جذب تنظيم "الدولة الإسلامية" الآلاف من المقاتلين الأجانب وأسرهم إلى سوريا ووعد أنصاره ببناء الخلافة الإسلامية الفاضلة، غير أن مدينة الرقة السورية التي اتخذها التنظيم عاصمة لدولته، تعاني من تدهور الخدمات الصحية وظهور بعض حالات الإيدز، خاصة لدى فتيات قدمن من دول غربية.
المشكلة لا تقتصر على ذلك فقط، إذ أن القيود التي يفرضها التنظيم على "اختلاط" النساء بالرجال، يجعل من المستحيل تقريبا أن تتلقى الكثيرات الرعاية المناسبة، مما يضطررن للذهاب إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.
وفقًا لصحيفة "كريستاين ساينس مونيتور" الأميركية، فإن الخدمات الصحية التي كان يقدمها النظام السوري سابقا في الرقة كانت أفضل بكثير من أوضاعه الحالية.
العلاج والدواء غير متوفر
ففي الوقت الذي كان يغطي فيه نظام الأسد معظم التكاليف الطبية، تفرض المستشفى الوطني في الرقة رسومًا للخدمات الطبية، وتبلغ تكلفة اختبارات الدم حاليًا 10 دولار في المستشفى العام، و20 دولار في العيادات الخاصة.
كما بات الحصول على الأدوية في الصيدليات أمرا صعبا، ناهيك عن عجز المستشفيات التي يسيطر عليها تنظيم الدولة عن إجراء العمليات الجراحية الحساسة، أو التعامل مع مرضى السرطان.
تقول "وهدة" السورية، إنها سافرت إلى تركيا لإجراء جراحة طبية في القدم لصعوبة إجراء العملية في الرقة، كما ينتقل الناس إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام لجلب الأدوية التي لا تتوفر في الرقة.
الفصل بين الجنسين
وفي ظل القيود الاجتماعية الصعبة التي يفرضها تنظيم الدولة في الرقة، بالفصل الصارم بين الجنسين، ومنع النساء من الذهاب إلى المستشفيات والعيادات من دون اصطحاب الزوج أو الابن، كلها مثلت عقبات في بعض الحالات، خاصة ما يتعلق منها بحالات الطوارئ.
أطباء بلا خبرة
وفيما يتعلق بالطواقم الطبية في المستشفيات، يعتمد تنظيم الدولة على الأطباء الأجانب وخريجي كليات الطب الجدد لاستكمال الطواقم الطبية بالمستشفيات والعيادات.
ومعظم هؤلاء الأطباء عادة ما يفتقرون إلى خبرة التعامل مع إصابات الحرب، ولذلك يتم نقل مقاتلي التنظيم المصابين بجروح خطيرة إلى الموصل، التي تحظى بمرافق طبية أفضل.
في يونيو/حزيران الماضي، سافرت مجموعة من طلاب الطب البريطانيين الذين كانوا يتابعون دراستهم في السودان من الخرطوم للانضمام إلى تنظيم الدولة عبر تركيا، وفقًا لتقارير صحفية بريطانية وتركية.
كارثة الإيدز
من جانبها، ذكرت حملة "الرقة تذبح بصمت" أنها وثقت اصابتين بعدوى الإيدز في المدينة، الأولي لامرأة تونسية أنجبت في أواخر شهر يوليو/تموز، بينما كانت الحالة الثانية لإحدى المهاجرات الفرنسيات من أصل مغربي.
وقالت الحملة أن هناك عدة عوامل ساهمت في زيادة خطر الإصابة بفيروس الإيدز بين مقاتلي تنظيم الدولة وزوجاتهم، منها عمليات نقل الدم دون الفحص السليم، وانتشار تعاطي المخدرات بين بعض المقاتلين الأجانب والمحليين.
تنظيم الدولة وكرد فعل على مخاطر انتشار عدوى الإيدز شرع في جلب أجهزة لإجراء الاختبارات الطبية من معقله في مدينة الموصل.