اعتبر د. كمال الهلباوي، القيادي السابق في جماعة "الإخوان المسلمين"، إن إعدام الرئيس السابق محمد مرسي الذي ينتمي لذات الجماعة، شأناً داخلياً يخص مصر وحدها، وذلك في معرض رده على تصريحات الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي في حواره مع "عربي بوست".
وطالب الهلباوي المرزوقي ألا يتطرق للقضاء المصري، وأن يهتم بدلا من ذلك بالشأن التونسي، وأن يساهم في محاربة الإرهاب المنتشر في بلاده رغم "عدم وجود مرسي هناك"، وذلك في إشارة لما قاله المرزوقي من أن إعدام مرسي سيكون أكبر "هدية " لـ "داعش".
واعتبر الهلباوي في حديث مع "عربي بوست" أن التحذير الذي أطلقه المرزوقي حول "داعش" هو "تحذير أجوف" نظراً لأن التنظيم منتشر في ليبيا والعراق وتركيا وغيرها من الدول العربية والعالم وليس بها مرسي.
ويذكر أن الهلباوي كان قيادياً في جماعة "الإخوان المسلمين"، وقدم استقالته عام 2012 إثر ترشيح خيرت الشاطر لخوض الانتخابات الرئاسية بمصر.
قرار المصالحة مع الإخوان حق للشعب وليس للسيسي
من جهته، رفض د. محمد أبو الغار، رئيس الحزب "المصري الديمقراطي الاجتماعي"، فكرة طرح المصالحة في مصر من قبل شخصية غير مصرية، في إشارة لما دعى إليه المرزوقي من ضرورة المصالحة الوطنية في مصر.
أبو الغار اعتبر أن "هذا الأمر شأن مصري خالص، يقرره الشعب وممثلوه في مجلس النواب، وذلك وفق المصالح المصرية".
وقال لـ "عربي بوست" إن المصالحة مع الإخوان هي حق للشعب المصري وحده، معتبرا أن "الرئيس بذاته ليس له هذا الحق"، وأوضح أن طرح فكرة المصالحة يكون عبر الاستفتاء أو عن طريق البرلمان.
وعن تحذير المرزوقي من خطورة الإقدام على إعدام مرسي، قال أبو الغار "إن الحديث عن هذا الأمر سابق لأوانه"، وتساءل: مَنْ قال إن مرسي سيُعدم من الأساس؟!
وأوضح أن الحكم الصادر بحقه هو حكم أولي، وأنه لم يعدم خلال السنوات العشرة الأخيرة سوى أعداد قليلة، نظراً لاستقرار مبدأ عدم تأييد مثل هذا الحكم في الدرجات القضائية الأعلى في أغلب الأحيان.
استغلال الأوضاع للعودة إلى صدارة المشهد
وحذر محمد أنور السادات رئيس "حزب الإصلاح والتنمية"، من أن جماعة "الإخوان المسلمين وشركاءها من شخصيات"- في إشارة للمرزوقي- تحاول استغلال الأوضاع والتطورات الإقليمية للبحث عن "فرصة العودة إلى صدارة المشهد في الشأن المصري".
وأكد السادات في تصريح لـ "عربي بوست" أن هناك تغيرات هامة في مواقف بعض الدول العربية بعد الإعلان عن اتفاق إيران مع المجتمع الدولي، وعلى رأسها السعودية التي تبحث عن شركاء جدد "سواء لمساعدتها في أزمة اليمن وسوريا، أو لتشكيل قوة إقليمية في مواجهة إيران"، مشيرا إلى الإخوان "يسعون إلى خلق دور لهم في هذا المشهد".
وأجزم رئيس حزب "الإصلاح والتنمية" بأن المصريين "حكومة وشعب، غير مهيئين أو على استعداد لأي مصالحة الآن مع جماعة الإخوان المسلمين".
واعتبر أن تعبير الـ "حماقة" الذي أطلقه المرزوقي في حال حكم الإعدام بمرسي، "أسلوب ولغة غير مقبولة، والرئيس السيسي رمز وأي إساءة له هي لمصر".
الاعتراف بالنظام والدستور
وقال أكمل نجاتي، أمين المهنيين وعضو الهيئة العليا لحزب "مستقبل وطن"، إن الموقف الثابت من جميع الشخصيات غير المصرية عند الحديث في هذا الشأن، هو رفض التدخل في الشأن المصري، ورفض التدخل في أحكام القضاء، وفكرة إعدام مرسي بيد القضاء والعقاب على قدر الجريمة.
وذكر نجاتي لـ "عربي بوست"، أنه كان يجب على المرزوقي أن يلتزم حدود الأدب في الحديث حين وجه رسالته إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، وعليه أن يواجه نفسه في البداية.
وتساءل نجاتي "لماذا هناك انتشار للعنف في قلب تونس رغم أنه ليس هناك مرسي ولا حديث عن إعدامه هناك؟" وأضاف أنه قبل إجابة المرزوقي على هذا السؤال عليه أن ينزع صفته الإخوانية أولاً.
وفيما يخص الموقف من طرحه لفكرة المصالحة، ذكر أنه إذا كان المرزوقي جاداً في تحركه، عليه أن "يقنع شركاءه من الإخوان أن يقوموا أولا بالاعتراف بالنظام والدستور المصريين، وتسليم من تورط بالعنف منهم، وحينها يطرح الأمر على الشعب المصري، صاحب الحق الوحيد في تحديد مصير هذا القرار".
مسلسل التهديد
وعن تحذيرات المرزوقي من أن إعدام مرسي له تداعيات خطيرة، ويساهم في انتشار داعش، قال الدكتور أيمن أبو العلا الأمين العام المساعد لحزب "المصريين الأحرار" إن ذلك "استكمال لمسلسل التهديد الذي لطالما اتبعته جماعة الإخوان المسلمين منذ قيام ثورة 25 يناير، ونحن سمعنا مثل تلك التهديدات قبل جولة الإعادة بين محمد مرسي وأحمد شفيق، وكذلك قبل ثورة 30 يونيو، وقبل فض اعتصامات الإخوان في 2013".
وأكد أبو العلا أن جماعة الإخوان هي التي تمارس ما أسماه "الإرهاب والعنف، والمصالحة معها لا يمكن أن تكون دون التوقف عن تلك الممارسات، واحترام النظام والدستور المصري".
وقال إنه ليس من حق المرزوقي "التدخل في الشأن الداخلي المصري وبخاصة أحكام القضاء، وغير مقبول تدخل رئيس سابق لدولة أخرى في شؤون دولة أخرى".