شواطئ مصرية.. “ممنوعة على المحجبات .. مسموح بها للكلاب”

شهدت مصر مع دخول فصل الصيف معركة على صفحات التواصل الاجتماعي، بعد منع مصريات "محجبات" من دخول بعض الشواطئ والمطاعم وحمامات السباحة في الساحل الشمالي لأنهم يرتدين الإيشارب أو المايوه الشرعي.

عربي بوست
تم النشر: 2015/08/02 الساعة 12:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/08/02 الساعة 12:39 بتوقيت غرينتش

شهدت مصر مع دخول فصل الصيف معركة على صفحات التواصل الاجتماعي، بعد منع مصريات "محجبات" من دخول بعض الشواطئ والمطاعم وحمامات السباحة في الساحل الشمالي لأنهم يرتدين الإيشارب أو المايوه الشرعي.


بهذه التغريدة كتبت من تسمي نفسها "شيمفوبيا" أو@DRshimphobia تشكو من منع شواطئ ومطاعم مصرية دخول المحجبات خصوصا في المدن الساحلية، لتشعل جدالا لم يتوقف في مصر.

فتاة أخري تدعي "سارة طه" كتبت تقول:


وقالت "زينب رفعت": "لافيستا الساحل ومطعم جابرييل مارينا مانعين المحجبات من الدخول"، كما قالت "باكينام حسن": "أحد شواطئ مارينا يمنع المحجبات من نزول المياه حتى بالمايوه الشرعي".

أما "مني سمير" فكتبت تقول إن الأمر لم يقتصر علي منع المحجبات من الدخول ولا العوم في مياه بعض الشواطئ المصرية ولكنهم استفزوها عندما سمحوا بدخول الكلاب ونزولها (الكلاب) المياه بينما منعوها هي من الدخول أولا ثم من نزول البحر لأنها محجبة.

وهو ما دعا "وليد رضا" ليكتب ساخرا:


السيدة المحجبة، التي كتبت تشكو من مدينة مارينا بالساحل الشمالي، كانت أكثر جرأة، حيث سجلت بكاميرا تليفونها المحمول لقطات للكلاب وهي تسبح في المياه مع أصحابها، وبثتها على "فيس بوك"، متسائلة: "ليه تمنع المحجبات من نزول البحر بالمايوه الشرعي، وإيه الضرر اللي هيسببه مايوه المحجبات؟"، مطالبة وزارة السياحة بالإفصاح عن حقيقة وجود تصريح بمنع المحجبات.

وطالبت بمعاقبة أصحاب هذه الأماكن في حالة عدم وجود أي قرار يمنع دخول المحجبات، وناشدت "منى منظمات المجتمع المدني والمجلس القومي للمرأة بالتدخل لإعطاء المحجبات حقوقهن وعدم التمييز ضدهن في أي مكان، خاصة أن مصر دولة إسلامية ولا يصح أن تعامل فيها المرأة بهذا الشكل.

"مني سمير" قالت إنها فوجئت خلال رحلتها الصيفية بعدد من شواطئ ومطاعم الساحل الشمالي ترفض دخول المحجبات، في حين أنها تسمح للكلاب والحيوانات الأليفة بالدخول والسباحة، وهو ما أثار غضبها، فقررت أن تسجله بكاميرا تليفونها المحمول.

وقالت إنها دخلت في عدة مشاجرات على أبواب عدد من شواطئ مارينا، بسبب منعها من الدخول لأنها محجبة، لم تصمت ولم تستسلم للأمر الواقع وأصرت على الدخول، فسمحوا لها بالدخول مقابل 100 جنيه، لكنهم أصروا على منعها من نزول البحر.

وقالت إنها بمجرد الجلوس على الشاطئ فوجئت بالكلاب تسبح في البحر الممنوعة هي من نزوله فجن جنونها وكتبت تقول: "ده تمييز واضح ضد المحجبات في مصر، لازم يكون فيه وقفة ولازم مراكز حقوق الإنسان تتدخل، أنا حسيت بإهانة وأنا قاعدة على الشاطئ وشايفة كلب في الميه وأنا لا، منتهى الإهانة، ومش هسكت على حقي".

منع 4 محجبات من دخول مطعم فى مارينا

وتداول نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي، "فيس بوك" فيديو لخبر أذاعته قناة "أون تي في"، لـ 4 محجبات مُنعوا من دخول مطعم في "مارينا" بالساحل الشمالي، ليتناولوا وجبة غذاء، بحجة أنهم محجبات وأن المطعم لا يسمح بدخول "المحجبات".

واستنكر مذيع قناة على قناة "أون تي في"، هذه "الفعلة المشينة"، وطالب بتدخل الدولة في هذا الموضوع، وقال إن ذلك مخالف للدستور المصري، ويعد تمييز ضد المحجبات، وكشف أنه يوجد أماكن كثيرة في مصر تمنع دخول المحجبات لديها، كما أن هناك الكثير من المنتجعات بالساحل الشمالي تمنع بيع وحدات لرجال زوجاتهم أو بناتهم محجبات.

