؛ فالحكومات المتتالية عجزت عن تحقيق التنمية المرجوة، ما أسباب ذلك؟
في رأيي أن أيا من تلك الحكومات لم تعكف على تقديم دراسات أو مشروعات حقيقية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، ولم تستطع احتواء شبابها العاطل بتوفير فرص عمل لهم، وبالتالي بقي الوضع على ما هو عليه منذ عدة عقود.
ما هو تقييمك لحكم السيسي داخلياً وخارجياً بعد مرور عام على حكمه؟
من الناحية العملية يصعب أن يقيم وضع بلد متخم بالمشكلات خلال سنة فقط من الحكم، ففترة عام لا تسمح بتقييم موضوعي للتجربة، هذا أولاً.. الأمر الآخر أنه خلال هذا العام قضية الحريات أصبحت مثار جدل بعد أن هبط سقف الحريات إلى حد ما، إضافة إلى حدوث إفراط في إصدار تشريعات وقوانين جديدة تجاوزت 300 قانون. الأمر الثالث أن قضية الإرهاب هيمنت على الفضاء الداخلي وتم التعامل معها بأسلوب أمني وليس سياسيا بمعنى أن القرار طوال الوقت كان أمنياً باستمرار، ولم يحدث أي تفاعل سياسي أو حوار مجتمعي مع قوى سياسية أو حتى مع فصائل الإسلام السياسي.
أيضاً هناك توسع شديد في أنشطة المؤسسة العسكرية إذ أصبحت مشغولة بالداخل أكثر من انشغالها بقضيتها الأساسية وهي حماية الحدود؛ كافة المشروعات الداخلية تتم حالياً برعاية المؤسسة العسكرية لذا أصبح لها دور أكبر مما يجب أن يكون منوطاً بها.. هذا كله بالنسبة للداخل.
أما خارجياً، فكان واضحاً استمرار التفاعل والعلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وتغليب التفاهم مع إسرائيل في اتفاقية السلام، وللأسف فإن الاشتباك مع حماس أخذ منحى كبيراً لدرجة أنه عرض على المحاكم الدولية قضية اعتبار حماس أو كتائب القسام حركة إرهابية في حين أن الإرهاب الحقيقي هو الذي تمارسه إسرائيل.
أيضاً نفوذ الدول العربية والخليجية وتدخلهم في السياسة المصرية كان كبيراً إلى حد ملحوظ وهذا بسبب الأزمة الاقتصادية التي اضطرت مصر إلى أن تقيم علاقة خاصة مع بعض الدول العربية كالسعودية ظهر هذا واضحاً في "اتفاق القاهرة" الذي جرى مؤخراً أيضاً اضطرت مصر أن تحدث نوعاً من التميزات في العلاقات مع دول خليجية.
هل تتوقع أن يتم تنفيذ حكم الإعدام على الرئيس السابق محمد مرسى والمرشد العام وقيادات الجماعة قريبا؟
عندما سئل الرئيس السيسي في الموضوع قال إن "لكل حادث حديث"، وكأنه بهذه الجملة فتح الباب لمختلف الاحتمالات، فهذه المسألة متوقفة على قرار القيادة السياسية ولا أعرف كيف تفكر القيادة السياسية، وهذا الأمر متروك للقضاء وهذا ما قاله الرئيس السيسي خلال زيارته لألمانيا مؤخراً.
وهل تتوقع حال تنفيذ تلك الإعدامات تعرض مصر لموجة عنف وإرهاب جديدة؟
المسألة لا تتعلق بمرسي ومرشد الإخوان أظن أن الإعدامات التي وافق عليها المفتي 500 تقريباً تنتظر مراحل أخرى للتقاضي خاصة إذا رفع الأمر للنقض علماً بأن النقض ألغى بعض الأحكام الصادرة في هذه القضايا طبقا لتحريات الأمن الوطني، والمحكمة الدستورية العليا لا تعتبر تحريات الأمن الوطني سندا كافيا في الاستدلال القانوني وبالتالي المسألة معقدة وأعتقد أنه ليس هناك مصلحة لأحد في إغراق البلاد في مزيد من الدماء، فهذا العنف من الممكن أن يكون له صدى سيء لدى شرائح الشباب والمجتمع المصري.
