لا حلّ وسط في موريتانيا… من جفاف شديد إلى سيول مدمرة

تعيش موريتانيا أزمة جفاف حادة منذ 2012 أدت لتصحر نسبة كبيرة من الأراضي، ونفوق أعداد كبيرة من الماشية، ولكن الأزمة أخذت منحى آخر مع هطول كميات كبيرة من الأمطار أدت لتدمير بعض السدود وتدمير بيوت الأهالي.

عربي بوست
تم النشر: 2015/08/07 الساعة 05:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/08/07 الساعة 05:07 بتوقيت غرينتش

تعيش موريتانيا أزمة جفاف حادة منذ 2012 أدت لتصحر نسبة كبيرة من الأراضي، ونفوق أعداد كبيرة من الماشية، ولكن الأزمة أخذت منحى آخر مع هطول كميات كبيرة من الأمطار أدت لتدمير بعض السدود وتدمير بيوت الأهالي.

الأمطار التي فرح السكان بقطراتها الأولى واعتبروها نهاية لموسم الجفاف تحوّلت إلى كابوس، فما لم تعصف به موجة الجفاف جاءت السيول لتجرفه من مواش وأراض الأمر الذي حمّل الأهالي عبئاً كبيرا.

عربي بوست حاولت تسليط الضوء على معاناة عدد من الموريتانيين بين أزمات الجفاف وكوارث الغرق.

أسرة الشيخ مسعود

"كان ذلك في الساعات الأولى من الليل، فاجأني تسارع أصوات قوية لم تكن مألوفة في المنزل الصغير فخرجت لاستطلاع الأمر، كان المطر يهطل بقوة وبدأ المنزل يتهاوى صرخت على أفراد أسرتي وطلبت منهم الخروج، وما هي إلا لحظات حتى انهار المنزل أمام أعيننا".

كلمات يرويها بمرارة وحسرة الشيخ "الخليفة ولد مسعود" بعدما أدّت السيول التي هطلت مؤخراً إلى بقائه هو وأسرته ذات الثلاثة عشر فرداً في العراء، فحمل ما خفّ من متاع وبدأ رحلة اللجوء إلى العاصمة نواكشوط بحثاً عن ملجأ يأويهم.

الأمطار تغمر نسبة كبيرة من الأراضي

الأمطار التي استمر هطولها يوماً كاملاً دون توقف في "أم افنادش" القرية التي يقطنها مسعود مع قرابة ألفي نسمة في أقصى الشرق الموريتاني، كانت كافية لهدم سد القرية الذي أنشأ في خمسينيات القرن الماضي، فاختلطت مياه الأمطار المنهمرة مع مياه السد وغمرت القرية.

منزل مسعود لم يكن الوحيد الذي هدمته الأمطار، حيث انهار 40 منزلاً آخر، وأدّت الأمطار والسيول إلى قطع السبل إلى القرية وبالتالي عزلتها بشكل كامل عن بقية البلاد.

غياب السلطات

يقول عمدة القرية "عالي ولد الصديق" إنّه "رغم مضي قرابة أسبوع على كارثة القرية، فإنّ يد العون الرسمي لم تمتد بعد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه فالكارثة كبيرة، وبقاء المياه راكدة سيؤدي دون شك إلى انتشار الأمراض بين السكان".

ورغم المعاناة فإن سكان "أم افنادش" أكثر حظاً من سكان قرية" لكراع لخضر" الواقعة في ولاية الحوض الشرقي بمحاذاة الحدود المالية الموريتانية، فهي الأخرى جرفت السيول سدها الأمر الذي أودى بحياة أحد السكان غرقاً.

مليون و300 شخص جائعون!

موجة الجفاف التي ضربت موريتانيا منذ عام 2012 ما زالت تلقي بظلالها على السكان، حيث نفقت أعداد كبيرة من المواشي جرّاء نقص الأمطار هذا العام وارتفاع أسعار الأعلاف بشكل كبير.

المناطق الجنوبية والشرقية من البلاد هي أكثر المناطق عرضة لتأثيرات الجفاف، فحسب إحصائيات منظمة الأغذية العالمية يعاني قرابة مليون وثلاثمائة شخص من نقص في الغذاء.

الجفاف يضرب موريتانيا منذ 2012

وفي محاولة للحدّ من تأثير الجفاف على السكان وإنقاذ الثروة الحيوانية دخلت وزارة البيطرة الموريتانية على خط الأزمة من خلال توزيع بعض الأعلاف والأدوية الحيوانية على السكان الفقراء.

"المختار فال" الأمين العام لوزارة البيطرة الموريتانية قال لـ "هافنغتون بوست عربي "إنه "تمّ وضع الخطط وسيتمّ تنفيذها في الوقت المناسب".

وحسب تقديرات الوزارة فإنّ أعداد المواشي النافقة تقدّر بـ 5% فقط، وهو رقم تشكك فيه "رابطة المنمين" الموريتانيين معتبرة أن النسبة تناهز 10%، من مجموع الثروة الحيوانية التي تقدّرها الرابطة بحوالي ثلاثين مليون رأس.

ويرى" الحسن ولد الطالب" رئيس رابطة اتحاد المنمين سابقاً وعضو مكتبها الحالي أنّ "التصحر الذي ضرب مساحة أكثر من70% من أراضي موريتانيا أمر بحاجة لحل حكومي، خاصة أن أغلب السكان يعتمدون على التنمية الحيوانية والزراعة، فالمياه الموجودة بالكاد تكفي الاستعمال البشري".

وفي السياق نفسه دفعت موجة الجفاف عدداً كبيراً من ملاك المواشي للتوجه إلى السنغال ومالي رغم الضرائب الباهظة الي تفرض على كل رأس من المواشي.

تحميل المزيد