وتبين أن الواقعة حدثت من موظف في أحد المطاعم بمارينا عندما منع دخول أربع من الفتيات بالساحل الشمالي وذلك لمجرد كونهن محجبات، وقال لهن "إن المطعم لا يستقبل الفتيات المحجبات"، الأمر الذي دعا الفتيات إلى تحرير محضر بالواقعة بنقطة شرطة مارينا.


ضجة على تويتر وفيس بوك

وقد أثار منع المحجبات من دخول شواطئ ومطاعم ضجة كبيرة على مواقع التواصل في مصر، ودشن بعضهم هاشتاج "#مش_من_حقك_تمنعني" على "تويتر" وكذلك صفحة "Hijab Racism" التي حكى عليها عدد من المحجبات عن تجاربهن السلبية في أماكن الترفيه.

وظهر من روايات الفتيات أن مظاهر التمييز تنوعت بين المنع من نزول الشواطئ أو حمامات السباحة في الفنادق بحجة أن "المايوه الشرعي" يفسد المظهر الجمالي للمكان، وبين منع المحجبات من دخول المطاعم والمقاهي.

وكانت الظاهرة الأخطر التي تحدث عنها البعض هي ظاهرة منع بيع الشاليهات في القرى السياحية الشهيرة للأسر التي ترتدي إحدى أفرادها الحجاب.

وتروي "زينب محمود" واقعة قالت إنها كانت شاهد عيان عليها في إحدى القرى السياحية، بالعين السخنة، حيث نشرت صورة إحدى الفتيات وكتبت تقول: "مسئول حمام السباحة أصر على خروج البنت دي من البيسين لأنها لابسة مايوه طويل وتلتين كم والبديل إن أسرتها تعمل check out لو مطلعتش من البيسين فورا".

ومضت تقول: "ده أنا شفته بنفسي وطبعا معظم المحجبات وغير المحجبات اشتركوا في حوار ساخن جدا مع المسئول ده، ورد بمنتهى البساطة (إحنا مش بنسمح بلبس شرعي هنا ولو اتجمعتم كلكم كمتضررين من سياسة المكان واشتكيتم للإدارة مفيش تغيير هيحصل) واتعصب جدا علشان قلتله إن ده تعدي على حريات الناس خصوصا إنه قدامي كذا مرة أصر على خروج غير المحجبات اللي لابسين مايوهات نصف كم وقال حرفيا أقصى حاجة مسموح بيها للسيدات والآنسات في البيسين هي الكت sleeveless وفعلا خرجهم".

وتابعت: "قلتله إن ده تمييز وعنصرية وده مخالف لقانون ودستور البلد والرد كان (احنا هنا القوانين الوحيدة اللي بتتطبق قوانين الإدارة وما ليش دعوة لا بدستور ولا قانون البلد واحنا هنا مش تبع حد ولا حتى وزارة السياحة ليها كلمة علينا) مين بقي في البلد مفترض يبقى مسئول وعنده صلاحيات لردع هؤلاء؟؟ده سؤال حقيقي مش استنكاري انا طبعا صورت البنت بعد استئذان والدها ووالدتها".

وقالت "نسمه ناجي":



وأشارت المذيعة دعاء فاروق، خلال تقديمها برنامج "الدين والحياة"، على فضائية "الحياة" المصرية الخاصة لهذا المنع وهي تستضيف أحد الشيوخ، وقالت إنه تم منع أحد المحجبات من دخول شواطئ مرينا، لارتدائها "المايوه" الشرعي.

وأضافت "فاروق" "وزارة السياحة هي اللي عملت كدا وتعادي 90% من سيدات مصر"، اضطرت وزارة السياحة للنفي ولكن ظل المنع كما هو بحسب شهود عيان.


حيث نفت وزارة السياحة وجود مثل هذا التوجه بالفنادق، وقالت رشا العزايزي المتحدث باسم الوزارة في مداخلة هاتفية مع البرنامج "الدين والحياة" إنه لا توجد فنادق تمنع نزول المحجبات حمام السباحة، لافتة إلى أن مثل هذا المنع يعد "مخالفة"، وطالبت بإبلاغ وزارة السياحة في حال ثبوت أي واقعة لأي فندق يقوم بذلك.

كما أعلن وزير السياحة غلق أي مطعم يمنع دخول أحد اليه، ونشت صحف أنباء غلق مطعم في الساحل الشمالي اشتكت محجبات من منعهن من دخوله.

