قدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، استقالته من رئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مساء السبت 22 أغسطس/ آب 2015، وذلك فيما كانت قالت مصادر إن أبو مازن يستعد لتقديم استقالته من رئاسة السلطة الفلسطينية ومغادرة الحياة السياسية.
عضو اللجنة التنفيذية واصل أبو يوسف، قال إنه بناء على استقالة رئيس اللجنة وهو الرئيس عباس وأكثر من نصف أعضائها، أصبح هناك فراغ قانوني وبناء عليه تمت دعوة المجلس الوطني الفلسطيني لعقد جلسة طارئة خلال شهر لانتخاب لجنة تنفيذية جديدة لمنظمة التحرير.
حنان عشراوي، وصائب عريقات، وأحمد مجدلاني، ومحمود إسماعيل، وأحمد قريع، وغسان الشكعة، قدموا استقالاتهم أيضا إلى جانب أبو مازن، فيما انتخبت اللجنة صائب عريقات أمينا للسر.
ولم يجتمع المجلس الوطني الفلسطيني رسميا منذ العام 1996، غير أنه عقد جلسة ترحيبية بالرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون حين زار قطاع غزة في العام 1998.
واللجنة التنفيذية تتشكل من مختلف الفصائل الفلسطينية، باستثناء حركتي حماس والجهاد الاسلامي، وهي بمثابة القيادة السياسية المخولة اتخاذ قرارات مصيرية فيما يتعلق بالوضع السياسي، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
استقالة عباس من المنظمة لا تؤثر على وضعه كرئيس السلطة الفلسطينية، ولكنها تعكس استياء وتشقق متزايد في السياسة الفلسطينية.
عباس والاستقالة من رئاسة فلسطين
عباس، الذي انتخب عام 2005، في عامه 11 في الحكم، هدد بالاستقالة أو حل السلطة الفلسطينية عدة مرات منذ أن تولى منصب الرئاسة.
وقالت مصادر فلسطينية مطلعة الجمعة، إن عباس يستعد لتقديم استقالته ومغادرة الحياة السياسية، وهو ما اعتبره معارضو عباس بأنها خطوة غير جدية، ومحاولة للضغط على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.
صحيفة الحياة اللندنية نقلت عن مصادر لم تسمها، أن عباس سيغادر الحياة السياسية خلال أشهر، وأنه بدأ بإعداد المؤسسات الفلسطينية لمواصلة إدارة السلطة ومنظمة التحرير بعد مغادرته، وذلك بسبب فشل العملية السياسية وعدم وجود بديل لها.
المصادر اعتبرت أن هذه استقالة احتجاجية على كل الأطراف التي أفشلت العملية السياسية، من الإدارة الأمريكية التي فشلت في حمل "إسرائيل" على تنفيذ أبسط التزاماتها تجاه العملية السياسية، مثل وقف الاستيطان وإطلاق الأسرى القدامى.
واحتجاجا على ممارسات "إسرائيل" التي أفشلت العملية السلمية وتواصل مشروعها الاستيطاني على نحو لا يترك أي مقومات لحل الدولتين.
واعتراضا على توجهات الدول العربية التي وضعت أولويات جديدة لها بعيدا عن القضية الفلسطينية.
وأوضحت المصادر أيضا أن عباس يرفض ما أثير حول وجود مفاوضات جارية بين "إسرائيل" وحركة حماس برعاية قوى إقليمية.
ورأى آخرون أن الرئيس عباس يعد لاستقالة شبيهة باستقالة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر عقب النكسة عام 1967، أي استقالة يعقبها تحرك جماهيري واسع لمطالبته بالبقاء في المنصب.