ما تقييمك لحكومة محلب وأدائها؟
حكومة محلب تواجه عدة تحديات فهي تقوم بجهد ميداني كبير في الميدان وهناك تركة ثقيلة من المشكلات والأزمات تحاول التصدي لها ولكن الثغرة الأساسية التي تواجهها أن هذا الجهد الذي يبذل يتم في غياب رؤية سياسية ناضجة وفي غياب رقابة مجتمعية فحتى الآن لا يوجد مجلس تشريعي يراقبها فمن يحاسب الحكومة الآن؟ وما هي الرؤية السياسية التي من المفترض أن تعمل في ضوئها الحكومة؟ ومن يضعها؟ وبالتالي فهم يخوضون معركة في إصلاح التركة المتفاقمة بالمشكلات ولكن في غياب رؤية سياسية ورقابة مجتمعية وهذا يشكل مشكلة كبرى لها.
لماذا لم تتم الانتخابات البرلمانية حتى الآن في رأيك؟
هذا جزء من أزمة الديمقراطية في البلاد فلا يعرف طبيعة الرؤية السياسية وهناك تذرع بقضية الإرهاب التي فرضت نفسها على الوضع الداخلي فى مصر.
هل تتلقي اتصالات من الحكومة المصرية أو أجهزتها عندما تكتب مقالاً تنتقد و تعارض فيه قراراً من قراراتها؟
لا يحدث هذا بشكل مباشر فلا تأتيني اتصالات ولكن هناك رسائل غير مباشرة قد تمثل ضغوطاً أو إشارات إلى شيء ما، لكنها لا تتحول بالنسبة لي إلى قرارت يجب أن أعمل بها.
هل صحيح إنك تعرضت لتهديد بالقتل بسبب ما تكتبه؟ وما حقيقة منعك من السفر؟
لم أتلق أي تهديد بالقتل ولم أسمع به، أما المنع من السفر فتفسيري بأنه لضيق أجنحة المؤسسة الأمنية وطرق معالجتها للأمور وهذا الأمر تمت معالجته من خلال اتصال جرى بين رئيس الوزراء ووزير الداخلية، وتم رفع هذا الحظر حيث إنني سافرت بالفعل لخارج البلاد عدة مرات بعد قرار المنع وبالتالي يفترض أن القرار لم يعد له وجود أو أرجو هذا على الأقل.
اللواء فاروق المقرحي مساعد وزير الخارجية الأسبق قال في تصريح أخير إنه يتوقع تنفيذ قوائم خاصة باغتيالات تضم إعلاميين وكتاب لإحداث فرقعة إخوانية وأنه "من الممكن أن يتم اختيار شخصية عامة أو سياسية غير مؤيدة للنظام مثل فهمي هويدي" فما تعليقك؟
هذا استنتاج لا أعرف إذا كان بناه على معلومات أو أنه مجرد تقدير شخصي من الممكن أن يكون من وحى خياله أم أن لديه معلومات تؤكد ما قاله.. وهذا أشك فيه كثيراً وعليه أن يقدم دلائل على صحة كلامه وأظن أنه طرح فكرة دون مسوغات أو دلائل.
كيف ترى مستقبل "حرية الصحافة" الآن في مصر والعالم العربي؟
حرية الصحافة مرتبطة بحالة الديمقراطية داخل المجتمع وفى النموذج المصري والعربي وطالما هناك أزمة ديمقراطية فهناك أزمة في حرية الصحافة، كذلك حرية الصحافة مرتبطة بتنامي نفوذ القطاع الخاص وتنامي نفوذ الدول العربية صاحبة المصلحة في صراعها مع القوى السياسية الأخرى في المنطقة.. فإذا كان مستقبل الديمقراطية مظلماً، فأظن أن مستقبل حرية الصحافة أيضاً مظلم.
في رأيك متى يعتزل الصحفي الصحافة؟
إذا تمت مصادرة رأيه ومنع من الكتابة بحرية أو حين يفرض عليه ذلك أو عندما يجد أنه ليس لديه ما يقوله للمجتمع أو حين يعجز أن يعبر عن نفسه كمنبر وكضمير للمجتمع فعليه في هذه الحالة أن يتوقف حتى لا يخون قضيته الأساسية.