معارضون للمنع

ولكن نشطاء حقوق الانسان ومواقع التواصل دخلوا في مناقشة حامية حول منع المحجبات، واعتبره بعضهم دليل علي العداء للدين، واعتبره أخرون مخالفا للدستور وفوضي، بينما دافع أخرون – قالوا إنهم معادون للحجاب -عن المنع بدعوي أنه لا يجوز للمحجبات نزول البحر بمايوه شرعي يغطي الجسم وعليهن ارتداء المايوه البكيني، فيما قال فريق ثالث أن المطاعم التي قالت محجبات انهن منعن من دخولها تقدم خمور ورقص، وعابوا على المحجبات طلب دخولها.

فالحقوقي هيثم خليل مدير مركز "ضحايا" لحقوق الانسان، كتب يعلق علي البرنامج الذي اعترف بمنع دخول محجبات شواطئ ومطاعم أو استئجار وحدات مصيفيه بقوله:


وقال "ناصر الضويحي": "#عجبي*زمن الكلاب؟ ممنوع في شواطئ ومصايف #مارينا منعاً بات دخول المحجبات ويسمح لدخول الكلاب!"، وكتبت "سلمي الراعي" تقول: "منع دخول المحجبات شواطئ مارينا واللي لابسين بناطيل.. أصل بيبوظوا الشكل العام! أنتوا مالكو .. هي الواحدة الله لازم تقلع عشان يعجب!".

واحتجت فتيات علي منعن متساءلات: هل يريدون منا أن نقلع هدومنا وندخل ملط"، حيث قالت "فرح الجور": "انا مش مصدقه ان في مارينا مش راضيين يدخلوا المحجبات على البحر أزاي كده المفروض نصيف ملط يعنى ولا أيه بالضبط؟".

وقالت (جهاد):


وسخر "أسامة عبد الرحيم" من صمت شيوخ السلفية وحزب النور قائلا: "مطعم في مارينا بالساحل الشمالي، منع 4 فتيات من الدخول بسبب ارتداء الحجاب، حد يزغد برهامي في كرشه ويقوله إيه الاخبار".

وعقب الشيخ "محمد سعد الأزهري" على حسابه علي فيس بوك قائلا: "امرأة محجبة ذهبت لمطعم اسمه Gabriel في مارينا فرفض يدخلهم المطعم وبمنتهى قلة الذوق قال لهم إن دخول المحجبات ممنوع وممكن ادخلكم وسط الأسبوع أمّا آخر الأسبوع أو في العيد فممنوع!! وطبعاً لو كان العكس هو اللي تم لخرج علينا بتوع حرية العرى وطالبوا بإغلاق أوكار الإرهاب وأبناء تورا بورا وأتباع الوهابية والمهلبية والكلام الساذج والخنّيق اللي تعودوا عليه".


وأضاف: "لن ننتظر من بتوع حقوق الإنسان شيئاً فهم لا ينشغلون كثيراً بحقوق المحجبة أو الملتحي أو المصري الفقير، ولن ننتظر شيئاً من الإعلام أو المفكّرين أو من على شاكلتهم، ولكن اقتراحي أن نفعّل نحن قدراتنا على مقاومة هؤلاء الناس وذلك بمقاطعة مثل هذه المطاعم أو النوادي أو غيرها والتي لا تعترف إلا بالضغط المادي والمعنوي أما الحقوق فإنهم لا يأبهون لها".

ولم ينس أن يقول "ملحوظة: هذا المكان قد يكون فيه منكرات تمنع من دخوله شرعاً ولكن أنا أتحدث عن الأصل وهو منع المرأة عشان محجبة، ولو كانت نصرانية أو متبرجة لقامت الدنيا ولم تقعد".

وسخرت من تسمي نفسها "جيهانوفيتش" من المنع قائله: "مطعم في مارينا منع واحدة محجبة تدخل عشان مانعين المحجبات في الويك إند..الحمد لله إن 30 سونيا (في إشارة لـ 30 يونيه 2013) التحررية الليبرالية خلصتنا من الفاشية الدينية"!.

مؤيدون لمنع دخول المحجبات

بالمقابل انتقد أخرون البكاء علي منع المحجبات من دخول مطاعم وشواطئ، وأيدوه، حيث قال "سعد" أن هناك شاطئ خاص في مارينا للمحجبات والصحف لم تذكر سوي منعهم من دخول شواطئ اخري واعتبر هذا "تصيد".

وقال "أحمد الاشقر" مستغربا: مطعم جابريل الذي يقدم الخمور فى منتجع مارينا يواجه اتهامات بالعنصرية لمنعه دخول فتاة ترتدي الحجاب".

وأيدت "داليا راضي" منع المحجبات حتى ولو كان هذا عنصرية وطبقية، قائله: "أنا ما عنديش فكرة مشكلة الحجاب دية حصلت فين أساسا! فيه ناس بتقول مارينا! لكن لو على الطبقية إديلوه ولا يهمك! ".

تحميل المزيد