وعد وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأحد 2 أغسطس/ آب 2015، مصر بتقديم بلاده الدعم الاقتصادي والعسكري، داعيا الحكومة المصرية إلى الانفتاح على القوى السياسية السلمية وإشراكها في الانتخابات المقررة نهاية العام بهدف قطع الطريق على تحول الشباب إلى العنف والتنظيمات المتطرفة.
كيري عقب جلسة "الحوار الاستراتيجي" الذي عاد بعد انقطاع دام لمدة 6 سنوات، أكد أن العلاقات بين مصر والولايات المتحدة عادت قوية رغم التوترات، وأنها "قائمة على الفرص لا التهديدات".
وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده كيري مع نظيره المصري سامح شكري، قال إن الشعب الأميركي ملتزم بدعم الأمن والرخاء الاقتصادي للشعب المصري، مؤكدا وقوف بلاده مع مصر في مواجهة هجمات الجهاديين في شمال سيناء.
من يمارسون الإرهاب ومن يعملون بالسياسة
وحذر وزير الخارجية الأميركي الحكومة المصرية من الخلط بين من يمارسون "الإرهاب" وبين من يسعون للمشاركة في الحوار السياسي.
وشدد امام الصحافيين على ضرورة ان تجد مصر "توازنا" بين "مكافحة الارهاب" في مواجهتها لتمرد جهادي غير مسبوق و"احترام حقوق الانسان".
وطالب مصر بتبني استراتيجية متكاملة لمكافحة "الإرهاب" لا تقتصر على الجانب الأمني فقط، والانفتاح على المعارضة، لاحتواء الشباب ومنع توجهه للعنف.
ولم يتضح ما إذا كان كيري يدعو ضمنا إلى إشراك الإخوان المسلمين في العملية السياسية والانتخابات.
ويواصل الأميركيون الذين يواجهون منذ 2011 في مصر معضلة التوازن بين الضرورات الأمنية والدفاع عن حقوق الإنسان، إدانة حملة القمع التي تشنها السلطات المصرية على أنصار الرئيس الإسلامي السابق محمد مرسي الذي أُطيح به في تموز/يوليو 2013 وسجن وصدر عليه حكم بالاعدام.
وكان 7 أعضاء بارزين بمجلس الشيوخ الأميركي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، طالبوا كيري قبل توجهه إلى الشرق الأوسط، بالضغط على النظام في مصر من أجل "تسريع الإصلاحات السياسية والاهتمام بحقوق الإنسان" خشية أن يتدهور الاستقرار في مصر والمنطقة.
وعبر الموقعون عن قلقهم من التطورات الأخيرة في مصر التي تشير إلى أن "البلد ليست على مسار يحقق الاستقرار الأمني والسياسي على المدى الطويل"، بحسب نص رسالة نشرها موقع "ذا هيل".
ومن بين الموقعين على الرسالة المرشح الرئاسي الجمهوري لانتخابات 2016 ماركو روبيو، ورئيس لجنة القوات المسلحة جون ماكين، وبنجامين كاردين كبير الديموقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية، وبوب كيسي من ولاية بنسلفانيا، وكريس كونز، وتيم كاين، ومارك كيري.
وقال النواب في رسالتهم لكيري "إن قرار الإدارة الأمريكية بتوفير المعدات العسكرية، والمساعدة الاقتصادية لمصر كان قراراً حرجاً، ولكن دعم الولايات المتحدة لمصر يجب أن يقابل بالتزام القاهرة بتنفيذ أجندة إصلاحية".
مساعدات عسكرية واقتصادية
الوزير الأمريكي أكد أن بلاده ستوفر تدريبا عسكريا للجيش مؤكدا مواصلة المساعدات العسكرية للقاهرة والتي يبلغ حجمها سنويا 1.3 مليار دولار لمواجهة الإرهاب.
وتأتي زيارة كيري بعد يومين من تسلم الجيش المصري ثماني طائرات من طراز إف 16من الولايات المتحدة الأمريكية، ومنذ أسابيع حصلت البحرية المصرية على زوارق حربية أمريكية.
وكانت المساعدات العسكرية الأميركة قد توقف عقب أحداث 30 يونيو/ حزيران 2013، وفي مارس/آذار الماضي استأنفت واشنطن مساعدتها العسكرية للقاهرة.
وأكد كيري على مواصلة دعم الاقتصاد المصري، ووعد بجذب مزيد من رؤوس الأموال الأجنبية إلى مصر، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ودعم مصر في وضع استراتيجيات الطاقة.
ومن المقرر أن يتوجه كيري إلى العاصمة القطرية الدوحة للقاء عدد من وزراء خارجية الدول العربية على رأسهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في إطار محادثات تتناول الاتفاق النووي بين دول الغرب وإيران بحضور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.