ما رأيك في قانون الإرهاب الجديد وبعض القوانين الأخرى التي لاقت رفضاً كقانوني الانتخابات والتظاهر؟
هذه القوانين تمثل جزءاً من المشكلة وتلك الأزمة السياسية التي نعيشها الآن في ظل غياب الديمقراطية وانخفاض سقف الحريات بشكل ملحوظ. فهذه القوانين مطعون عليها دستورياً فالدستور يؤيد فكرة التظاهر السلمي بل ويعتبره حقاً مشروعاً إلا أن هذه القوانين صدرت في غيبة من الديمقراطية، وعدم وجود مشاركة مجتمعية أو حوار مجتمعي يسبق إصدارها، لذا أصبحت مثار جدل، وانتقاداً من القوى السياسية والمنظمات الحقوقية.
أما قانون الإرهاب فهناك فصل في قانون العقوبات تتحدث بنوده عن الإرهاب لذا فلسنا بحاجة إلى قانون جديد للإرهاب بقدر حاجتنا إلى نظرة سياسية ناضجة.
وماذا عن بعض المشروعات الكبرى كمشروع "قناة السويس الجديدة"؟
الحكومة حرصت على أن تقوم بمشروعات تعمل على إحداث "رنين" فانشغلت بالإبهار العام والفرقعة الإعلامية الكبيرة عن مشاكل الحقيقية التي تمس المواطن البسيط كالصحة والتعليم والاهتمام بالبنية التحتية.
فهو مشروع هام ولكني لا أحب التهليل المبالغ فيه، فالعبرة بالنتائج ولا أنتقده أيضاً دون أسانيد، فالعبرة بالنتائج، وعامل الوقت هنا هو الحاسم وإننا يجب ألا نساق وراء فرقعة إعلامية فعلينا أن ننتظر حتى نرى ما سيترتب على ذلك المشروع من استثمارات وعوائد قد تبلغ المائة مليار دولار كما تردد، وهذا طموح جيد نرجو أن تثبت الأيام صحته، فعلينا ألا نفرح ونهلل بل نقول دعونا لنرى النتائج على أرض الواقع. ولعلنا نتذكر "مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي" وما تم خلاله من اتفاقات عديدة وما أعلن عن تدفقه من مئات المليارات، كما أعلنت الحكومة المصرية آنذاك، ولكننا لم نر شيئاً على أرض الواقع.
هل ترى أن الحكومة فشلت في معالجة أزمة سد النهضة؟
هناك خلافات عديدة حول هذا الملف وطرق معالجته وأرى أن التفاهمات بدأت متأخرة جداً، فالجانب الأثيوبي بدا مندفعاً نحو تنفيذ المشروع في حين أن الحكومة المصرية تهدئ، وما زالت تنتظر رأي مكتبين استشاريين، أحدهما فرنسي والآخر هولندي وتقييمهم لمدى تأثير هذا السد على حصة مصر من المياه، وفي الوقت ذاته قال وزير الري إن ملف سد النهضة "معقد".
فمصر تسعى للحفاظ على حصتها من المياه التي تبلغ 147 مليار متر مكعب ولا تأمل في أية زيادة مستقبلية لحصتها.
البعض في دول الخليج يتهمك بأنك إيراني الهوى ولهذا هاجمت أبوظبي في مقالات عدة لك فما ردك على تلك الاتهامات؟
بداية أنا لم أهاجم أبوظبي ولكني قدمت عدة ملاحظات على مسألة معينة اعتبرها البعض هجوماً على دولة الإمارات، فقد تحدثت عن موضوع داخلي يتعلق ببعض الأنشطة التي تمارسها دولة الإمارات منها اتفاق تم بين أبوظبي وبين وزارة الخارجية الأمريكية لإقامة موقع لمواجهة الفكر الإرهابي المتطرف، ورأيي أن أبوظبي ليست مسؤولة عن معالجة مشكلة الإرهاب لأنها لا تعاني منه، وليس لديها إرهاب ولا تعاني من التطرف الديني.
