الحرب على “داعش” والكرد تمهد الطريق لاستفراد “العدالة والتنمية” بالسلطة مجددا

ترتسم ملامح انتخابات مبكرة في تركيا، بعد فشل المفاوضات لتشكيل حكومة ائتلاف، إذ يأمل النظام أن يستعيد في هذه المناسبة الغالبية المطلقة في البرلمان على خلفية الحرب التي أعلنتها السلطات ضد تنظيم الدولة الإسلامية والانفصاليين الكرد، ما قد يسمح بتعبئة الناخبين من جديد.

عربي بوست
تم النشر: 2015/08/13 الساعة 10:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/08/13 الساعة 10:51 بتوقيت غرينتش

ترتسم ملامح انتخابات مبكرة في تركيا، بعد فشل المفاوضات لتشكيل حكومة ائتلاف، إذ يأمل النظام أن يستعيد في هذه المناسبة الغالبية المطلقة في البرلمان على خلفية الحرب التي أعلنتها السلطات ضد تنظيم الدولة الإسلامية والانفصاليين الكرد، ما قد يسمح بتعبئة الناخبين من جديد.

الانتخابات الخيار الوحيد

رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو أعلن الخميس 13 أغسطس / آب 2015 فشل المشاورات مع المعارضة لتشكيل حكومة ائتلافية، مشيراً إلى أنه "من المرجح جداً" إجراء انتخابات مبكرة، معتبراً ذلك "الخيار الوحيد" للبلاد خاصة أن الرأي العام التركي كان مستعداً لهذا الاحتمال، على حد قوله.

وقال داود أوغلو للصحافيين في أنقرة "لم ننجح في التوصل إلى قاعدة ملائمة لتشكيل الحكومة"، وذلك في ختام لقاء حاسم جمعه برئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض.

يشار إلى أن حزب الشعب الجمهوري، أبرز الأحزاب المعارضة، هو الوحيد الذي أبدى استعداده للمشاركة في حكومة مع حزب العدالة والتنمية.

داود أوغلو اعتبر الانتخابات المبكرة في مصلحة حزبه، الذي خسر الغالبية المطلقة في انتخابات يونيو/ حزيران الماضي للمرة الأولى منذ العام 2002، بحصوله على 40٪ من الأصوات.

ووفق ما يتناقله الإعلام المحلي، فإن دوائر حزب العدالة والتنمية تميل نحو تنظيم انتخابات مبكرة في نوفمبر/ تشرين الثاني، خاصة إن قيادته متفائلة من نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة، التي منحت الحزب ما بين 42٪ و43٪ مقابل 40٪ في يونيو/حزيران، ما يتيح له تشكيل الحكومة وحده.

وانتقد زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال كيليتش دار أوغلو، موقف حزب العدالة والتنمية، الذي لم يظهر أي اهتمام لحكومة قابلة للاستمرار لأربع سنوات، على حد قوله.

وقال للصحافيين "اعتقد أن تركيا فوتت فرصة تاريخية"، مشدداً على أن انتخابات جديدة "لا تشكل الخيار الوحيد".

الانتخابات على إيقاع الحرب

وتأتي هذه الأزمة السياسية في ظل عملية عسكرية أطلقتها تركيا الشهر الماضي ضد متمردي حزب العمال الكردستاني في تركيا والعراق وتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.

وبالتوازي مع الازمة السياسية، أطلقت انقرة في 24 يوليو/ تموز "حربا على الارهاب" منفذة غارات جوية على مواقع للمتمردين الاكراد الذين يشنون بدورهم هجمات يومية على قوات الامن.

ويبدو أن اردوغان يميل نحو الانتخابات المبكرة، آملاً في استعادة حزب العدالة والتنمية، الغالبية المطلقة، ما يمكنه من تحقيق طموحاته بتحويل النظام البرلماني في البلاد إلى نظام رئاسي.

الحرب ساهمت في تعبئة الناخبين

ويقول منتقدوه أن العمليات العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا وشمال العراق ساهمت مجدداً في تعبئة الناخبين القوميين.

وللمرة الاولى قصفت طائرت اف-16 اميركية متواجدة في قاعدة انجرليك الجوية التركية (جنوب) منذ نحو اسبوع مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.

وكانت انقرة رفضت حتى فترة قريبة المشاركة في التحالف العسكري الذي تقوده واشنطن، حليفتها في حلف شمال الاطلسي، ضد الجهاديين في سوريا والعراق، خوفا من ان يساهم ذلك في تعزيز قوة الاكراد الذين يقاتلون "الدولة الاسلامية" قرب حدودها.

لكن يبدو ان تركيا عدلت موقفها إثر هجوم دموي في مدينة سوروتش في 20 يوليو/ تموز نسب إلى تنظيم الدولة الاسلامية وأسفر عن مقتل 32 شخصاً.

سوق المال يتراجع

وتراجعت اسواق المال لدى اعلان فشل المفاوضات السياسية، إذ تراجعت بورصة اسطنبول 1,39% لدى الاغلاق مقارنة مع الأربعاء في حين انخفض سعر صرف الليرة التركية امام الدولار واليورو إلى أدنى مستوى له منذ شهرين

تحميل المزيد