لم يدرِ الشبان الغزيون الـ4 المختطفون في سيناء حينما حزموا حقائبهم للسفر أن مصيرهم سيؤول إلى المجهول. فمع دخولهم الأراضي المصرية اختطفهم مسلحون مجهولون بطريقة غامضة، بينما كان أحدهم يتجه للعلاج في تركيا، و2 آخرين للدراسة هناك.
الخوف سيطر منذ اللحظة الأولى على ذوي الشباب الـ4، بعدما تم الإعلان عن اختطافهم في شمال سيناء خلال توجههم عبر باص "الترحيلات" إلى مطار القاهرة، وأقصى ما كان يتوقعه أهالي هؤلاء منع الأمن المصري لهم من السفر من معبر رفح، كما يحدث مع شباب آخرين.
مراسلة "عربي بوست" زارت عائلات المختطفين في محاولة للتعرف على حكاية هؤلاء الشبان.
في البداية كان الرفض هو الرد الأول على عقد اللقاء، لكن بعد محاولات عدة اقتنعت 3 أسر بالحديث آملة أن يساعد ذلك على استعادة أبنائهم.
السفر للعلاج والدراسة
في مخيم البريج وسط قطاع غزة، يعج بيت الشاب المختطف عبد الدايم أبو لبدة، 24 عاما، بالمواسين لعائلته.
تجلس والدته الأربعينية بين جموع السيدات في حالة صدمة، تبكي وحيدها الذي قرر السفر إلى تركيا للدراسة.
تقول والدته "أقضي وقتي في الدعاء له عسى أن يعود لي، رغم حزني وصدمتي إلا أنني واثقة أنه سيعود لأنه لا علاقة له بالسياسة".
وتابعت قائلة "قبل 3 أعوام ذهبت برفقته للاستجمام في مصر، ولم يتعرض لنا أحد من الأمن المصري"، مؤكدة أن اختطافه لم يكن بالحسبان، بل كانت تتوقع عودته كبقية الشباب الذين لا يحالفهم الحظ بالسفر بسبب رفضهم من قبل السلطات المصرية.
الأم وصفت لحظة تلقيها الخبر بالصادمة، فهي لم تتمالك نفسها وسقطت مغشيةً عليها، موضحة أن ابنها ذهب للالتحاق بدورة مدتها شهرين لتطوير نفسه وسيعود من بعدها للعمل في بلده.
أم لا تتحدث وأب يدور في الشوارع
في بيت المختطف ياسر زنون، 27 عاما، لم يكن الحال يختلف عن سابقه، فوالدته وزوجته لا تتحدثان وكل ما تفعله زوجته هو احتضان أطفالها وطمأنتهم بأن والدهم سيعود بعد إكمال علاجه في تركيا.
الشاب زنون أصيب في الحرب الأخيرة على غزة في عموده الفقري وساقيه، فضلاً عن إصابته بضعف في سمعه، بعدما تم قصف بيت جيرانه في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة.
منذ إصابته وهو يسعى للحصول على تحويل علاج للخارج، وحينما ظفر به كان مصيره الخطف.
يقول عم المختطف بسام زنون "ابن أخي لا علاقة له بأي تنظيم سياسي، فهو يعمل تاجرا وعند سماع خبر اختطافه كان صدمة لنا جميعا" موضحاً أن هذه كانت محاولة السفر الأولى له.
وتابع قائلاً "علاج ابن شقيقي أمر طبيعي فلم يكن هناك أي تخوف من سفره، لأن كثيرين ذهبوا للعلاج وعادوا دون أن يتعرض لهم أحد".
توقع زنون بأن يعاني ابن شقيقه في أعقاب عملية الخطف هذه من شلل كامل أو أنه قد يكون فارق الحياة بالفعل، وذلك حسب رواية أحد الموجودين وقت الحادث والذي أكد أنه تعرض للضرب المبرح.
أما والد الشاب المختطف فهو مريض نفسي، بمجرد أن علم بما حدث لابنه بات يجول في الشوارع مناديا عليه.
هرب من البطالة فى غزة
الشاب عبد الله أبو الجبين، 24 عاما، فقرر السفر لإكمال دراسة إدارة الأعمال والبحث عن فرصة عمل في تركيا، بسبب البطالة فى قطاع غزة.
أسرته لا تصدق نبأ اختطافه حتى اللحظة، لعلمها أنه لا يمارس أي نشاط سياسي.
وبحسب قول عمته فإن أبو الجبين قرر السفر لاكمال دراسته والبحث عن متنفس يساعده على بناء مستقبله.
حادثة اختطاف أبو الجبين لم يستوعبها أقاربه وجيرانه، فهو كما يصفونه هادئ بطبعه.
عائلة الزبدة ترفض الحديث
عائلات الشبان الثلاثة بعد تردد وافقت على الحديث، بخلاف عائلة المختطف حسين الزبدة التي رفضت الحديث قطعاً جراء وقوعها تحت تأثير الصدمة.