تحدثت أيضا عن بعض الأنشطة التي تمارسها أبو ظبي تجاه بعض القضايا العامة كمبادراتها بتمويل مراكز بحثية تابعة لها لبعض الدول العربية مثل مصر ومراكز أخرى في أوروبا وهذا كان مجرد رأي صوره البعض هجوماً على أبوظبي، أما الاتهام بكوني إيراني الهوى فهذا كلام لا يستحق الرد عليه.
ولماذا إذن تعارض عاصفة الحزم؟
لم أعترض عليها ولكن اعتراضي بالدرجة الأولى على انقلاب الحوثيين، وعلى الدمار والخراب الذي أحدثته عاصفة الحزم في اليمن فانتقادي كان لما أحدثته تلك العاصفة من خسائر كبيرة وانهيار للبنية التحتية، وأيضاً للدعم الإيراني لها.
هل تتفق مع ما قاله الكاتب حسنين هيكل أن مستقبل السعودية بات مظلماً بعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني مع الغرب، وأنها يحكمها "شباب عديم الخبرة"؟
رأي الأستاذ هيكل يحاسب عليه هو، وعليه أن يفسر لماذا وصف مستقبل السعودية بالمظلم، ولكني أعتقد أن الاتفاق النووي الإيراني أحدث أزمة في منطقة الخليج وتأثيره على العالم العربي كبير، وليس على السعودية وحدها، لأنه يطرح معادلة جديدة وقراءة جديدة مفادها هل ستتعامل مع إيران كقوة في المنطقة أو كدولة شيعية يقابلها محور سني؟ وأظن أن الأمر يحتاج إلى تفكير عربي يتجاوز السعودية إلى مستقبل الدول العربية بمنطقة الخليج.
أما مسألة حكم الشباب عديم الخبرة فهذا الكلام ينطبق على دول خليجية عديدة.
كيف ترى الوضع في سوريا؟
هناك عدة أمور؛ الأول أن حكم الرئيس الأسد يصعب أن يستمر بعد الكارثة الكبرى التي أدت إلى مقتل ربع مليون مواطن سوري، فأرى أن استمرار النظام في سوريا مشكلة وأيضا سقوط النظام مشكلة بمعنى أننا نجد سؤالاً مطروحاً في هذه الحالة مفاده: هل تتمزق سوريا أم لا؟ فهناك كلام عن تدخل العلويين والأكراد والسنة، وداعش لا نعرف ماذا ستفعل.. فالاستنزاف والاستبداد الذي مارسته عائلة الأسد جعل هناك مشكلة سواء في بقائه أو استمراره، لكن في كل الأحوال لم يعد من الممكن أن يستمر حكم الأسد في سوريا بعد بحر الدماء الذي أغرق البلاد فيه طوال الأربع سنوات الماضية.
هل تعتقد أن هناك إعادة لتقسيم المنطقة العربية يجري حالياً على غرار "سايكس بيكو" القديمة؟
سايكس بيكو كان اتفاقاً بين الدول الكبرى أما التقسيمات الموجودة الآن فليست كلها حصيلة اتفاقات، فهناك تقسيمات نتجت عن اتفاقيات كما حدث في السودان أما العراق فالاحتلال الأمريكي قسم البلاد إلى سنة وشيعة وأكراد.
وهناك تقسيمات نتجت عن نزاعات كما هو الحال في ليبيا والعراق وسوريا، فهناك نزاعات بين سنة وشيعة وأكراد وإباضية، فالتفاعلات والصراعات الداخلية بين الأنظمة الداخلية لها دور ولا أستطيع أن أعزل الدور الإسرائيلي عما يحدث الآن خاصة في جنوب لبنان، فضلاً عن فلسطين.
هل أنت راض عن الدور الذي يمارسه الأزهر وشيخ الأزهر الآن؟
مشكلة الأزهر أيضاً مرتبطة بمشكلة الديمقراطية في المجتمع لأنه باستمرار كانت هناك ضغوط سياسية تمارس عليه، وفى غيبة الديمقراطية لن يسمح للأزهر بالاستقلال وبأن يكون قراره مستقلاً، وأصبح يؤدي دوراً يعمل على خدمة الوضع السياسي أكثر من دوره المنوط به في خدمة الإسلام والمسلمين، فللأسف جرفته العواصف السياسية فأصبح طرفاً، في الصراع السياسي في حين أنه كان من المفترض أن يظل منبراً فوق الصراعات السياسية.