فيما تحتد العلاقة بين الرئيس باراك أوباما والكونغرس بعد إحالة ملف الاتفاق النووي إلى مجلسي الشيوخ والنواب للتصويت عليه، يتوجه وزير الدفاع الأمريكي إلى الشرق الأوسط في زيارة ترمي إلى طمأنة إسرائيل والسعودية القلقتين من تبعات الاتفاق مع طهران.
وقبل وصوله إلى تل أبيب، أعلن الوزير آشتون كارتر أن الاتفاق لا يمنع البنتاغون من إبقاء الخيار العسكري ضد إيران على الطاولة.
كارتر شدد على أن بلاده ستواصل تعميق تعاونها العسكري مع إسرائيل والسعودية.
قلق إسرائيلي سعودي
إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض ذلك، معتبرا أن قبول المساعدات العسكرية سيوحي بأن إسرائيل موافقة على الاتفاق مع إيران.
بدلاً من ذلك تسعى إسرائيل للحصول من الولايات المتحدة على تعهد بالتدخل عسكريا ضد إيران في حال هاجمتها الأخيرة، إضافة إلى تعويضات عسكرية أخرى.
ومن بين التعويضات زيادة المساعدة العسكرية والبالغة قيمتها حاليا٣ مليارات دولار سنويا، أو تزويد الدولة العبرية بالمزيد من المقاتلات الأميركية الفائقة التطور من طراز إف-35 والتي تعهدت واشنطن أصلا بتزويد إسرائيل بـ33 طائرة منها.
وحث نتنياهو اعضاء الكونغرس الامريكي على عدم اقرار الاتفاق مع إيران، وفي مقابلة مع شبكة التلفاز الامريكية سي بي اس، قال نتنياهو: " ان هناك خطوات عديدة يمكن القيام بها لوقف العدوان الإيراني.
لقاء الملك سلمان ونجله
وبعد زيارته لإسرائيل، سيتوجه كارتر إلى السعودية، الخصم الإقليمي الرئيسي لإيران، ومن ثم إلى الأردن لإجراء مباحثات بشأن "تنظيم الدولة الإسلامية".
ومن المقرر أن يلتقي في السعودية الملك سلمان ونجله الأمير محمد الذي يشغل منصب وزير الدفاع.
يأتي ذلك في الوقت الذي انتقد فيه الأمير بندر بن سلطان رئيس المخابرات السعودية السابق الاتفاق النووي مع إيران ووصفها بغير الجيدة، وقال في رسالة اختص بها الى موقع ايلاف: "ثقوا بي حين أقول إن سياسات الرئيس أوباما بشأن الشرق الأوسط عموماً وسوريا والعراق واليمن بصفة خاصة فتحت عيوننا على شيء لم نكن نتوقعه"، مستشهدا في ذات الوقت بمقوله لهنري كيسنجر، أشهر وزير خارجية أميركي: "على أعداء أميركا أن يخشوا أميركا، لكن على أصدقائها أن يخشوها أكثر ".
وفي الخليج، تعمل الولايات المتحدة على تعزيز التعاون في مجالات مكافحة الإرهاب وقوات العمليات الخاصة والأمن البحري والدفاع الصاروخي الجوي المتكامل والأمن الرقمي.
وسيتوجه كارتر بعد ذلك إلى الاردن حيث سيزور القاعدة الجوية التي انطلق منها الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي احرقه حيا تنظيم "الدولة الإسلامية". وتقع هذه القاعدة على بعد حوالى 50 كلم من الحدود السورية وتستخدمها طائرات العديد من الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد التنظيم الجهادي.
احتدام العلاقة بين أوباما والكونغرس
وفي غضون الجولة المكوكية لوزير الدفاع، تشهد العلاقة بين أوباما والكونغرس حيث أبدى نواب ديمقراطيون وجمهوريون اعتراضهم على قرار إدارة أوباما بالسماح لمجلس الأمن التصويت على اتفاق إيران، قبل حصول الكونغرس على فترة المراجعة الخاصة به والتي تقدر ب 60 يوما تنتهي في 17 أيلول المقبل.
وكانت وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، ويندي شيرمان، التي تتولى منصب كبير المفاوضين للرئيس الأميركي باراك أوباما مع إيران، قد أكدت الخميس الماضي أن التصويت الأممي سيحدث قبل انتهاء فترة الـ 60 يوماً، في إشارة من جانبها إلى أن الإدارة ليس أمامها وقت لكي تنتظر الكونغرس.
ماذا سيفعل الكونغرس؟
وفي حالة إصرار الكونغرس على رفض الاتفاقية سوف يلجأ الرئيس أوباما استخدام حق النقض (الفيتو).
إلا أن موقف الكونغرس سيظل من الناحية العملية "حجر العثرة" امام تطبيق الاتفاق على الصعيد العملي، رغم عدم استطاعتهم تعطيل قرار مجلس الامن.
ويتطلب تجاوز (الفيتو) ثلثي أعضاء مجلس النواب والشيوخ، لذلك تعمل الإدارة الأمريكية على كسب أكبر عدد ممكن من الديمقراطيين لمعادلة تأثير المعارضة القوية للجمهوريين.
وفي حالة نجاح الكونغرس في افشال الاتفاق من الناحية العملية يصعب بعدها على الإدارة الامريكية إدارة أية مفاوضات مع الجانب الإيراني وهو المعنى الذي أكد عليه جون كيري في مقابلة مع شبكة سي ان ان، حيث حذر من رفض الكونغرس الاتفاق النووي، وقال إنه في هذه الحال لن تكون هناك عمليات تفتيش للمواقع النووية الإيرانية أو عقوبات أو قدرة على التفاوض مرة أخرى مع إيران، مضيفاً أن الإيرانيين سيشعرون حينئذ بأن لديهم الحرية للقيام بكل الأشياء التي كانت تحول دون ذلك.