قتل “الكرواتي” بطريقة “داعش” يعزز تدفق المال والسلاح للنظام المصري

يثير إقدام تنظيم الدولة الإسلامية على إعدام مهندس كرواتي بقطع رأسه في مصر، مخاوف من تراجع إقبال السياح والمستثمرين الأجانب، إلا أنه في ذات الوقت ربما يعزز تدفق المساعدة المالية والأسلحة للنظام المصري برئاسة عبدالفتاح السيسي الذي "يخوض حربا على الإرهاب".

عربي بوست
تم النشر: 2015/08/13 الساعة 13:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/08/13 الساعة 13:05 بتوقيت غرينتش

يثير إقدام تنظيم الدولة الإسلامية على إعدام مهندس كرواتي بقطع رأسه في مصر، مخاوف من تراجع إقبال السياح والمستثمرين الأجانب، إلا أنه في ذات الوقت ربما يعزز تدفق المساعدة المالية والأسلحة للنظام المصري برئاسة عبدالفتاح السيسي الذي "يخوض حربا على الإرهاب".

داعش تغير استراتيجيتها في مصر

يزيد من خطورة المشهد، تغيير الفرع المصري لتنظيم الدولة الإسلامية "ولاية سيناء" استراتيجيته في حربه ضد السلطات المصرية.

فبعد عامين من شن هجمات دامية ضد قوات الأمن في شمال سيناء، يتبنى التنظيم الجهادي الآن تكتيكات أشبه بتلك التي ينتهجها التنظيم في العراق وسوريا، مثل خطف أجانب وقطع رؤوسهم.

ويهدد هذا التغيير السياح والموظفين الأجانب في الشركات الغربية، وهما قطاعان يعتبران من ركائز الاقتصاد المصري المتداعي أصلاً، بسبب الاضطرابات السياسية المتواصلة منذ الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في 2011.

هجمات تنظيم الدولة الإسلامية في مصر لم تنحصر في استهداف قوات الأمن، أو جعل منطقة شمال سيناء فقط مسرح عملياتها، بل توسعت لتشمل هجوم بسيارة مفخخة استهدف القنصلية الإيطالية في القاهرة في 11 يوليو/ تموز الماضي، وتبنى التنظيم قتل موظف أميركي في شركة اباتشي النفطية العام الماضي في الصحراء الغربية.

ماتيو غيدير الخبير في المجموعات الجهادية في جامعة تولوز الفرنسية قال "إن قتل الرهينة الكرواتي يشير إلى أن العناصر المصرية في تنظيم الدولة الإسلامية، الذين عادوا من سوريا والعراق، أخذوا زمام المبادرة في تنظيم ولاية سيناء ويطبقون استراتيجية داعش نفسها".

مخاطر اقتصادية

بطبيعة الحال تلقي هذه الجريمة التي طالت موظف أجنبي الأربعاء 12 أغسطس / آب 2015 بظلالها على الحالة الاقتصادية في مصر، ورغم أن عدد الأجانب العاملين في مصر، ليس كبيراً إلا أن الحوادث الأخيرة دقت ناقوس الخطر في أوساطهم.

الخبير الاقتصادي إنغوس بلير مدير معهد "سيغنيت"، قال إن "الهجمات جعلت السفارات والشركات تعزز تدابير الحماية المحيطة بها، وأماكن إقامة موظفيها والموظفين العاملين في قطاع النفط على وجه الخصوص".

وتراجعت معدلات وفود السائحين إلى مصر، بشكل كبير منذ الإطاحة بمبارك، لكن قتل الرهينة الكرواتي سالوبيك يمكن أن يثني آخرين عن السفر لمصر.

وقال حسام هزاع، عضو غرفة شركات السياحة للوكالة الفرنسية "سيكون هناك تأثير سلبي لكن ليس كبيرا".

وتابع "لكن يجب الآن تعزيز الإجراءات الأمنية في الأماكن السياحية".

وقد زار عشرة ملايين سائح مصر في العام 2014، أي أقل بكثير من العام 2010 حيث زار قرابة 15 مليون سائح زاروا المناطق الأثرية ومنتجعات البحر الأحمر.

أميركا تغض الطرف

جريمة قتل الكرواتي توميسلاف سالوبيك، الذي يعمل لحساب شركة فرنسية، قد يؤدي إلى تعزيز مبررات سياسات بعض الدول الغربية مثل الولايات المتحدة وفرنسا بغض الطرف عن انتهاكات حقوق الإنسان في ظل حكم السيسي، والاستمرار في بيع الأسلحة لمصر في حربها الشرسة ضد الجهاديين.

فيعتقد خبراء أن قتل الكرواتي سيعزز تدفق المساعدة المالية والأسلحة لنظام السيسي الذي "يخوض حربا على الإرهاب" كما قال هو بنفسه في محافل دولية وأمام الرأي العام المصري.

ويقول الباحث في الشؤون العربية في معهد "إيريس" في باريس كريم بيطار "تسعى مصر في ظل حكم السيسي لوضع نفسها في موقع الحصن الأخير ضد الإرهاب وجذب دعم دولي مالي وعسكري يتجاهل انتهاكات حقوق الإنسان".

تحميل المزيد