قد يعتقد البعض منا أن إيران دولة من القرون الوسطى، ولكن كثيرا من الأجانب بزيارة واحدة لطهران يقعون في غرامها ويحبون طعامها وأهلها، رغم أن الحريات الشخصية وحقوق الإنسان من الملفات الساخنة في البلاد.
صحافية بريطانية، تدعى جنيفر كلينيك؛ قامت بسرد تجربتها في إيران، عبر صفحات "غارديان" بعنوان: 8 أسباب توقعك في غرام إيران، وإليك الأسباب الثمانية:
(1) فطور الأقوياء
فطور الإيرانيون يبدأ مع الصباح بقشدة حليب الجمال الرائب والمُحَلي بالعسل، وبعضهم يفضل لحم رأس الأغنام المطبوخ على نار هادئة مع الحساء، وهو ما يعتبرونه "فطور الأقوياء".
وننصحك إن زرت طهران أن تتوجه لأقرب مخبز سنجك (Sangak سنگک) حيث يستوي الخبز على كومة من الحصى الملتهب، ثم يعلق على الجدار حتى يبرد.
(2) رومانسيون
يخصص الإيرانيون الكثير من الوقت لقراءة الشعر ويعطون ما كتبه الشاعران الإيرانيان الرومانسيان حافظ الشيرازي وقاسم الفردوسي الاهتمام الأكبر.
وفي الحدائق اليانعة بأزهار البرتقال، يتنزه الشباب متشابكة أذرعهم وهم يتناولون ملاعق من الفالودة (نوع من الحلوى الإيرانية بنكهات كالرمان وماء الورد)، ويتبادلون قراءة المقاطع المفضلة لديهم من الشعر.
(3) "إتيكيت الإيرانيون"
اعتاد الإيرانيون في تعاملاتهم اليومية على "الاحترام المتبادل"، وهى ظواهر تراها في الشارع من خلال مواقف عدة، منها مشهد لقائدي سيارة يطالب كلاهما الآخر المرور بسيارته أولا.
وفي مشهد ثاني يرفض فيه البائع لعدة مرات تقاضي قيمة بضاعته من المشتري، ثم يقبل في النهاية بتقاضي الثمن.
ولا تعجب فإنك إذا نظرت إلى طعام شخص أو حتى ثوبه؛ سيصر على منحك إياه، وهنا عليك أن ترفض بأدبٍ ثلاث مراتٍ؛ لتُنقِذ مانحكَ من ورطته.
(4) لا توجد منتجعات ولا سلاسل فنادق.
تسببت العزلة عن العالم والعقوبات الاقتصادية ونقص السياحة الجماعية بسبب "النووي الإيراني" في عدم وجود منتجعات كبيرة أو أسماء لسلاسل فنادق عالمية، فمعظم الفنادق والمطاعم الموجودة صغيرة ويشرف على إدارتها عائلات معروفة.
أما فرصتك في الابتعاد عن زحام طهران فهي كبيرة، فيمكنك البقاء في مناطق صحراوية مشهورة وتاريخية، أو التنقل من قرية إلى قرية فوق سفوح الجبال.
ومن الطريف أن الإيرانيين يفتحون بيوت أجدادهم أمام السياح، ويعاملونهم كضيفٍ ولن تقع في فخ استغلالك ماديًا.
(5) طريقة سحرية لطهي الأرز
يُنقَع الأرز ويُغسَل كما لو كان "أميرة" متوجة، ويُطهى على بخار الزبدة المذابة لمدة ساعة على نارٍ هادئة جدًا.
تفاصيل حياتية كثيرة هناك ولكنها لن تغنيكَ أبدا عن تذوُّق طعامٍ إيراني مصنوع في المنزل. تسوَّل أو اقترِض أو حتى اسرق حتى تتناول وجبة كهذه، فالأمر يستحق المغامرة.
(6) إيران وجهة رائعة للمرأة التي تسافر وحدها
بينما ينظر الإيرانيون برهبة إلى شجاعة المرأة التي تسافر بمفردها إلى بلادهم، فإنهم يشفقون عليها لأنها جاءت بدون زوجها أو صديقتها، إلا أنها تحصل على أفضل خدمة في إيران.
باعتبارك وحيدة في إيران، سيكون بإمكانك الركوب في عربات المترو المخصصة للسيدات، والذهاب إلى حفلات الإناث حيث تستطيعين خلع معطفك وحجابك عند الباب وإسدال شعرك.
كما يُسمَح لكِ أيضًا بالتدخين، وتناول وجبة من "أحشاء الحيوانات"، وإلقاء العظام على الأرض كما يفعل سائقي الشاحنات، وارتياد أماكن لا تجرؤ النساء الإيرانيات أن يطأنها بأقدامهن.
(7) السخرية من كل شيء
السخرية جزء أساسي من حياة الشعب الإيراني، ويضحك الإيرانيون بسهولة على أنفسهم، وعلى الآخرين، كما أن حكوماتهم لا تسلم من سخريتهم، لدرجة أنها قد تصل للمرشد الأعلى السابق للثورة الإسلامية آية الله الخميني.
(8) الحداثة الإيرانية مذهلة.
بالمقارنة مع دول أخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تعتبر إيران دولة مواكبة لتطورات الحداثة والتعليم، وتصل نسبة من يعرفون القراءة والكتابة 97٪، وتتفوق النساء على الرجال في نسبة الالتحاق بالجامعة.
ورغم الرقابة الحكومية، يُستخدم الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي في إيران بشكل مكثف.
كما يمتلك كثير من الإيرانيين أطباقًا لاستقبال القنوات الفضائية، ويشاهدون المسلسل الأمريكي "الجنس والمدينة"، فضلا عن أحداث أفلام "بي بي سي" الوثائقية.
والإيرانيون إجمالا، أكثر معرفة واطلاعا على الغرب بدرجة أكبر مما يعرفه الغرب عنهم، فإذا كنت تعتقد أن إيران إحدى دول القرون الوسطى، فاستعد لتلقي صدمة.